من وحي الأحداث و حزب الله

من وحي الأحداث و حزب الله

أشواق مهدي دومان

و يظنّها الذين في قلوبهم مرض مسرحيات و إن غيّروا رؤاهم فيعدونها هيّنة و هي كبيرة ،
نعم إن فعل محور المقاومة كبير جدا و واسع سعة جغرافيا الأوطان ، و ليست الأوطان فحسب لوكانت المعاني الأولية للأوطان هي رقعة الأرض و حفنة التراب و نسائم الهواء و كمية المياه ، فإن الأوطان التي عجزت إسرائيل أن تفتك بها هي الإنسان ذاته ،
نعم : لقد عجز هذا الكيان المحتل عن حصر معاني العشق و الانتصار في قلوب و أفئدة المقاومين ، فقام يحاول أن يخترق هذه القلوب و الأفئدة بمحاولة يائسة لنشر الذعر و الخوف بفعلته التي نشر فيها أجهزة ( بيجرات ) تنفجر بطارياتها وقتما أمروها ؛ بما يوحي وجود من تواطأ مع هذا الكيان من شركات سهّلت البيع و حددت عينة و شريحة المبيوعة إليهم فتقصدت عناصر المقاومين الأبطال في حزب الله، الحزب الذي أرهق إسرائيل و أجهدها و ضعضع قواها لتصبح مجرد نار تأكل نفسها حين لم تجد ما تأكله ،
إسرائيل التي باتت اليوم تلهث لهاث من تنطفئ منه الروح .. من تنتزع روحه ، فلا يحسب الخونة و العملاء و المرتزقة أنهم انتصروا بهذا الاستهداف الإلكتروني الذي يدل على وهن الكيان الصهيوني و مرتزقته و فشلهم تماما عن مواجهة رجال الله في ساحات البطولة .
لقد عجز هذا الكيان عن ردع صواريخ المقاومة التي قضّت مضاجع إسرائيل فلا نامت و لا قامت .
وهنا ثمّة كمٌّ من الحقد المزمن على حزب الله .. كمًّ من الوجع ، و كمٌّ من الذلة التي زرعها حزب الله في قلب الكيان الغاصب و ذاكرته و حتى عقله الباطن !!
كمٌّ من الشعور بالعجز و الشلل الصهيوني أمام ترسانة حزب الله القوية عدة و عتادا ، و حقيقة إن فوق تلك العدة و العتاد ذخيرة أقوى و أعظم ، و هذه الذخيرة هي العنصر البشري و ليس أي عنصر !!
إنهم مقاتلو حزب الله ، إنهم منتسبو حزب الله .. إنهم رجال الرجال و هؤلاء ليسوا شخصيات عابرة ، و ليسوا نسخا متكررة من نسخ المسؤولين في الحكومات البشرية ، إنهم الأبطال الذين صدقوا عهدهم مع الله ، و باعوا لله ؛ فارتباطهم و وفاؤهم لقضاياهم عقيدة لديهم مرتبطة بالله خالق البشرية ، و قتالهم للصهيوني عقيدة تشربوها منذ تأسس حزبهم الأشد ، إن رجال حزب الله يعيدون بل قد أعادوا ترسيم الحدود الوجودية للإنسانية ، و للإنسانية المقاومة خاصة في زمن باهت الحرية ؛ فقد أريدَ للشام أن تعبد إسرائيل من دون الله و حينها ثارت حركات المقاومة و كان حزب الله من السباقين لاجتثاث هذا الكيان الصهيوني الواهن ، حين باغت حزب الله إسرائيل مرة تلو الأخرى بعمليات نوعية هزت كيان المحتل ، و أعادته لسيرته الأولى حين لم يكن سوى بيت من بيوت العنكبوت و لم يزل و لن .
حزب الله من انتصر ب ” الوعد الصادق ” في الألفين و ستة ، و قبله و بعده حتى أصبح أيقونة العزة و الكرامة و رمز الحرية و سماها،
الحرية التي فُقدت و خُدشت و أُفرغت من روحها بوجود المرتزقة و الخونة الذين لازالوا يركعون للمحتل ، و يتطبعون معه ، و يبررون له سواء سابقا أم الآن ،
و لكل مرتزق خائن عميل الموت لك كما هو الموت لإسرائيل ، و أمها أمريكا، و كفى .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار