مهاجرون …بلا هوية !!!

 

 

أيمان عبد الملك

لبنان

بعد سنين من الحروب هناك سياسات فرضت على دولنا وخلقت نوعا جديدا من الفقر المدقع ،حالة لم تكن الناس معتادة عليها أو لم تكن تتخيل وجودها شكلا من الحاجة لن تفهمها بعد ،مظاهر بؤس نجدها في العاصمة حيث أصبح منظر الاولاد الغارقين في حاويات الزبالة طبيعيا”،عمالة الأطفال الذين يقعون تحت أيدي عصابات تزجهم في الشوارع للشحاتة ،كأننا نعيش وسط غابة تحكمها الوحوش والخروج من هذا النفق المظلم صعب ،في عهد تتوالى فيه الأحداث والتطورات لتشير إلى ازدياد حدة التآمر على بلداننا وحرمان شعوبنا من حقوقهم رغم نضالهم المستمر من أجل حماية مستقبل أجيالهم وتحسين أوضاعهم الصعبة دون الوصول إلى الإصلاح أو تغيير النظام التحاصصي ونهب ثروات البلاد وتعميق التفاوت الطبقي لتتضاءل الاحلام وتتلاشى الأفكار النيرة وكأننا نعيش وسط غابة من الوحوش ،ضمن واقع متردي يزداد سوءا يوما بعد يوم.
هناك محاولات لترميم الواقع المر تشبه المخدر ،فحينما يزول مفعوله مع الوقت نغفل من خلاله عن متاعبنا وهمومنا وعن تفاصيل يومياتنا كمواطنين مهمشين لا صدى لأصواتنا ولا رؤيا لملامحنا ،نمشي بثقل وكأننا نحمل على أكتافنا أطنانا من التعب ،يستعمر خزان ذاكرتنا منذ القدم ،نرنو لوطن يحمينا بعد أن تقلصت أحلامنا وتراجعت طموحاتنا وأصبحت اسماؤنا على لائحة المساعدات والمعونات الانسانية التي يتصدقون بها علينا من الخارج أو مهاجرين فاقدي الهوية بعد أن سرقوا منا الحلم وبعثروا قدراتنا وتركونا نعيش خيباتنا كالدمى المتحركة همها الأكبر تأمين لقمة العيش المغمسة بدمنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار