حرب أهلية في ليبيا والسبب خلاف على السلطة المؤقتة

حرب أهلية في ليبيا والسبب خلاف على السلطة المؤقتة

بقلم : الإعلامية نداء حرب

تخبطات عديدة تشهدها الساحة السياسية الليبية ما بين حكومات مؤقتة الهدف منها إنهاء حالة الانقسام والذهاب بليبيا نحو انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وما بين أطماع بعض الأطراف في ليبيا لتحقيق مصالحها الشخصية وتحالفات جديدة الهدف منها ضمان تحقيق مصالحهم لا مطالب الشعب الليبي.
فمنذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 وحى يومنا ها لا تزال ليبيا دون رئيس مُنتخب، وكل من جاء إلى السلطة كان مؤقت بهدف تمهيد البلاد لإجراء انتخابات رئاسية تحقيقاً لمطالب الشعب، لكن جميع الحكومات فشلت في تنفيذ هذا المطلب.
اليوم وبعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي، أصبحت ليبيا واقعة ما بين صراع حكومتين كلاهما جاء لتنفيذ الأهداف نفسها، الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية والتي تم اختيارها في مارس العام الماضي وفق مُخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، والثانية هي حكومة الاستقرار والتي تم إختيارها في مارس العام الجاري من قِبل مجلس النواب الليبي وعلى رأسها وزير الداخلية بحكومة الوفاق السابقة، فتحي باشاغا.
وفي ظل وجود حكومتين في البلاد الأولى ذات اعتراف دولي والثانية ذات اعتراف محلي جزئي بدأت الأنظار تتوجه نحو احتمالية حدوث صراع داخلي بينهما يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا، والسبب في ذلك هو رفض عبد الحميد الدبيبة تسليم مهامه للحكومة الجديدة وإصراره على إستمرار حكومته في العمل إلى حين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ومنعه لباشاغا من دخول طرابلس وتسلم مقرات الحكومة.
وبوجود مثل هذا الخلاف الحاد بين الحكومتين من يُمكنه أن يتفوق عسكريا؟
عبد الحميد الدبيبة في الوقت الراهن يستحوذ على دعم غالبية الجماعات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس وفي مسقط رأسه، مصراتة، ناهيك عن سيطرته على أموال الدولة والتي مكنته في وقت سابق من ضخ مبالغ ضخمة لصالح الجماعات الموالية له.
على الصعيد الآخر، ظن البعض في بداية الأمر أن التحالف الذي تم تشكيله ما بين فتحي باشاغا وقائد الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا، خليفة حفتر، يُثقل كفة باشاغا العسكرية، لكنه تبين لاحقاً أن خليفة حفتر قد فقد قوته التي عُرف بها سابقاً بعدما توقف الدعم الفني والعسكري والمادي من قِبل عدد من الدول له.
بالإضافة إلى ذلك فقد خليفة حفتر سيطرته على حقول النفط الليبية، التي أصبحت كلها خاضعة للمؤسسة الوطنية للنفط برئاسة مصطفى صنع الله، وبالتالي فإن تعويل حفتر وباشاغا على ممارسة الضغوطات على دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية للاعتراف بحكومة الاستقرار أصبح مستحيلاً.
وبالتالي من المحتمل أن يعمل باشاغا على إستعمال قوى السلاح لدخول طرابلس بالتعاون مع الجيش الوطني الليبي، وهي محاولة ستكون فاشلة بسبب ضعف قوى حليفه العسكري حفتر، وسينتصر الدبيبة بفضل الجماعات المسلحة التابعة له. ولكن في حال اندلاع حرب أهلية جديدة في ليبيا، كم عدد الأرواح المدنية التي ستُزهق دون وجه حق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار