عن تظاهُراتِ [نُصرةِ القرآن الكريم]

 عن تظاهُراتِ [نُصرةِ القرآن الكريم]

نــــــــزار حيدر 

الصَّدرُ أَحيا [الغِيرةَ] والتَّظاهُرات أَفاقت ضميرَ العالَم
أ/ لا يختلفُ إِثنان على حجمِ التَّجاوزِ الخطير الذي ارتكبتهُ السُّلطات السويديَّة بحقِّ [القُرآن الكريم] الذي تهتدي بهِ البشريَّة وتحترمهُ، عندما سمحت لمواطنٍ تافهٍ معتوهٍ أَن يستعرضَ عضلاتهِ بمثلِ هذا العملِ الشَّنيع، ولذلكَ جاءت ردُود الفعل العالميَّة واسعةً وبعضها قاسيةً ضدَّ هذا العُدوان السَّافر وغَير المؤَدَّب والذي يعيدُ للأَذهانِ مَوقف الإِزدواجيَّة والنِّفاق الذي يتحلَّى بهِ الغرب إِزاء معايير حُريَّة التَّعبير.
ب/ كذلكَ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ تغريدة السيِّد مُقتدى الصَّدر هي التي أَحيت [الغيرة] عندَ الآخرين، وأَنَّ تظاهُرات [نُصرة القُرآن الكريم] أَفاقت ضمير العالَم، فلولاها لربَّما مرَّ العُدوان بـ [سلامٍ] ومِن دونِ أَن يعيرهُ أَحدٌ أَهميَّةً تُذكر، لتتكرَّر الجريمة بينَ الفَينةِ والأُخرى و [المسلمُون] نيامٌ! كما يصفُ ذلكَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بقولهِ {كَالْمَعْلُوفَةِ لِلْمُدَى لَا تَعْرِفُ مَاذَا يُرَادُ بِهَا!}.
ج/ كذلكَ لا يختلفُ إِثنان، فلولاها لما حرَّكت الدَّولة العراقيَّة ساكناً، إِلَّا أَنَّ الموقف الشُّجاع الذي اتَّخذتهُ وزارة الخارجيَّة بالإِضافةِ إِلى القضاء بإِزاءِ الجريمةِ ومرتكبِها هو الذي أَجبر السُّويد على الإِعتذارِ للمُسلمينَ في العالَم كافَّةً الذين جرحَت مشاعِرَهم بحمايتِها للجريمةِ الشَّنعاء.
كلُّ ذلكَ يُحسَبُ للصَّدرِ الذي بادرَ بالمَوقفِ الحاسمِ وحرَّك الشَّارع، ما شكَّلَ ضغطاً على الآخرين ليتحرَّكُوا ويُبدُوا موقفاً، خاصَّةً المُنظَّماتِ الدوليَّة والإِسلاميَّة والعربيَّة.
د/ رسالةُ الصَّدرِ كانت عقديَّة وأَخلاقيَّة بالدَّرجةِ الأُولى حذَّر من خلالِها كُلَّ العالَم من مغبَّةِ إِستمرارِ التَّجاوزات على مُقدَّساتِ بعضهِم البَعض الآخر، من أَجلِ الحيلولةِ دونَ تغذيةِ التَّطرف الأَعمى الذي يعتمد النَّهج التَّكفيري مُوظِّفاً السياساتِ العالميَّةِ الفاسدةِ في غسلِ عقُولِ النشءِ الجديد، وكُلُّ ذلكَ من أَجلِ تكريسِ مفاهيمِ التعدديَّة والتَّعايش التي تستند إِلى احترامِ الآخر مهما كانَ الإِختلافُ العقَدي والفِكري والخلفيَّة الدينيَّةِ والثقافيَّةِ كبيرةً بين النَّاسِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} على قاعدةِ {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
هـ/ لا شكَّ أَنَّ هذا الموقف من الصَّدر يأتي بعد مرورِ أَكثر من [٨] أَشهر على تشكيلِ حكُومةِ السيِّد السُّوداني [حكومة الإِطار] كما أَسماها السيِّد هادي العامري قبلَ يومَينِ، من دونِ أَن يلمسَ المواطن أَيَّ تغييرٍ في السِّياسات والمنهجيَّات والنَّتائج، إِذ مازالت السِّيادةُ مُنتهكةً فسعادةُ السَّفيرة الأَميركيَّة هي التي تتحكَّم بكُلِّ الملفَّاتِ وبكُلِّ مفاصلِ الدَّولة ناهيكَ عن الإِنتهاكات التركيَّة والإِيرانيَّة المُستمرَّة على الأَراضي العراقيَّة واستمرارِ تواجدِ القوَّات الأَجنبيَّة، والسِّلاحُ خارج سُلطة الدَّولة يعيثُ فساداً في الأَرضِ وأَنَّ أَبسط الخدمات الحياتيَّة والمعيشيَّة، وعلى رأسِها الكهرباء والماء، مازالت معدُومة، من دونِ أَن نتجاوزَ فننسى ملفِّ تهريبِ العُملةِ وغسيلِ الأَموالِ المُستمر بشَكلٍ مُضطردٍ من خلالِ فشلِ الحكومةِ في السَّيطرةِ على ملفِّ بيعِ العمليَّةِ وكذلكَ سعرِ الصَّرفِ ما خلقَ ظاهرةَ الغلاءِ المعيشي التي يُعاني منها المُواطن.
أَمَّا ملفِّ الفَساد فحدِّث عنهُ ولا حرج، إِذ مازالَ مشرُوع الحكومة لا يتعدَّى الإِعلام فقط، وإِنَّ أَوضحَ مصاديقَ ذلكَ هي قرارات الإِستدعاء فضلاً عن ملفِّ [سرقَةِ القِرن] التي أَصبحت في خبرِ كانَ على الرَّغمِ من وعدِ السُّوداني بأَنَّهُ سيُعيدُ الأَموال المنهوبةِ خلالَ إِسبوعَينِ فقط!.
وللتَّذكيرِ فقط فلقد سمَّت الحكومة نفسها، عندما تشكَّلت وصادقَ عليها مجلس النوَّاب، بأَنَّها [حكومة الخِدمة]!.
لذلكَ فليسَ مُستبعداً أَن يكونَ قرار تحريكِ الشَّارع الآن من قبلِ الصَّدر، والتَّغريدة الأَخيرة لوزيرهِ، يحملُ رسالةً [سياسيَّةً] ستُحاسبُ في المستقبلِ القريبِ الإِطار وحكومتهِ التي باتت أَقرب إِلى الفشلِ منهُ إِلى النَّجاحِ ونحنُ نقترِبُ من مرورِ عامٍ كاملٍ على تشكيلِ الحكومةِ وهي المُدَّة الكافية لإِصدارِ الحُكمِ النَّهائي عليها.
لا مفرَّ من ذلكَ!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار