معجزتين في الاسلام، لا معجزة واحدة. !!

معجزتين في الاسلام، لا معجزة واحدة. !!

د. محمد ابو النواعير

دأب السياق الديني السماوي خلال نزول الشرائع التي ختمت بدين الاسلام، ان يرسل الله تعالى فيها معجزة تتلائم مع ارقى ما تخصصت به الامة التي يبعث لها ذاك الرسول او النبي، حتى تكون سببا في انطباقها مع وعي تلك الامة.

ففي المسيحية، كان قوم ذاك الزمان مبدعين بالطب، لذا، ارسل الله تعالى لهم معجزة احياء الانسان بعد موته، بعد عجز الاطباء عن علاجه، على يد نبيه عيسى عليه السلام.

اما في زمن النبي موسى عليه السلام، جعل الله تعالى عصاه التي تتحول الى افعى، هي الاية في مجتمع ابدع في قضايا السحر وتحضير الجان وملوكهم.

ما يشاع من ان القرآن الكريم هو المعجزة الوحيدة للاسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وآله، هي نقطة تحتاج لوقفة قليلا (على الاقل من وجهة نظري).

بماذا كان يتميز عرب الجاهلية الذين نزل عليهم الاسلام؟

كانوا يتميزون بالفصاحة وقول الشعر، و الذي بلغوا فيه اعلى الرتب وارقاها، فجاءهم القرآن كآية كسرت عظمة ما كانوا يبدعون فيه، وصاغ لهم شكلا جديدا راقيا متساميا اعجازيا للغة وبيانها لم يألفوه.

ولكن. !!!!

هل كانت اللغة والشعر هي الميزة الوحيدة التي كانو يبدعون فيها عرب الجاهلية في ذاك الزمان.؟

لا، بل كان لديهم امر اهم بكثير (عندهم)، يمتدحون انفسهم فيه، ويعتبرونه من اهم صفاتهم بل هو مقدس عندهم، تنشأ الاجيال عليه، ويتربى الاطفال على نهجه.
ما هو؟

انها القوة والشجاعة والبطولة والبسالة والقسوة والشراسة في الحروب.
حيث كانت تمثل عندهم مورد اهتمام واختصاص وابداع وتفرد وعزة ورفعة، قد تفوق في اهميتها الشعر ونظمه.

بل قد نجد الكثير من الابطال الذين كان لهم تقدير كبير في زمانهم، قد خلدهم تاريخ العرب اهتماما واسطورية مع انهم لم يكونوا شعراء، ولكن لم يكن كل الشعراء مخلدين وموضع اهتمام في النسق الاجتماعي القتالي الشرس والشجاع في ذاك الزمن.
إذن، ما هي المعجزة الثانية والمهمة؟
هي معجزة قوة وبطولة وشجاعة الامام علي ابن ابي طالب، التي كانت من فرط مطلقيتها بحيث جعلته الاوحد في تاريخ العرب، حتى أِشتُهِرَ بين العرب، بان الشجاعة هي في الفرار من سيفه، وهذا امر عجيب لم يطلق على احد قبله ولم يطلق على احدٍ بعده. !

بل ان سبب حقد اغلب العرب والكثير من المسلمين ومخالفتهم لوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي وآله، وظلمهم لآله ، وقتلهم لاولاده، وارتكاب الفواجع بحق نسائه وبناته، ليس هو القرآن وما فيه، بل كان سيف علي، قوة علي، شجاعة علي، التي اتت كآية ربانية مبهرة قوية واضحة كالصاعقة، هدمت ما كانوا يمتازون فيه من قوة وشجاعة يتغنون بها، وتسببت بقتل خيرة ابطالهم ورجالهم الاسطوريين.

يضاف الى ان ما اشترك بين المعجزتين (القرآن، وقوة علي) هو جبرائيل عليه السلام. !

فجبرائيل هنا هو من صدح بالقرآن لنبينا الاكرم صلى الله عليه وآله، وهو بين السماء والارض.
وجبرائيل هناك هو من صرخ بين السماء والارض معلنا كرامة المعجزة الثانية (لا فتى الا علي، لا سيف الا ذو الفقار).
وهل تريدون معجزة اكبر من هذه.؟

المعجزة الاولى (القرآن) تم ضربها بقولة عمر على النبي (حسبنا كتاب الله، وان النبي يهجر= اي يهذي😔) في رزية يوم الخميس المشهورة، حيث عمد الى الفصم بين القرآن، وبين ادوات تفسيره وتمثيله وتطبيقه، وهم علي والأئمة من بعده.

والضربة التي وجهت للمعجزة الثانية، هي ضربة الشقي لراس علي عليه السلام، وهو يصلي في المحراب، لعلمهم انها الساعة الوحيدة التي يغيب فيها الامام عن الوجود، وتنطفئ وتتوقف فيه كل قوته وشجاعته ومستشعراته الحيوية والجسدية، عند وقوفه وحضوره الماثل امام ربه.

فالسلام عليك يا معجزة الله ورسوله ص، يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا شاكيا الى الله ورسوله ظلم هذه الامة لك ولاولادك ونسائك واحفادك وشيعتك.

عظم الله اجوركم بمصاب استشهاد امير المؤمنين عليه السلام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار