أمريكا . . هل ستشارك . . في الحرب على غزة ؟

أمريكا . . هل ستشارك . . في الحرب على غزة ؟

١٥ / ١٠ / ٢٠٢٣

فارس الطالب ✍️

تبرر الولايات المتحدة إرسال كل تلك القوات بأنها لردع أي جهة للمشاركة في الحرب دعما للفصائل الفلسطينية . وأنها تعني بالذات إيران وسوريا وحزب الله اللبناني . لكنها أشارت أيضا إلى أنها ستسعى لما أسمته ( تحرير الرهائن الأمريكيين ) و وأستخدام مصطلح ( رهائن أمريكيين ) ملتبس . .
وتعني به الإسرائيليين الذين يحملون جنسية أمريكية . ومعظم الإسرائيليين يحملون جنسيات أخرى أوروبية وأمريكية إلى جانب جنسيتهم الإسرائيلية .
فهل من حق تلك الدول التدخل في الحرب ؟

ترسل الولايات المتحدة لأول مرة حاملة الطائرات جيرالد فورد الأكثر تطورا في أسطولها وعددا من السفن وطائرات تنقل معدات وذخائر إلى إسرائيل في حربها مع فصائل فلسطينية مسلحة في غزة . فهل تحتاج إسرائيل المدججة بأحدث الأسلحة في العالم لكل تلك المساعدات العسكرية ؟
خاصة أن لديها مخزن أمريكي ضخم للمعدات والذخائر يمكنها الإغتراف منه متى شاءت . .
وهل يمكن أن تشارك القوات الخاصة الأمريكية التي وصلت على متن السفن وحاملة الطائرات في القتال؟

من الصعب أن تشارك الولايات المتحدة في عمليات قتالية داخل غزة . لأن المرجح أن تتعرض للفشل . فالأسرى يصعب معرفة أماكنهم وغالبا موزعون داخل شبكات الأنفاق المعقدة في غزة . وأي فشل أمريكي سيكون فضيحة كبرى لهذا يصعب أن تغامر بعملية صعبة ومعقدة تعرض سمعة الولايات المتحدة لمزيد من التلطيخ . وغالبا ستكتفي القوات الأمريكية بتقديم دعم لوجستي للقوات الإسرائيلية. وأن ترفع معنوياتها وأن تثير الخوف من تدخل دول أخرى في الحرب لمساندة الفلسطينيين . لكن هل ستخاف تلك الدول حقا ؟

هذا ليس مؤكدا . . ومرهون بمتغيرات الحرب . وإذا بلغت حد إرتكاب مجازر واسعة أو عمليات تهجير أو إجتياح للقوات البرية فمن الصعب ألا يتم فتح جبهة الشمال الساخنة، والتي تكتفي حتى الآن بإطلاق صواريخ وقذائف على مواقع وقوات إسرائيلية وتتبادل معها إشتباكات محدودة تحمل رسائل عن إمكانية توسع الحرب . وفي هذه الحالة يمكن أن تشارك القوات الأمريكية بما يفتح باب حرب إقليمية واسعة مرشحة لأن تكون أوسع وأخطر من الحرب الأوكرانية فالمنطقة مليئة بالقواعد العسكرية وقوات دول كبرى وإقليمية منها روسيا وإيران وتركيا وسوريا والعراق . بالإضافة إلى منظمات مسلحة متنوعة الولاءات . مما يسهل إتساع دائرة القتال وضراوته . وعند مستوى معين من الضراوة يمكن إشهار الأسلحة النووية. لكن ما هو السيناريو الأكثر إحتمالا من بين الإحتمالات المتعددة ؟

يمكن ترك إسرائيل تواصل ضرب غزة وأن تحاول إغتيال شخصية قيادية أو عملية ناجحة داخل غزة تعيد لها بعض هيبتها المهدرة في حرب 7 أكتوبر مع إبقاء الحصار غير القاتل وبدء التفاوض على تبادل الأسرى وباقي النقاط المتعلقة باقتحام الأقصى وهدم مساكن الفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية . ووقف بناء المستوطنات وغيرها من القضايا المثيرة للإحتقان . ومع أن هذا السيناريو هو الأقل ضررا والأكثر حكمة . إلا أن اليمين الإسرائيلي المتطرف ومعه أحزاب إسرائيلية أخرى ترى أن ما حدث في 7 أكتوبر من إهانة للقوة الإسرائيلية علامة فارقة لا يمكن محوها إلا بعملية ضخمة وشديدة الدموية .

وعبر نتنياهو عن السقف العالي لليمين الإسرائيلي بقوله إننا سنغير خريطة الشرق الأوسط وهو سقف لا تستطيع الولايات المتحدة بكل قوتها أن تنجح فيه . وقد حاولت سابقا إقامة ( الشرق الأوسط الجديد ) باستخدام ( الفوضى الخلاقة ) فكانت النتيجة فوضى لا يمكنها السيطرة عليها .

كما سبق أن تدخلت الولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب إسرائيل في لبنان وخرجوا جميعا بجروح بليغة وجرى تدمير مركز قيادة المارينز والقوات الفرنسية والسفارة الأمريكية ومقر قيادة للقوات الإسرائيلية وسقط مئات الجنود الأمريكيين والفرنسيين والإسائيليين . وخرجوا مهرولين من لبنان عام 1982 . ولهذا ينبغي الإتعاظ من تكرار التدخل المباشر في مناطق شديدة الخطورة والتعقيد . وغير مأمونة العقبات .

وإذا كان أفضل السيناريوهات وأقلها تكلفة يصطدم باليمين الإسرائيلي . وبرغبة إدارة بايدن في تحقيق مكسب ما لإسرائيل يحسن فرصة في الإنتخابات وتعزيز النفوذ الأمريكي المتراجع . فإن أسوأ السيناريوهات هو أن تتشابك التناقضات الإقليمية والدولية .

ويدخل الملف النووي الإيراني مع التربص المتبادل بين الولايات المتحدة وروسيا . والمصالح الإقليمية المتعارضة لكل من إيران وتركيا ودول الخليج .وعند تشابك هذه التناقضات فإنها يمكن أن تفتح أبواب الجحيم . وتتحول المنطقة إلى مركز للصراع الدولي متجاوزة صراع أوكرانيا وشرق آسيا . .

فالمنطقة مهمة لكل ن الدول البازغة الساعية إلى التعددية القطبية، والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والأرض مهيأة وصالحة لتفجير كل تلك التناقضات والصراعات، وسيكون لكل من الطرفين الرئيسيين حلفاء وأتباع، ونتائجها ستلحق دمارا واسعا بجميع الأطراف، وسيكون لتبعاتها تأثير كبير على على المنطقة والعالم، والمؤكد أن إسرائيل ستكون الطرف الأكثر خسارة، لأنها لا تحتمل الهزيمة لمرة واحدة، بخلاف الأمم القديمة والراسخة الجذور، أما الشعب الفلسطيني فقد دفع أثمانا كبيرة في كل الحروب السابقة، واعتاد التضحيات، ومهما خسر فسيبقى أنه حقق إنتصارا مذهلا سيرفع من أسهمه ويقربه من حلمه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار