عملية الطوفان وتأثيراتها على الشعوب العربية ازاء موقف انظمتها العميلة والمطبعة .

عملية الطوفان وتأثيراتها على الشعوب العربية ازاء موقف انظمتها العميلة والمطبعة .

صادق احمد جابر الرشاء

عملية الطوفان وتأثيراتها على الشعوب العربية ازاء موقف انظمتها العميلة والمطبعة .
من المؤكد ان الكيان الصهيوني والغرب عملوا بكل الوسائل لشرعنة هذا الكيان و وجوده واحتلاله لفلسطين والاراضي العربية المحتلة من سوريا و لبنان واستطاعوا استدراج معظم الانظمة العربية الى مستنقع التطبيع العلني والمباشر ليتحقق لهم نصر معنوي واستراتيجي يخفف من وطأة الشعور باللاهوية وبخطر التهديد الوجودي لهم من محور المقاومة والشعوب العربية والاسلامية , كما ان التطبيع الذي يريده قيادات الكيان الصهيوني ان يكون على مستوى التطبيع مع المؤسسات بكل انواعها ومع الشعوب العربية ليضمن اعترافا واطمئنان بوجوده واعتبار ان اليهود والصهاينة شعب اصيل من شعوب المنطقة شأنهم شأن اي شعب آخر وهذه تعتبر عملية صعبة منافية للعقل والمنطق بافتقاد الكيان لادنى مقومات وعوامل تتيح له الاندماج والعيش مع شعوب المنطقة و ذلك لاسباب نفسية واجتماعية ودينية تجعل منه كيان شاذ و غير مقبول ومغتصب للارض وذو عقيدة صفرية حاقدة تلغي اي وجود و آخر و تستهدف اي معنى للانسانية والتعايش مع الآخر , واذا قبلت الانظمة العربية بهذا الكيان فإن الشعوب العربية لن يزول من ذاكرتها حقيقة اليهود والصهيونية بانهم مغتصبين للارض ومجرمين وقتلة ناهيك عن الثقل الكبير والدور الاستراتيجي لمحور المقاومة في التصدي لهذا الكيان وتحجيم دوره واظهاره على حقيقته ليبقى ليس فقط غير مقبول وانما عدو وكيان طاريء يجب تطهير الارض منه و طرده الى غير رجعة , وهذا من شأنه ان يكون له اثر كبير ومباشر وفعال على العلاقة بين هذه الانظمة المطبعة وبين هذه الشعوب المغلوبة من انظمتها والتي تعرف حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة هذه الانظمة العميلة التي باشرت بالقبول به والتطبيع معه وهذا يؤدي بدوره الى ضعف شرعية هذه الانظمة وضعف انتمائها الى هذه الشعوب التي تدرك خطورة هذا الامر من خلفية تاريخية وسياسية ودينية . والامر الاكثر خطورة من ذلك هو سقوط هيبة المؤسسات الدينية والهيئات العلمائية وعلماء البلاط والحكام الذين كانوا يثقون بها كمنابر للتنوير والعلم وفي الاخير توظف كمنابر تعمل لصالح الكيان الصهيوني و بث روح الفتنة والنيل من الانظمة و القوى الحرة والشريفة في عالمنا العربي والاسلامي والادهى من ذلك انه تم عبر مراحل ومن منظور فكري و ديني لا ينتمي الى القرآن الكريم ولكنه ذو قداسة وجدت لها طريق ترسخت في قلوب ابناء هذه الشعوب التي ستتسائل عن مدى التناقض العجيب لهذه المؤسسات وبين الانسجام الكبير مع هذا التراث الثقافي المغلوط مع ما يتوافق مع اعداء الامة والذي من المفروض ان يبني امة تقف في وجه اعدائها لا ان يهيء الامة ويزرع فيها الخنوع للمحتل ويجندها في نفس الوقت ضد اي تحرك جهادي ايماني ينادي بتحرير فلسطين والامة الاسلامية من قوى الاستكبار , اذن نحن امام واقع تكشف فيه الحقائق وبشكل جلي على كل المستويات والاصعدة ويعمل على ان يقحم الامة في مسار تعيد فيه التفكير وتقييم الوضع وتدرك حقيقة وخطورة هذه الانظمة العميلة ويهيئها للانتفاض والثورة ثورة فكرية لاسقاط منابر الفتنة وعلماء السوء وتصحيح ثقافتها وثورة سياسية تعيد فيه الانسب والافضل والمتماشي مع مصلحتها . وفي نفس الوقت ستنجذب تلك الشعوب الى الانظمة العربية لمحور المقاومة ليكسبها حقيقة ان تغيير الوضع الذي تصبو اليه هذه لاشعوب هو تغيير يبدا من معرفة العدو الحقيقي والخطير لهذه الامة وهم اليهود والصهيونية واي محاولات للتغيير لا تتبنى ذلك فهي حتما ستفشل ولهم في ثورات عام ٢٠١١م خير مثال .
وان من يتهاون او يقف مع هذا الكيان هو عدو لهذه الامة استنادا الى قاعدة اساسية تحكيها الآية الكريمة ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
وما عملية الطوفان الاخيرة للمجاهدين في فلسطين الا مصداقا و داعما لما ذكرناه من ناحية ردة الفعل من الانظمة العربية والسكوت المخزي ازاء كل ما يحصل من جرائم بشعة ضد الاطفال والنساء بل والتعاطي مع الموضوع بشكل يوحي الى ان هذه الانظمة ربما تشارك هذا الكيان بجيوشها ضد قوى المقاومة و محور المقاومة و هذا لا يستبعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار