الرسالة والبشرية في خطاب السيد القائد بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هــ

الرسالة والبشرية في خطاب السيد القائد
بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هــ

 

بقلم : منتصر الجلي.

اقتربت الساعة من وقتها المعلوم، هناك أفواج الحشود، تتربع منصة الاستقبال العظيم، يمانية غُرَّتُها، مع الفجر وضوء الشمس وساعات النهار، هي رحلة العشق الكبير، رحلة طالما انتظرها اليمنيون أيام وساعات، إلى ساحات المولد النبوي المبارك، انتظار خطت السماء بعض فصوله، والأنفس تتزين والألسن بذكر محمد لا تمل.

هو يوم من ايام الخلود التاريخي لدى الأمة اليمنية، في علاقة لا يمكن الوقوف على حجم ماهيتها حل لغز ذروت جمالها العظيم؛ هم اليمانيون ياطه، أتوا يلبون سرَ عظمتك، يتحفلون يبتهجون، هو محمد حبيب الله.

للوقف على تلك اللوحة كلام لنا معه وقفة أخرى، والوقوف على خطاب السيد القائد العلم : عبدالملك بدر الدين الحوثي(يحفظه الله) مراد سير سطورنا الحائرة، في ذلك الخطاب النبوي، الرسالي، هو خطاب استشعرنا مع كل كلمة كان ينطقها رحمة رب السماوات والأرض بهذا الشعب أن هيأ وسخر مولى وسليل من النبي والرسالة السماوية، من يعيد محورية الاتجاه، من خلال البلاغ المتجدد والذي أضفى للعالم اليوم صبغة رسالية من لون آخر، شكل حضاري للرسالة السماوية، في خضم معركة الإنسانية مع تكنولوجيا العصر، وشوكلة التنوع الفسيولوجي على أطر الحياة، بمضامينها وأساليبها واختراع البدائل وماتعزوه البشرية، وتريده، سياسيا، إعلاميا، اقتصاديا، اجتماعيا، وغيرها.

خطاب أوصله السيد القائد بلغة جامعة شاملة، لا فوارق، لا مناطقية، لاغرب، أو شرق، وحَّد المحاور ولملم الأسس ، وأتى بالجوهر، هو محمد رسول الله صلوات الله عليه وآله، من خلال الكتاب، القرآن، كانت انطلاقة الخطاب للسيد المولى، في تناسب للحدث التاريخي من سيرة البشرية الأولى وعوامل الانحراف والتيه، وأسباب ذلك، والحلول، أخذ يُعرِّف بمعالم الشر والفساد الأولى، والتي كانت في شخص إبليس اللعين، ومنه جاءت كل مفاسد الدنيا.

خطاب كان من التنوع العالمي ما يجعل كل طباقت المجتمع البشري أن تذعن للحق والفضيلة، يحمل المضمون الفطري والرسالة الصادقة، يرسم ملامح الفساد، وما أرادوه ذوي المهمات المنحطة من ضياع للحكم الإلهي والعدل الرباني، والقيم الفاضلة، ونشر للعقائد الفاسدة، وصرف الناس عن الفضيلة، بما فيها الرسل والأنبياء وكتب الله، عن الله بشكل عام، مع التحريف للمفاهيم السماوية على الأرض وتغيير مصطلحات الدين باسم الدين، لتشويه الرسالة والرسل.

خطاب تقف أمامه سياسات العالم قاطبة، كونه جمع الكلمة ووحد الرؤية، وجاء بالجامع من المضامين الموحدة للرسالات السماوية، عبر الأنبياء قاطبة، كون القرآن هو الناسخ للكتب السابقة، وما حوى من تربية للبشرية هي تجديد للسيرة الأولى للأنبياء عليهم السلام.

خطاب غلبت عليه ألفاظ العموم، من منطلق المسؤولية، والحرص على الناس جميعا دون تمييز عنصري ، أو عربي وعجمي، تجاوز الخطاب المحمدي لدى سماحة السيد القائد جغرافيا الموقع العربي، إلى مسارات مختلفة لقادة الغرب وزعماء الديانات المتنوعة أبرزها السماوية، أن محمد يجمعنا، ومحمد هو لنا جميعا، هو سلام العالمين، في تحذير من التكرار والتجاوز على شخص المصطفى صلوات الله عليه وآله، وعلى المقامات العليا للقرآن الكريم كونه رسالة شاهدة على معجزة الله ورسوله، للأمة والبشرية، وأن العقاب الإلهي حتمي لا مناص منه لمن تجرأ على أسس الكون التي جعلها الله سبحانه منار للعالمين.

إن الوقوف على خطاب السيد القائد هو وقوف على حقيقة العالم، حقيقة البشرية، وعلاقتها بالله عزوجل في هذا العصر، وقوف لا تتسع له أسطرنا هذه، وبحق هو الرجل العالمي اليوم لسان التجديد الرسالي، والمصباح المنير، أُسسه واضحه والأهداف بارزه، وهي أن الأرض لله والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار