عن تهديداتِ [الفصائِل]

 عن تهديداتِ [الفصائِل]

نــــــــــــــــــزار حيدر

١/ التَّهديدات التي أَطلقتها بعض [الميليشيات] ضدَّ الولاياتِ المُتَّحدةِ الأَميركيَّة إِذا ما تدخَّلت في التَّصعيد الجاري بين الفلسطينيِّين والإِسرائيليِّين ضحِكت منها الثَّكلى التي ماتَ رضيعها في حجرِها! فمتى غابت الوِلايات المُتَّحدة عن تقديمِ الدَّعمِ اللَّامحدُود للكيانِ الصُّهيوني ولم تتدخَّل لصالحهِ بمثلِ هذا التَّصعيدِ لتُحذِّرها [الميليشيات] من مغبَّة التدخُّل؟!.
أَلم يسمعُوا بقرارات واشنطن العاجِلة القاضِية بالوقوفِ مع [إِسرائيل] لحمايتِها؟! القرارات التي تمَّ تنفيذها فوراً بتحريكِ حاملةِ طائراتٍ وسُفنٍ ومقاتلاتٍ جويَّةٍ إِلى منطقة شرق المتوسِّط مؤَكِّدةً [واشنطن] أَنَّها سوفَ تُوفِّر لإسرائيل المزيد من المعدَّات والذَّخائر؟!.
أَلم يُتابعُوا تصريحات وزير الدِّفاع الأَمريكي لويد أُوستن الذي قالَ فيها [إِنَّ حاملة الطَّائرات “يو إِس إِس جيرالد آر فورد” وصواريخ كرُوز وأَربع مُدمِّرات صواريخ تتَّجه إِلى المنطقة علاوةً على إِرسالِ مُقاتلاتٍ جويَّةٍ أَمريكيَّةٍ]؟!.
فماذا ينتظرُونَ ليصدُقُوا ولَو مرَّةً واحدةً؟!.
٢/ هذا يعني أَنَّ تهديداتها [هواءٌ في شبكٍ] مثل [النَّفخِ في قِربةٍ مثقوبةٍ] والسَّبب واضحٌ وهوَ؛ أَنَّهم يسعَونَ بعنتريَّاتهِم لحمايةِ معنويَّاتِ جمهورهِم المُغفَّل ولتوظيفِ مثلِ هذهِ التَّصريحاتِ في الإِنتخاباتِ المحليَّةِ القادِمةِ التي تعتمد أَساساً على [التَّخويفِ والتَّضليلِ].
إِنَّها تصريحاتٌ للإِستهلاكِ المحلِّي ذكَّرتنا بتهديداتِ الطَّاغيةِ الذَّليل صدَّام حسين والتي ختَمها بإِطلاقِ [٣٤] صاروخ أَرض أَرض على [إِسرائيل] كُلُّها سقطَت في الصَّحراء ولم تُصِب أَحداً ثُمَّ تقرَّر أَن يدفع العراق تعويضات هذهِ الحماقة [٣٤] مليار دولار ليكونَ البلد العربي والإِسلامي الوحيد الذي يدفع تعويضات للكيانِ الصُّهيوني!.
٣/ إِنَّ الذي فشلَ في تطهيرِ بلادهِ من [الإِحتلال] كما يصفهُ ففشلَ في إِخراج [القوَّات المُحتلَّة] من العراق وفشلَ في استعادةِ سيادتهِ على سماءِ البلد وأَموالهِ وقرارهِ السِّياسي وفشلَ في صدِّ [١٠٠٠] عمليَّة إِعتداء وتجاوز على سيادةِ بلدهِ من قِبَلِ الجارتَينِ تُركيا وإِيران خلال [٢٠] شهراً الأَخيرة فقط وبعضها تمَّ تنفيذها بعُمُق [٣٠٠كم] كيفَ يُمكِنهُ أَن يُساعد غيرهِ على [التَّحرير]؟! إِنَّها عمليَّةَ هروبٍ إِلى الأَمامِ كما يقُولونَ وقديماً قيلَ [إِنَّ فاقدَ الشَّيءِ لا يُعطِيه] فالذي يُدير [الدَّولة] تحتَ إِشراف سعادة السَّفيرة الأَميركيَّة وبكلِّ التَّفاصيل المُملَّة لا يحِقُّ لهُ أَن يتحدَّث عن المُقاومةِ والتَّحريرِ، فحديثهِ سيشبهُ إِلى حدٍّ كبيرٍ حديث المُومس عن الشَّرف.
إِنَّ مَن تسلَّم السُّلطة في بلادهِ من الغازي المُحتلِّ وأَنَّ مَن وصفَ عمليَّة الغزو الأَميركي لبلادهِ بالمُهمَّةِ المُقدَّسة كما فعلَ ذلكَ زعيم إِئتلاف دَولة القانون السيِّد نوري المالكي عيبٌ عليهِ أَن يلقي علينا خطابات ودرُوس في المُقاومةِ والمُمانعةِ!.
٤/ إِنَّ مَوقف العراق واضحٌ من التَّصعيد الحالي في الأَراضي الفلسطينيَّة المُحتلَّة لا أَظنُّ أَنَّ [الميليشيات] أَو غيرِها من بعضِ الزَّعامات السياسيَّةِ الفَوضويَّةِ ستتجاوزهُ فتتَّخذ موقفاً عمليّاً مُغايراً.
والموقفُ قائِمٌ على الثَّوابت التَّالية والتي كرَّرها رئيس مجلس الوُزراء السيِّد السُّوداني مرَّات وكرَّات كان آخرها خطابهِ أَمام إِجتماع هيئة الأُمم المُتَّحدة الأَخير في نيويورك وكذلكَ خلال إِتِّصالاتهِ الهاتفيَّة الأَخيرة مع عددٍ من زُعماء المنطقة منهم ملك الأُردن عبد الله الثَّاني.
والثَّوابت هي؛
*أَلإِلتزام واحترام القرارات الدوليَّة بشأن القضيَّة الفلسطينيَّة والتي تدعو إِلى حلِّ الدَّولتَينِ [فلسطين وإِسرائيل] وهو إِعترافٌ واضِحٌ من قِبل العراق بـ [دَولة إِسرائيل] كما وردَ هذا التَّوصيف ولأَوَّل مرَّةٍ في إِتِّفاق ترسيم الحدُود البحريَّة بينَ لبنان و [الكِيان الصُّهيوني] مُؤَخَّراً.
*تبنِّي والدِّفاع عن حقوقِ الفلسطينيِّين وإِدانةِ أَيِّ عُدوانٍ على حقوقهِم أَو على أَرواحهِم ودمائهِم وأَرضهِم ومُمتلكاتهِم.
*إِعتبار أَنَّ ما يجري الآن هو تصعيدٌ ينبغي العَمل بأَقصى سُرعةٍ مُمكِنةٍ لإِيقافهِ فوراً لأَنَّ ذلكَ يضرُّ بحقوقِ الفلسطينيِّينَ وبإِستقرار دُول المَنطقة على حدِّ وصفِ البيان الرَّسمي الذي صدرَ عن المكتبِ الإِعلامي لرئيسِ مجلسِ الوُزراء وكذلكَ ما وردَ على لسانِ النَّاطق الرَّسمي باسمِ الحكُومةِ العِراقيَّة!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار