الى من يهمه الامر. !!
د. محمد ابو النواعير
اردت ان اكتب مقالا مفصلا، ولكن وضوح الامر لا يحتاج.
اقول: النجف الاشرف، هي مدينة دينية بحتة
ابرز ما يميزها، او ابرز مقومات وجودها هو وجود معلمين فيها:
مرقد ومزار امير المؤمنين عليه السلام.
وحوزتها الدينية المشرفة .
وكلا المعلمين، دينيين، روحيين بامتياز وتخصص.
تحويل النجف الى حاضرة اقتصادية ومركز تجاري تكثر فيه فرص العمل، ويستقطب كل من يحترف حيل التجارة والاسواق، ويسيطر فيها اصحاب رؤوس الاموال من كل مكان، سيقضي على ردائها وجوهر وجودها الروحي والديني، وسيحولها الى عاصمة تجارية، وما يصاحب ذلك من خلق انواع وفنون للصراع والتنافس، مما يقود مستقبلا الى خلق انماط وطباع وآليات سلوكية، تشوه كل صور الفعل الاجتماعي الديني والاخلاقي الذي يصدر طبيعيا من المؤسستين المذكورتين آنفا.
اي ان صوت الدولار والدينار، وقيم الفلسفة الرأسمالية، سيطغى تأثيرها بمرور الزمن والاجيال، على تأثير صوت الدين والاخلاق والحكم الفقهي، اي ان الالتفاف الاجتماعي سينتقل تدريجيا من الالتفاف حول مؤثر قيمي اخلاقي اعلامي متمثلا بالصوت الديني والفقهي والاخلاقي الصادر من المؤسستين آنفتي الذكر، ليتحول الى صوت قيمي اقتصادي معيشي تنافسي صراعي، يستند بالدرجة الاساس الى مبادئ فلسفة الصراع الرأسمالي المتوحش، مما يقود الى انزواء وخمول وضعف في وظيفة المؤسستين اعلاه. !
وصدقوني، اينما حلت الرأسمالية في بلد، قال لها الكفر والانحلال وحب الدنيا : خذينا معكِ. !
اللهم اشهد اني قد بلغت.
د. محمد ابو النواعير
