تغيير في . . العلاقة الأميركية . . الإسرائيلية !!

تغيير في . . العلاقة الأميركية . . الإسرائيلية !!

٢٩ / ١٠ / ٢٠٢٣

فارس الطالب ✍️

تدفع إسرائيل ثمن السياسة التوسعية والتي أتبعتها طوال سنوات . تستند هذه السياسة على ألتهرب من الحل السياسي .
تستهدف السياسة الإسرائيلية التي يرمز إليها شخص بنيامين نتن ياهو . تكريس الأحتلال غير آبهة بوجود ما بين سبعة وثمانية ملايين فلسطيني بين البحر المتوسط ونهر الأردن . استناداً إلى أرقام موثقة . هناك أكثر من مليوني فلسطيني داخل الخط الأخضر أي أراضي 1948 . وهناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 وأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة .

أخذ اليمين الإسرائيلي . بقيادة ( نتن ياهو ) المبادرة منذ أغتيال ( إسحاق رابين ) في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1995. بات قاتل رابين . ويدعى ( ييغال عمير ) يحكم إسرائيل من سجنه . يمثل قتل ( رابين ) منعطفا في غاية الأهمّية إسرائيليا نظرا إلى أن التخلص منه كان خطوة حاسمة في طريق التخلص من أي مشروع ذي طابع سلمي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ( قابلة للحياة ) .

عندما لا يعترف مجتمع إسرائيلي بوجود شعب فلسطيني . وعندما يقود هذا الشعب شخص مثل ( نتن ياهو ) لا يعود هناك أدنى شكّ في أن هذا المجتمع مريض . ليس وجود شخص مثل نتن ياهو في موقع رئيس الوزراء سوى تعبير عن الحالة المرضية الإسرائيلية .

تكشف حرب غزة إلى أي حد صار المجتمع الإسرائيلي مريضاً . السؤال الآن ؟ بغض النظر عن كيفية أنتهاء الحرب . مرتبط بواقع جديد في المنطقة كلها . يقول هذا الواقع . . إن إسرائيل لم تعد إسرائيل التي عرفناها والتي انتصرت في كل حروبها منذ عام 1948 . أكثر من أي
وقت . لم يعد في إسرائيل من هو قادر على التمرد على الولايات المتحدة . لم يعد في استطاعة نتن ياهو ) الذي أنهته حرب غزة سياسيا تحدي واشنطن كما فعل باستمرار . سقط رهانه على ( حماس ) وعلى ضعف السلطة الوطنية وترهلها في الوقت ذاته . الأهم من ذلك كله هوا سقوط رهانه على عجز ( الجمهورية الإسلامية ) عن الرد عليه في داخل إسرائيل نفسها . فعلت ذلك بواسطة ( حماس ) التي تعتبر أداة من أدواتها في المنطقة . أراد ( نتن ياهو ) التخلص من التهديد الإيراني لإسرائيل ومن مشروعها النووي . وأنتهى به الأمر في مواجهة غير مباشرة مع ( الجمهورية الإسلامية ) التي باتت تمتلك قرار السلم والحرب في المنطقة .

كشف أستثمار اليمين الإسرائيلي في ( حماس ) فشل سياسة تجاهل الشعب الفلسطيني . إنه فشل لا حدود له في ضوء الأضطرار إلى خوض حرب مع غزة ومع ميليشيا مسلحة من نوع ( حماس ) سيطرت هذه الميليشيا على القطاع منتصف عام 2007 بغض طرف من إسرائيل التي تركت الفلسطينيين يتقاتلون في ما بينهم بعد انسحابها من غزة صيف عام 2005 .

في النهاية . .
لم يعد أمام إسرائيل سوى الأعتراف بأنها لا تستطيع التمرد على الولايات المتحدة التي ستكشف الأيام هل لديها مشروعها السياسي في الشرق الأوسط .

لن تخسر إسرائيل المدعومة ( أميركيا وأوروبيا ) الحرب مع ( حماس ) . لكنها لا تستطيع الخروج منتصرة منها . وذلك على الرغم من أحتمالات توسع الحرب وفتح إيران بواسطة أدواتها في المنطقة جبهات أخرى .

ليس أمام إسرائيل سوى الاعتراف بأنّها فشلت، من جهة، وبأن لا وجود لعباءة تحميها غير العباءة الأميركية

من جهة أخرى . .
ليس ضرورياً أن يعيد التأريخ نفسه وأن تجبر أميركا إسرائيل على قبول خيار الدولتين على أرض ما قبل حرب 1967 . لكن الأكيد أن شيئا ما تغير في العمق في العلاقة بين الدولة العبرية وأميركا وموازين هذه العلاقة .

الدليل إلى ذلك أن الفضل في عدم توسع الحرب بما يجعل إسرائيل مضطرة إلى القتال على عدة جبهات .

يعود إلى التحذيرات الأميركية إلى إيران وإلى عرض العضلات الأميركي عبر إرسال حاملتي طائرات إلى البحر المتوسط .
قد تكون التحذيرات الأميركية كافية لردع إيران . وقد لا تكون كذلك . لكن أميركا تبدو حاضرة عسكريا في المنطقة أكثر من أي وقت .

في انتظار ترجمة هذا الحضور إلى حضور سياسي أيضا . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار