همهمات قلب 16
ذكرياتُ الغد”
بقلم : رويدا البعداني”
عزيزٌ ……العزيز……..كيف أنت؟! الشتاء أيها العزيز حبيبٌ لقلبي ومقلقٌ له، قلقةٌ عليك من بيتك المتهالك، وخشيتي عليك من البرد، هواجسي عليك تنْفُذُ إلى التفاصيل الدقيقة لحياتك أيها العزيز. سيصلك قريبًا معطفك الصُّوفي الرمادي؛ فقد اخترته رمادي اللون يحاكي مشاعرك !! ابتعته وشحنته أواخر الخريف حتى يصلك قبل البرد، اعتنِ بصحتك عزيز تحرّز من البرد.
رسائلي إليك مشروع ٌ أستمتع بالتحضير له، وأستمتع بتنفيذه، تجدني أمسح الكلمات تارةً وأُثبتها تارةً أخرى، هذه اللفظة لم تفِ بقصدي، وتلك أكثر بلاغةً، وهذه أكثر رِقّةً..الخ.
ربما حُمَّى الأشواق هي السبب أيها العزيز تسهُل علَيَّ الكتابة حينًا وتصعبُ حينًا آخر؛ إنهُ الشتاء ياعزيز ذلك الفصل الذي تُحِبُّهُ وأحببْتُهُ كذلك لحبّك إياه حبًا مركبًّا.
ها قد عاد بأنوائهِ وتبعاته وذاكرته أيضًا.
في خضم زمهريره كُنت أجمع ذكرى الأمس حطبًا فيحتويني دِفئُها، وأُكحّلُ ناظِرَيّ بذلك الكرنڤال التي تُكلّلهُ الغيوم على صفحات السماء، قوس قزح، خيوط الشمس الذهبية التي تتخلل قِطع الغيوم؛ كل هذا يشي بذكراك وطيفك وأناقتك.
إن همّكَ حالي وشغلكَ أمري فسأخبرُك بأني لاأعلم عني شيئا!! مااعلمهُ أني أجاهدُ الأيام بثباتٍ لم أعهدْهُ من نفسي ربما أستمدُّ ذلك منكَ وباللاشعور! أنتصبُ أمام المرآة دبرَ كل يوم وأجدني بماهية مختلفة، وهالةٍ جديدة.
بتُّ ألملم مايعتلج بصدري طورًا بالموسيقى وتارةً بالعمل الشاق، أجْهَدُ نفسي كثيرًا كي يطغى تعب الجسد على تعب الروح ياعزيز! وهذا سبَّبَ لي آلامَ مبرحة لجسدي النحيل.
مساءُ الغد سأسافرُ إلى المدينة للعلاج، سأخبرك بالنتائج وأطلعك على التفاصيل سيظل طيفُك عزائي الوحيد في هذه الدنيا….والسلام لقلبك…ولا عزاء للشعوب التي ترزح تحت نير الحروب والاقتتال….
زر الذهاب إلى الأعلى