المخدرات في العراق

 محلي: متابعة/ جدار نيوز.

ادمان المخدرات والذي يسمى ايضاً اضطراب، وتعاطي المخدرات هو مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه ويؤدي الى عدم القدرة على التحكم في استخدام أي دواء او اي عقاقير طبية أخرى.

يمكن تعريف المخدرات بأنها مادة نباتية أو مصنعة تحتوي على عناصر منومة أو مسكنة والتي أذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فأنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشل نشاطه كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة كما تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى “الإدمان” مسببة أضرارًا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية.تعاطي المخدرات وتجارتها ازدهرت بالعراق بعد عام2003، فقبل هذا التاريخ كانت البلاد عامة بمنأى عن تفشي ظاهرة إدمان المخدرات والاتجار بها، بفعل القوانين العقابية الصارمة التي كانت معتمدة آنذاك ضد المتعاطين والناقلين والمتاجرين، والتي كانت تصل لعقوبة الإعدام

ومن أسباب تعاطي المخدرات

يعد أهم عامل الانتشار المخدرات هو العامل الاقتصادي بسبب البطالة المنتشرة بين الشباب والضغوطات النفسية والاجتماعية بعدم قدرة الشاب على تأدية واجباته، سهولة الحصول على المخدرات، حب الاستطلاع التي تأتي في مرحلة المراهقة، الاغتراب عن المجتمع وشعوره بعدم توفير بلده لاختصاصه وتوفير فرص العمل المناسبة له فيشعر بالنبذ والمقارنة مع اقرانه ممن له فرص للعمل، والتفكك الأسري، وضعف الوازع الديني.

انواع المخدرات المنتشرة في عموم العراق: –

المصدر الطبيعي (القات، الأفيون، المورفين، الحشيش، الكوكايين، وغيرها)

المصدر الاصطناعي (الهيروين والفيتامينات وغيرهما)

وايضاً النوع الثالث (الحبوب المخدرة والمذيبات)

والنوع المنتشر بكثرة ما يسمى ب(الكريستال) والنوع الأخر الكب تاكون(0-1) بلغت اعداد متعاطي المخدرات في عموم العراق بحسب إحصائيات مجلس القضاء الأعلى لعام 2021 أشارت إلى أن نسبة الإدمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المائة من فئة الشباب.النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 في المائة، في المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة.كما أن اعداد الملقى القبض عليهم في عموم العراق بتهمة المخدرات في ارتفاع مستمر مقارنة بالأعوام السابقة، ففي عام 2020 بلغ عدد المقبوض عليهم 7500 متهم، وفي 2021 بلغ 12 ألفاً و800 متهم، وفي 2022 للأشهر العشر الماضية بلغ 13 ألفاً و700 متهم.

اما في عام 2023 تجاوز عددهم ال 19 ألف شخص ً بين مروج وناقل ومتعاطي.

تأثير المخدرات على المجتمع

الانحراف السلوكي والميول نحو ارتكاب الجريمة ومنها القتل والسرقة والاغتصاب وتشكيل مجاميع من العصابات، ازدياد حالات الطلاق والتفكك الأسري، فقدان الشعور بالذنب تجاه الإساءة للأخرين، فقدان الطاقة الشابة التي يتوقف عليها تقدم الوطن وتطوره.

هل يمكن لمتعاطي المخدرات ان يتعافى؟

بالطبع يمكن أن يتعافى المدمن ويعيش حياة صحية وسعيدة، حيث الادمان هو مصطلح مرضى ولم يكن هناك مرض وليس له علاج، لكن يجب أن يكون هناك إرادة قوية ومصممة للتغيير حيث يحتاج الجسم للتعافي من الإدمان ما بين عام إلى عامين للتعافي حتى تعود مستويات ناقل الدوامين بالمخ إلى وظائفها الطبيعية ويتم هذا من تلقى المدمن العلاج اللازم الذي يتضمن الإرشادات والدعم النفسي والطبي وغيرها من الخدمات المهمة؛ وبالتالي يعود الانسان طبيعي بعد الإدمان بالرغم أنه يحتاج الى وقت طويل حتى يحدث ذلك فقد يكون كالمرض المزمن مثل: القلب والسكر، ولكن بانتظام العلاج النفسي والسلوكي يمكن الشفاء؛ بالتالي يمكن القول إنه من الممكن الشفاء من الإدمان والعودة إلى الحياة بشكل جيد.

كيف تعرف أن في بيتك مدمن مخدرات؟

التغيرات التي تظهر على الشكل الجسدي: قد تظهر تغيرات في مظهر الشخص، مثل فقدان الوزن السريع أو تغيرات في بشرته أو أسنانه. الاكتئاب أو القلق المفرط: المدمنين عادة معرضين لمشاعر الاكتئاب والقلق، وقد يظهرون أعراضًا نفسية مثل الاكتئاب الشديد أو التوتر المستمر.

كم تقتل المخدرات سنوياً؟

حسب التقرير الخاص بمنضمة الأمم المتحدة: -ووفقًا لآخر الإحصاءات المتاحة في تقرير المخدرات العالمي لعام 2023، يتأثر الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بشكل غير متناسب بالفيروسات المنقولة بالدم، ويموت سنويًا 660,000 شخص تقريبًا لأسباب متعلقة بالمخدرات، غير الأشخاص الذين يتضررون بفعل متعاطي المخدرات ومنهم عائلته أو من حوله.

 طرق معالجة متعاطي المخدرات

على الرغم من عدم وجود علاج الادمان المخدرات فأنه توجد خيارات علاجية تساعد في التغلب على الادمان والابتعاد عنه ويعتمد العلاج على المادة المستخدمة وأي اضطرابات عقلية أو مرضية ذات صله يعاني المدمن منها ، ومن المهم أيضًا الالتزام بمتابعة طويلة الأجل لمنع الانتكاس.أن أول خطوة لعلاج الأضمان هي مراجعة طبيب نفسي او خبير نفسي حتى يتمكن من تشخيص المادة المستخدمة من قبل المتعاطي ويمكن التشخيص من خلال فحص الدم أو فحص البول أو الفحوص المعملية الأخرى.الخطوة الثانية هي البرامج العلاجية التي يمكن تحديدها وحصرها بما يلي:

1–جلسات علاجية فردية أو جماعية أو عائلية

2–التركيز على فهم طبيعة الادمان والتخلص منه ومنع الانتكاس

3–تقديم مستويات من الرعاية والتجهيزات تتفاوت حسب الاحتياجات الفردية مثل البرامج في العيادات الخارجية أو داخل المستشفى. الخطوة الثالثة هي ازالة السموم من جسم المتعاطي أي سحب السموم من جسم المتعاطي بسرعة وأمان قدر المستطاع. قد يحتاج بعض متعاطي المخدرات أزاله السموم في عيادات خارجية وفي وقت محدود وقصير ، الا أن بعض متعاطي المخدرات يحتاجون الى الدخول الى المستشفيات والرقود بها لحين سحب السموم والتوقف عن تعاطيها.

حسن عباس/ البصرة