جامعة اشور إحدى أدوات الحرب الناعمة

نصير مزهر إلحميداوي

الحرب الناعمة هو مصطلح تسويقي صاغته الأدبيات الإمبريالية الحديثة، التي طورت تقنيات الحروب مستبدلة، وسائلها الخشنة، بأدوات أكثر إثارة، وجاذبية وفاعلية، فمن حيث الأدوات: أصبحت التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، والإعلام والمال، والفن والرياضة والسينما، والثقافة أسلحة جديدة لاكتساح المساحات الشاغرة في عقول الشعوب المقهورة القابعة تحت نير الجهالة والاستبداد.عندما يعجز العدو عن السيطرة على شعب ما، وتحقيق أهدافه عن طريق القوة العسكرية، يلجأ الى القوة الناعمة، وهو مصطلح تستخدمه كل الأطراف المتقاتلة في أي صراع يقوم في العالم، وفي خضم التحولات الثورية التي يشهدها العالم اليوم، ظهر العديد من التهديدات الجديدة التي تهدد الحياة الثقافية، والفكرية والسياسية للمجتمع، فتؤثر على أمنه الفكري، والأخلاقي والعقائدي، ومن ثم تجره نحو سلوكيات منحرفة، وعادات معادية لقيم الهوية الوطنية والعقائدية، ويزداد الأمر خطورة أكثر فأكثر.جامعة اشور تنتهك المعايير الاخلاقية بإعلان عن السباحة للنساء، وبشروط هم يرونها جميلة لكنها من الداخل قمة الانحلال الذي يريدون به تشويه بناتنا بهذا الاعمال التي لم تراعي الشرع، والعفة ثم هل أصبحت الجامعات العراقية ومن ضمنها جامعة اشور، عرضة للتهكم والتفكك الأخلاقي، وهذه الظواهر الشعواء التي حلت بجامعاتنا أتت نتيجة العولمة الاخلاقية التي هي استشراء سريع داخل مجتمعنا، وهذا الأمر ليس بالهين كي يغض البصر عنه، وإنما يجب البحث في كيفية صد هذه الظواهر الدخيلة سواء داخل الجامعة أو خارجها، وهذه الانزلاقات المختلفة التي نراها في الجامعة، هذا ان دل انما يدل على دورها الكسيح أو المشلول في المجتمع بدرجة اولى، ثم هل هذه الكليات مهجورة؟

أين دور العمادة؟

أين دور الهيئة التدريسية؟

أين دور وحدة الارشاد التربوي؟

أين دور وحدة المتابعة؟

أين دور وحدة المراقبة والأمن؟

أين الحرس؟

من المسؤول عن هذا الانحطاط والمهازل؟

الجامعة هي مركز العلم والثقافة الحسنة، فإن انعدمت هذه الاخيرة انعدم العلم كما يقال: وانما يأتي العلم بعد رقي الخلق وهذا عكس ما نراه في جامعتنا وكما تسلح شبابنا الباسل، وانطلق الى ساحات الوغى مدافعا عن الأرض والاهل في وجه الارهاب ومموليه وراعيه، حري ببقية المجتمع ولا سيما النساء بالمقاومة والصمود و التسلّح الثقافي والديني وبذات الادوات، والوسائل الاعلامية والثقافية التي استخدمت ضدنا وكذلك تنمية الإعلام النسوي وتفعيله، فيفشل العدو بتحقيق أمله الأخير في الوصول الى مآربه بالحرب الناعمة بعدما فشل بتحقيقها بالقوة.هذه المسابح تكشف فيه العورات وتنتهك فيه الحرمات، فهذا قد يكون مدخلا كبيرا من مداخل الشيطان التي حذرنا منها ربنا سبحانه في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يجب ان تجتنب مثل هذه المسابح والفعاليات الدخيلة، فالدين والأخلاق أغلى ما عند الإنسان فلا يسلك سبيلا يضيع من خلاله دينه أو خلقه.مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست على عاتق المؤسسة الدينية فقط بل على جميع المسلمين، خاصة إذا تحولت القضية الى نوع ظاهرة اجتماعية عند فئة أو جهة خاصة, فلابد من عمل المؤمنين، وأصحاب العلم والمعرفة في كل مجالات العلم، الا انه مع الاسف ما وصل الحال الى ما هو عليه الا من إهمال المؤمنين وعدم الجد والاجتهاد في نصرة الحق، والمؤسسة الدينية تعمل في ضمن حدود ما يمكن فعله، بل لعل البعض لا يستجيب او لا يهتم اذا تكلم معهم رجل الدين، وتجد التأثير الاكبر لأستاذ جامعي فإذا كان معينا لهم فهكذا نماذج لا يمكن بسهولة تغييرهم بينما تجد الكثير من الطلبة يمتنع لأجل كلمة من استاذه الجامعي.فلابد لأجل ثني هذا الفساد من تكاتف الجميع حتى جناب القارئ الكريم، الان هناك مسؤولية تقع عليك ولو بنشر موضوع وكلمة حق فلو نشر المؤمنون نقدا لكل هذه الحالات، فانا نساهم بمقدار ما في ردعهم، ولو ان كل عائلة لها طالب او طالبة في الجامعة جلست معه تردعه عن ان يساهم ولو بكلمة لهذه المظاهر، فبالتأكيد سنجد ثمارا لهكذا تربية وتوعية للأبناء والبنات في الجامعة، الجميع عليه المسؤولية، فلابد من السعي من كل الاطراف، وان لا يعين احد امثال هؤلاء وردعهم ولو بكلمة  فهذه الكلمات ان اجتمعن فإنها ستؤتي الثمار بمقدار الإخلاص، والجد والاجتهاد والله الموفق والمسدد في طاعته ورضاه.

منتظرون على هدي المرجعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار