الوهْم . . والْهمُّ

الوهْم . . والْهمُّ

ا . د . ضِيَاء وَاجِد المهنْدس

يَقُول المهاتْمَا غَاندِي : ( الصِّدْق يَبقَى صِدْقًا وان كَذبُك اَلجمِيع ، والْكَذب يَبقَى كذبًا وان صِدْقك اَلجمِيع ) . . والْحقيقة ، أنَّ وَظِيفَة الإعْلام اَلخبِيث هِي أن يَجعَل الصِّدْق والْكَذب فِي بُودْقَة رَمادِية ، فيخْلقون ( وَهُم عامٌّ ) يُسَموه ( رايْ عامٍ ) . . وَمِن الطَّرائف ، ، أنَّ عَنزَة أَكلَت بَعْض كُتُب اَلأدِيب أَحمَد بَهجَة ، فَكتَب مقالا ساخرًا يَتهِم فِيه الماعز بِمحاربة الفكْر والتَّطوُّر . . فِي اليوْم التَّالي اِشْتكَاه لِلْمحاكم 10 شخْصيَّات كُلِّ مِنْهم يُعتَقَد أَنَّه يقْصده ! ! ! ! والنَّصيحة : لََا تَعتَقِد أَنَّك اَلمعْنِي بِكلِّ مَا يَكتُب فَهذَا ظنٌّ يَصِل حدَّ الوهْم ، والظَّنُّ لََا يُغْنِي عن اَلحَق شيْئًا بل يُصْبِح الوهْم همًّا . وَذَات مَرَّة أَرسَل الكاتب ( مارْك تُوين ) لِعَدد مِن الشَّخْصيَّات المرْموقة فِي أَمرِيكا على سبيل الدُّعابة . ( اُهرُب لَقد اِكْتشفوا أَمرُنا ) . . وَفِي صَبَاح اليوْم التَّالي ، كَانُوا كُلهُم قد غادروا أَمرِيكا ! وَقاعِدة الإعْلام اَلمُوجه تَعتَمِد على أنَّ السَّيِّئين يعْتقدون دائمًا أنَّ الرَّسائل مُوَجهَة إِليْهم ، وَكُل إِنسَان يَقرَأ نَفسَه فِي الكلَام . . وخيْر صُورَة عن الوهْم اَلْعام لَوحَة بِعنْوَان ” الحقيقة تَخرُج مِن البئْر ” لِلْفنَّان Edouard debat حَيْث تُوحي : { مَا تَزَال الحقيقة عَارِية ! ! ومَا يَزَال اَلكَذِب يَرتَدِي ثَوبُها المسْروق ويسافر بِه حَوْل الثَّقافات والْأمم ! ! . . . فثوْب الحقيقة جميل . . وعنْدَمَا يَرتدِيه اَلكَذِب يصير وهْمًا جميلا يُغنِّي البشر مَشقَّة رُؤيَة الحقيقة وَهِي عَارِية أمامَهم ! ! .
لَقد جعلنَا الصَّهاينة مُنْذ 75 عامٍّ ب وهمٍّ ( التَّفَوُّق الاسْتراتيجيُّ ) واعْتَمد سِياسيَّهم على ( الرَّدْع الاسْتراتيجيُّ ) فِي عُقُود الصِّرَاع العرَبيِّ – الإسْرائيليَّ مُعْتمدين على الدَّعْم اَلسخِي لِأمْريكَا عَبْر رُؤوساءهَا ( المسيحيِّين الصَّهاينة ) مِن جُونْسون إِلى بَايدِن ، ومسْتفيدين مِن وُجُود اليهود الصَّهاينة فِي وِزارَتيْ الدِّفَاع والْخارجيَّة مِن كِيسنْجر إِلى بِلينْكن . .
بِنى الفكْر الصَّهْيونيِّ وَهُم ( الخلَاص ) مِن أُكذُوبَة سِفْر الرُّؤْيَا العاشر اَلذِي يَتَنبَّأ بِظهور ( اَلمسِيح اَلمُخلص ) بَعْد أن يَهجُم كُلٌّ مِن حَوْل ( إِسْرائيل ) عليْهَا ، عِنْدمَا تَتَحوَّل إِسْرائيل مِن ( دَولَة قَومِية ) إِلى ( دَولَة يَهودِية ) فِي مَعْرَكة ضَرُوس هِي مَعْرَكة ( هرْمجيدون ) . . فِي 2014 اِلتقَيْتَ فِي فِرْجينْيَا فِي مَطعَم عِراقيٍّ اِسْمه ( شَلَّال ) دِبْلوماسيٍّ أَمرِيكي سبق لَه العمل فِي العرَاق وإسْرائيل ، مَا بَقِي فِي ذاكرَتي أَنَّه يُؤكِّد أنَّ الصِّرَاع القادم فِي فِلسْطِين هُو صِرَاع دِينيٌّ وليْس صِرَاع قَومِي ، وان العرب بَعْد 2003 اِنْخرطوا فِي ( عَالَم التَّطْبيع ) ، وَأكَّد أنَّ ( اَلربِيع العرَبيُّ ) هُو ( التَّطْبيع العرَبيُّ ) ، حَيْث يُزَاح جِيل الحكومات الشُّموليَّة فِي ( الشَّرْق اَلْأَوسط اَلجدِيد ) اَلذِي أدارَتْه ( غُونْدليزَا رَايِس ) وأكْملتْه ( هِيلاري كِلينْتون ) . . اَلغرِيب ، هُو أَنَّه سَرْد تَصاهُر بَعْض الأمراء الخليجيِّين والْمسْؤولين العرب بِإسْرائيليَّات بعْضهنَّ مِن عَوائِل يَهودِية عَرَبيَّة مُهَاجرَة لِإسْرائيل . . والْأغْرب ، أنَّ كثير مِن السَّاسة العرب بِمن فِيهم العراقيِّين يسْتثْمرون أَموَال ضَخمَة فِي العقارات وشركَات التِّكْنولوجْيَا والْمصارف والْمراكز التِّجاريَّة . . كان الدِّبْلوماسيُّ الأمْريكيُّ يُحَاوِل أن يَغرِس فِي ذِهْنِي وَهْم مُفَادَه : ( أنَّ المجاهدين مِن العرب الأفْغان اَلذِي درَّبتْهم أَمرِيكا ضِدَّ الاتِّحاد السُّوفْياتيِّ ، خَرجُوا مِن الرَّتل الأمْريكيِّ ، وأخذوا بِتنْظيماتهم الجديدة ( القاعدة ) و ( دَاعِش ) و ( أَحرَار الشَّام ) و ( جَيْش الشَّام ) يُصارعون الشِّيعة ، وأنَّ النِّظَام السُّنِّيَّ السِّياسيَّ مُنْدَمِج فِي التَّطْبيع ، وان الجمْهور السُّنِّيِّ غَارِق فِي الطَّاعة والانْصياع ) واسْتطْرد قائلا : إِنَّ الصِّرَاع القادم هُو ( صِرَاع شِيعيٌّ – إِسْرائيلي ) وان إِيرَان تَستثْمِر هذَا الصِّرَاع لِتكوُّن الحارس والْوَصيِّ على المنْطقة . . بِالرَّغْم مِن الادِّعاء الأمْريكيِّ ، فَإِن أُطرُوحَة ( الهلَال الشِّيعيُّ ) اَلمُكون مِن ( سُورْيَا وَجنُوب لُبْنان والْعراق وإيرَان ) قد أَضَاف إِلَيه يَمُن الحوثيِّين ، وفصائل المقاومة الفلسْطينيَّة وحشْد كبير مِن الَّذين دَفعُوا التَّطْبيع إِلى التَّوْديع فالنُّبوءة التَّوْراتيَّة لَازالتْ تَتَردَّد على لِسَان الحاخامات فِي تلِّ أبيب ( سيجْتمعون عليْكم مِن كُلٍّ صَوْب لِيقتلْونْكم شرُّ قَتلَة على أَبوَاب اَلقُدس حَتَّى يُنْقذَكم اَلمسِيح ) . .
اللَّهمَّ اُنْصرْنَا على الصَّهاينة الظَّالمين . .
واجْعلْنَا مِن المؤْمنين المنْتصرين . .

البروفيسور د . ضِيَاء وَاجِد المهنْدس مَجلِس الخبراء العراقيِّ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار