ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي

ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي

تقارير “جدار نيوز”

 

العلامة عدنان أحمد الجنيد

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحابته المنتجبين..

الأخ رئيس (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي) سماحة السيد المجاهد العميد/حميد عنتر.

الأخ منسق المؤتمرات الدولية في (ملتقى كتاب العرب والأحرار) سماحة السيد/ حسن مرتضى.

الأخت الناشطة الحقوقية المجاهدة/ رباب تقي..
حفظكم الله من كل سوء..

الإخوة المشاركون جميعاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:

أهمية قيام (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي)

• أعلن العدوان على اليمن من أمريكا التي يخشاها العالم، بتحالف دولي كبير، يمتلك أقوى ترسانة عسكرية على مستوى العالم، ويمتلك كذلك أقوى ترسانة إعلامية.
• لقد كُمَّ الصوتُ اليمني الرسمي، واتهمَ بالإنقلاب، والإرهاب، والتبعية لإيران وحزبِ الله في لبنان، ما حدا بالعالم -حكوماتٍ وشعوباً ومنظمات مجتمع مدني- إلى أن تصم آذانها عن سماع صوت الألم اليمني، مع سطوة نفير أبواق الإعلام المعادي، ولم يكلف العالمُ نفسه حتى عناء البحث عن الوضع اليمني وأسباب قيام جيران اليمن بالعدوان عليه، ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا.
• هنا كان لزاماً قيام صوتٍ شعبي، ينادي شعوب العالم، علها تضغط على حكوماتها لعمل شيء يوقف هذا العبث الدولي بالشعب اليمني وأرضه وتاريخه ومستقبله.. كان لابد من أن يعلم العالم أجمع أن القضية هي استعادة السيطرة الأمريكية على أهم منطقة استراتيجية على مستوى العالم، من حيثُ الموقع المشرف على أهم طرق التجارة والنفط، وأهم مضيق تَمُرُّ عبره مصالح العالم الغربي المتوحش، بالإضافة إلى رغبة أمريكا في الاستحواذ على مقدرات وثروات الأمة اليمنية، وتحطيم كل صوت ينادي بالخروج من تحت مظلتها السادية.
• وهكذا، وجدت (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي) من يستمع إليها، حتى النخب المثقفة التي كانت تخشى الوقوع تحت تهمة مساندة حكومة صنعاء، وتتهم (بالحوثية) أو مساندة إيران في بلدانها، وجدت متنفساً للتعبير عن إنسانيتها في (الحملة الدولية) كونها منظمة مجتمع مدني، ولا تتبع أي حكومة أو هيئة رسمية، وتنادي بقضية إنسانية ملحة وعادلة.
• لهذا كان تأثير (الحملة الدولية) أكبر من المتوقع، وبرزت أنشطتها في إيصال مظلومية اليمن إلى العالم، ولم تستطع إيقافها أبواق الغرب، لأنها لم تتخذ غير صوت الإنسانية، ولم تنادِ بأي شعار آخر غير النداء الإنساني، لأنه كان هدفها وغايتها، ولذلك نجحت في جعل مظلومية اليمن قضية رئيسية لكل أحرار العالم من مفكرين وكتاب وحقوقيين وأكاديميين وطلاب جامعيين، ولذلك شهدنا التظاهرات في دول العالم، وحتى في عواصم ومدن دول العدوان أنفسها.

المقاومة الفلسطينية

• لقد أحدثت الصراعات الحالية في العالم العربي وما حوله، فارقاً كبيراً، وتحولاً جذرياً في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، فقد أفرزت الغث من السمين، والخبيث من الطيب، وانكشفت الأقنعة وزالت، فصارت قضيتنا الأولى هي «فلسطين» ومقاومتها الشجاعة، وما تقوم به من انتصارات ساحقة على العدو الصهيوني وكيانه المتهالك، وصارت القضية الفلسطينية معياراً لمن بقي على دينه ومبادئه وعروبته..
• بالمقابل، خرجت تلك الأصوات الشاحبة والأوجه القميئة إلى العلن، بعد أن كانت تتستر لعقود مضت، هي عمر القضية الفلسطينية، أمام شعوبها، لتظل على كراسي السلطة، تحكم باسم الجماهير العريضة، من أبناء الأمة المغلوبة على أمرها بحكامها الذين سلموا أمرها في الأخير لأعدائها، ورغم ذلك ما يزالون يحلمون بالبقاء على عروشهم التي شبعت من خياناتهم وتبعيتهم للغرب.
• لقد آن الأوان لتقرر هذه الشعوب مصيرها، وترسم مستقبلها الذي تصبو إليه، بعيداً عن تدخلات الغرب وإملاءاته.. ولن يكون ذلك إلا بتصحيح مسار الثورات العربية، وفق الآمال والطموحات التي عاشت عليها أجيال أمتنا لأكثر من ستة عقود من الزمن.
• وليعلم العالم أجمع أن كافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية مع فلسطين، ومع المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها، فالمصير واحد، والحلم واحد، وليعلم العالم أيضاً أن تلك الأصوات الشاذة والخطوات الوقحة للتطبيع لا تمثل الشعوب العربية والإسلامية.. وستنتصر هذه الشعوب لقضيتها رغم أنف الحكام العملاء، ورغم أنف أمريكا ودولة الكيان.

القمم العربية

• بالنظر إلى القمم العربية الأخيرة، نجد أن صانعي القرار هم أولئك الذين يقفون خلف الكواليس، وليس العرب أنفسهم، فالوجوه عربية، لكن القرار صهيوني أمريكي، وهذا بالطبع ما يعكس خيانة أغلب الحكام العرب لشعوبهم وأمتهم ودينهم ومستقبل أمتهم ودولهم التي يمثلونها..
• فقد غيبت القضية اليمنية، ومظلوميتها الملحة، وبرز أعداء اليمن من العملاء اليمنيين للسعودية وأمريكا لتمثيل اليمن في قمة (جدة)، وتجوهلت دماء عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، ولم يمثلهم أحد في هذه القمة، بل ارتفع الصوت الذي يبغي القضاء على الحكومة والدولة التي تمثلهم وتدافع عنهم..
كما غيبت القضية الفلسطينية، فقد ظهرت كهامش -فقط- تُجَمِّلُ فيه الخطاباتُ أشكالَ قائليها أمام شعوبهم.. أما البيان الختامي فلم يكن شيئاً يذكر، وحتى لو كان فلن يقدم شيئاً ولن يؤخر، لأننا وشعوب الأمة العربية جمعاء نعلم أنه لن ينفذ على أرض الواقع، وسيكون مصيره إرشيف الجامعة العربية، كمئات البيانات والقرارات التي سبقته.

فشل الهدنة الملوثة

• إن الهدنة الخادعة التي تم إعلانها، لا يمكن الجزم بتسميتها هدنة، لأنها لم تنفذ على الواقع، فلم نرَ منها إلا الضجيج الإعلامي، الذي تتشدق به السعودية وأمريكا، وبأنهما ــ وكذلك دول العدوان ـ مَنّا بها على اليمن، وتقومان بإظهار نفسيهما أمام العالم كحمام السلام، وهما من غرقا في حمّام الدم اليمني حتى النخاع، ومازالا كذلك.
إن أركان الهدنة المعروف عالمياً تستلزم فض النزاعات المسلحة، ولكن مازال اليمنيون يُقتلون في الحدود بنيران العدو السعودي، وفي بعض الجبهات بأيدي عملائه، ومازال يسجَّلُ مئات الخروق في الحديدة كل يوم، تحت علم ورصد هيئة ضباط الارتباط.
ومن أركان الهدنة كسر الحصار، ولكن ما يزال الحصار مفروضاً، وما تزال الشروط المجحفة تحاصر اليمن، وتحاصر مطار صنعاء الدولي، وما تزال قضية المرتبات عالقة.
• من هنا اتخذت (الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي) مسارات جديدة لتصعيد حملاتها، يمثل هذا المؤتمر الدولي جزءاً منها.

لعبة السلام الأمريكوصهيونية في اليمن..
وأيديها السعوإماراتية

• الحديث عن لعبة السلام في اليمن، له علاقة بالنقطة سالفة الذكر «الهدنة الملوثة»، فالعدو الحقيقي (أمريكا وإسرائيل) يريد استمرار الحال على ماهو عليه اليوم، من حالة غائمة، بين الحرب واللاحرب، ويريدها أن تستمر وتطول، ليتسنى له نهب الثروات اليمنية، وشراء الذمم، وإعداد الخطط الجديدة والمُراوِغة لأحلام الشعب اليمني بالاستقلال والتنعم بثرواته المشروعة.

• إن أمريكا، الدولة الأغنى والأقوى في العالم، تنهب ثروات الشعب اليمني الفقير، فهل سمعتم عن أسوأ من هذا تصرف، لدولة تدّعي أنها حامية الحريات، وأنها بلد الديمقراطية؟!!
• إن أمريكا، ومن ورائها بريطانيا وإسرائيل، تمعن في قتل الشعب اليمني البائس، بأيديها السعودية والإماراتية، منذ تسعة أعوام، وما تزال توغل في تجويعه وحصاره، وتدمير جغرافيته وديمغرافيته في آن.
• وإن هذا الوضع لا يمكن له الاستمرار على هذا الحال، وهو ما سأتكلم عنه في الفقرة التالية.

لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر

• إن ما يوخذ بالقوة، لا يُسترد إلا بالقوة، وكما أجبرتهم صواريخنا ومسيراتنا على طلب الهدنة المزيفة، فستجبرهم إرادتنا وعدم مبالاتنا بهم وبتهديداتهم على الانسحاب من كل شبر من أرض وطننا الحبيب اليمن.
• إن هذه الهدنة الزائفة لا تنطلي حتى على المغفلين، فهي أشبه (بسراب بقيعة).. ونحن سادة الحرب في الميدان، ونحن قادة التاريخ، وفاتحو الأمصار، ولم يسجل لنا التاريخ إلا الانتصارات، ويكفي أن اليمن مقبرة الغزاة، قالها التاريخ، وسيعيد كتابتها ونقشها وصناعتها قولاً وعملاً، وذلك في القريب العاجل بإذن الله تعالى.

مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي

• إن الشعب اليمني يعيش كارثة إنسانية، ووضعاً هو الأسوأ في تاريخ الحروب والصراعات، وتعلم الأمم المتحدة ذلك، ولديها بيانات ودراسات ومعلومات، ربما أكثر مما نمتلكه نحن، ولكننا نلمس المأساة ونعيشها.
• إن هذه الهدنة الكاذبة، لم تحقق الكثير للشعب اليمني، والأمم المتحدة على علم بذلك كله، وتستطيع إجبار دول العدوان على عدم محاصرة هذه الهدنة، انتصاراً للإنسانية التي أقسمت على حمايتها والانتصار لحقوقها.
• هنا نقول: إنه إذا لم تتخذ الأمم المتحدة شيئاً عملياً صادقاً وحقيقياً ودائماً بشأن الهدنة العائمة، وتحقيق هدنة حقيقية كاملة غير منقوصة، فإننا نحملها المسؤولية الكاملة لتنصل دول العدوان عن تنفيذها، وسيقوم حقوقيونا في كل بلد برفع الدعاوى القضائية، وسيحاسب كل مسؤول عن تقصيره، ولن يستثنى أحد من المطالبة القانونية.

مغبة استمرار العدوان والحصار على اليمن

• أن استمرار العدوان والحصار، سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، فقد (بلغ السيل الزبا) وطفح الكيل، ولن نصبر أكثر مما صبرنا، وقد بات العالم بأجمعه يعلم حقيقة الصراع في اليمن.
• إننا نأبى كل هذا الظلم، وسنتحرك معتمدين على الله تعالى، من واقع إيماننا به وبنصره، وإيماننا بقضيتنا المحلية، وإيماننا يمظلوميتنا، وإيماننا بقدراتنا وإمكانياتنا، واحترامنا لتاريخنا العريق، وهويتنا الإيمانية، التي تأبى لنا التسليم بحياة الظلم والقهر والفقر والاضطهاد. فإما نعيش أعزة، أو نموت دفاعاً عن كل ما نؤمن به.

الملف الإنساني شرط للحل السياسي

• ختاماً نذكر بكافة محاور هذا المؤتمر، وأنه يركز على القضية اليمنية، ومظلومية الشعب اليمني، ونصرة القضية الفلسطينية..
• ونؤكد على أن الملف الإنساني هو الشرط الأساس، للحل السياسي الشامل، إن أراد الأعداء الجنوح للسلام، مالم، فالخيارات بيد الشعب اليمني، بقيادتة الحكيمة القوية الأمينة على تاريخ اليمن وحاضره ومستقبله.

التوصيات

– نوكد استمرارنا بالعمل على فضح جرائم هذا العدوان والحصار، ولن ننثني ولن نلين حتى يتحقق كل هدف سعينا ونسعى إليه.
– نؤكد استمرار دعمنا للقضية الفلسطينية ووقوفنا معها ومع مقاومتها الشجاعة، ونبارك لها الانتصارات التي تحققها في كل مواجهة مع العدو الصهيوني.
– نحمل الأمم المتحدة عواقب تلاعب دول العدوان بالهدنة،ونطالبها بتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب اليمني ومظلوميته.
– نحذر دول العدوان من أن الوضع إذا بقي على ماهو علييه اليوم، فسوف تُجَر المنطقة إلى حرب شاملة.
– نطالب المجتمع الدولي ومنظماته المدنية بالإصغاء إلى مظلومية الشعب اليمني.

نسأل الله تعالى أن يكلل جهود المشاركين بالنجاح، وأن يجعل هذا المؤتمر الدوليَ فاتحة لمسارات جديدة تواكب التطورات، وتتناسب مع حجم التحديات، لنصرة اليمن ونصرة قضيته، وتحقيق أهداف الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنان أحمد الجنيد
عضو رابطة علماء اليمن
رئيس ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار