عن تغريدةِ الصَّدر

عن تغريدةِ الصَّدر

نــــــــــــــــــــزار حيدر

١/ على الرَّغمِ من تضارُبِ الآراء واختلافِ التَّفسيراتِ التي ذهبَت يميناً وشمالاً بشأن تغريدة السيِّد مُقتدى الصَّدر الأَخيرة، إِلَّا أَنَّني أَعتقد أَنَّها كانت واضحةً على الأَقلِّ في أَمرَينِ مُهمَّينِ؛
الأَوَّل؛ هو أَنَّهُ مازالَ على موقفهِ القاطع الرَّافض للإِشتراكِ في عمليَّةٍ سياسيَّةٍ تعتمد المُحاصصة وطريقة [خلطة العطَّار] في إِدارة الدَّولة.
هذا المَوقف الحازِم الذي اتَّخذهُ الصَّدر منذُ أَن شعرَ بأَنَّ بقيَّة القُوى السياسيَّة [الشيعيَّة على وجهِ التَّحديد] مُصرَّة على قرارِها النَّهائي في الإِنقلابِ على الإِتِّفاق الذي تمَّ التَّوقيع عليهِ قبلَ الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة [٢٠٢٠] والقاضي بمُغادرةِ حكوماتِ المُحاصصةِ واعتمادِ مبدأ الأَغلبيَّة والأَقليَّة تحتَ قُبَّة البرلمان، مازالَ مُلتزماً بهِ ولم يُغيِّر فيه.
فمِن وقتِها والصَّدر مُلتزم بموقفهِ على الرَّغمِ من كُلِّ الضُّغوطات التي تعرَّض لها والإِغراءات التي تمَّ تقديمَها لهُ للعَودةِ إِلى العمليَّة السياسيَّة والقَبولُ ثانيةً بـ [خلطةِ العطَّار].
الثاَّني؛ هو أَنَّهُ لا يريدُ أَن تبقى مساعي التَّغيير في العمليَّة السياسيَّة وبناءِ الدَّولة على أُسُسٍ جديدةٍ مُقتصرةٌ على مُحاولاتهِ ومُحاولات التيَّار فقط، وإِنَّما هو ينتظر أَن تتحوَّل المساعي إِلى رأي عامٍّ كاسِح ليتمكَّن مع الآخرين من مواجهةِ كُلِّ التحدِّيات وتغييرِ المُعادلة لصالحِ عمليَّةٍ سياسيَّة ٍجديدةٍ تقومُ على قاعدةِ [صوتٌ واحدٌ لمواطنٍ واحدٍ] و [الأَغلبيَّة والأَقليَّة السياسيَّة وليست الإِثنيَّة والمذهبيَّة] حتَّى لا تتكرَّر تجرِبة الإِنسداد الخطير الذي مرَّت بهِ العمليَّة السياسيَّة قبلَ عامَينِ.
٢/ الشَّيء المُهم جدّاً الذي أَرى أَنَّ كثيرين يسيئُون فهمهُ هو التصوُّر الخاطئ بأَنَّ الصَّدر يتربَّص بأَدوات العمليَّة السياسيَّة للإِنقضاضِ عليها عندما يثبُت للجميعِ وبشَكلٍ واضحٍ فشلها وعدم قُدرتِها على الإِستمرار.
أَبداً، فهوَ لا يفكِّر بهذهِ الطَّريقة، لأَنَّها لُغة الفاشلين الذين يزحفُونَ على الدَّولة على حسابِ فشلِ الآخرين وهو ليسَ كذلكَ، إِنَّما أَراد بانسحابهِ أَن يُثبت للعراقيِّينَ خطأ منهجيَّة المُحاصصة بغضِّ النَّظر عن مصدرها والمشتركينَ فيها، ولذلكَ فهو عندما عدَّدَ الفشل الذَّريع الذي تمرُّ بهِ العمليَّة السياسيَّة الآن ليس من بابِ التشفِّي والتربُّص وإِنَّما لتذكيرِ الرَّأي العام بأَصلِ المُشكلةِ وأُسِّ الخراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار