إستشهاد النبي محمد بداية التآمر!

إستشهاد النبي محمد بداية التآمر!

أمل هاني الياسري

عندما نسمع بتفاصيل مصائب كربلاء، تكاد أرواحنا تخرج من أجسادنا من الحزن والبكاء، هذا ونحن نسمع فقط كل ليلة جزءاً من الفاجعة، ولكننا يجب أن نلتفت الى أن إستشهاد نبي الرحمة، ورسول الأمة محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، هو الحلقة الأولى من مسلسل التآمر الجاهلي على البيت الهاشمي، للنيل من رسالة الإسلام الحنيف.
هناك مَنْ يفكر نيابة عن الآخرين، أوليس الباريء (عز وجل) يقول :”النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم” فقد كان النذير البشير (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، هو المسؤول، والقائد، والمصلح، والآمر والناهي، فكيف بمرضه والبعض مَنْ يقول للناس (إن النبي ليهَجُر) عندما طلب دواة وقلماً ليترك في الأمة حديث الثقلين لكنهم أبوا ذلك .
كان حديث الثقلين المحور الفاصل في حكم الأمة، بعد رحيل النبي (صلواته تعالى عليه)، ورغم أنه حُفِظ في قلوب أهل البيت(عليهم السلام)، والصحابة الثقاة والتابعين الموالين، لكن السقيفة فعلت فعلتها وأطلقت قولتها في الشورى، ولذلك صبرت السلسلة العلوية الطاهرة في سبيل الهدف المقدس، ألا وهو الحفاظ على الدين الإسلامي في ربيع مسيرته المباركة، وحديث الثقلين قيد التنفيذ ولو كره المشركون.
النبوة والإمامة ويوم الغدير وحديث الثقلين لنبينا الذي قال فيه:(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي حتى يردا عليَّ الحوض)،أحداث جلية وقوية عند الفريقين، لكننا ننطقها ببراءة وصدق، وغيرنا يفهمها بخبث ومكر، وإلا فأهل البيت(عليهم السلام) يمتلكون رصيداً ربانياً وروحياً، يمنحهم طاقة تمكن الأمة من عبور مرحلة فقد نبيها، لأنهم سور الله الحصين.
رغم وجود كثير من عوامل الإنحراف، المترسخة في عقول المنافقين والمارقين، إلا أن أهل البيت (عليهم السلام) يدركون أنه إذا ثقل عليهم البلاء، فأنهم قد سلكوا طريق الأنبياء ومَنْ على دربهم، وساروا على نهج نبي الرحمة، لذا صبروا ورابطوا في مكانهم الذي إختاره الله لهم، حيث لم تنجسهم الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسهم المدلهمات ثيابها، مع أننا على يقين من أن نقل الصخور من موضعها، أهون من تفهيم مَنْ لا يفهم!
لم يزل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )، يتنقل من أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات، حتى أضاء نوره الكون بأكمله، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين؛ لذلك تبوأ بنو هاشم بأن منهم النبي المختار، وهذا أمر كافٍ لوحده، بأن تبدأ الحلقة الأولى؛ لتصفية امر الرسالة الإسلامية، وحامل لوائها ومعادن علومها؛ لذلك لا شيء أجمل من الإنصياع لإرادة الله، والإنسجام مع مشروع السماء، ضد ما يُخطَط له من قبل معسكر المنافقين، الذين لم يثبت الدين في قلوبهم.
الإشاعات عبثية لخطورتها أخلاقياً وإعلامياً، فهي تشيع الريبة والشك في نفوس السامعين، على أن المُسلَّم به هو أن النبي الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم )، وكما يقول جلَّ في علاه :”وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” فكان من المفترض تلقائياً، أن يكون طلب النبي أمراً حول إحضار القلم والدواة، لكنهم ما فعلوا فللطمع والفتنة قولهما وفعلهما!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار