خاچيَّة ..و.. السُّلطچيَّة

أ.د.ضياء واجد المهندس.

حدًّثتني خاچيًّة عن عدم رضاها علينا لأني متساهلٌ في كتاباتي مع السُّلطچيَّة على حدِّ قولِها..
سألتها عن مفردة السٌّلطچيَّة التي لم أسمَع بها من قبل، أجابت: السُّلطچيَّة هُم الفاسدون والمنتفعون من السلطة من الكلاوچيَّة و الكلَّچيَّة و الكلكچيَّة..
و كلمة الكلاوچي كلمة مشهورة جدًّا عند العراقيين و هي تعني المحتال و صاحب الأخلاق السيئة!!!!

ظهرت مفردة الكلاوچي في أثناء (الحرب العالمية الأولى) عندما قامَ الأتراكُ بتطويع شباب بغداد بالقوة حيث يذهبون بهم إلى معارك من بلاد العرب إلى أوروبا وروسيا!!!
و كانت تُعرَف هذه حملات التطوع بإسم (السفربرك) تعني النفير العام!!!
و باعتبار أنَّ العراق كان تابعًا الى السلطنة العثمانية ما عدا أفراد الجالية الإيرانية المقيمين في بغداد كانوا غير مشمولينَ بالسَّفربرك!!
لأنَّ دولتهم أعلنت الحياد من الحرب، و كان الرجال الإيرانيون في بغداد يلبسون طاقية رأس ( كلاو)؟؟؟..
لذلك الجندرمة و الضابطية (الإنضباط العسكري) يميِّزونهم عن غيرهم و لا يحاسبون؟؟..
مما دفع بعضُ شبابِ بغداد من العرب على أن يلبسوا طاقية العجم (الكلاو) تلك في الشارع و عند ذهابهم للأسواق أو المقاهي للتخلُّص من
الجندرمة و السَّوْقِ الى الحرب؟؟!!!
و أصبحوا يعرفونهم أهل بغداد و يصيحون عليهم (ها …ها…كلاو)
ثمَّ تطوَّرت إلى
(ها …كلاوچي) و أخذت هذه التسمية بانتشارٍ في بغداد كصفة للإحتيال و النَّصب ؟؟؟؟.

أمَّا (الكلَّچيَّة) فهي كلمة تطلق على عُصبةِ المتاجرين بالأعراض و القمار و البضائع التالفة، و ظهرت هذه المجموعة في الميدان و البتاوين ثمَّ توسَّعت لتشمل العديدَ من المدن في العراق!!!!

و هناك مجموعة أخرى تعرف ب (الكَلْكَچيَّة) و هُم مجموعة تزوير الوثائق و السجلات و الجوازات و تأشيرات الدخول!!!
اليوم، أصبحت السُّلطچيَّة (القيادات السياسية و البوقجية من المروِّجين لإنجازاتهم) هُم مجاميع من الكلاوچيَّة و الكلَّچيَّة و الكَلْكچيَّة و احتَّلوا مواقعَ حسَّاسةً في الدولة..

اللهمَّ احفَظ العراقَ و أهلَهُ من بَطشِ الظالمين..
و انصُرنا على الفاسدينَ المُتسلِّطينَ..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي