(ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون).

(ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون).

قاسم الغراوي/ كاتب وصحفي

في بلد مثل العراق تحكمه غالبية الاحزاب الفاسدة التي لاتملك تاريخاً مشرفاً وصلت للسلطة دون ان تمتلك رؤيا لبناء بلد وحرصت على تقاسم المغانم ولم تتورع عن السرقات وهي تراعي مصالحها قبل مصالح الشعب ولن تتوقف عن فسادها وهي تنهش باموال الشعب فكل يوم قضية فساد كبرى تتدخل هذه الاحزاب لطمطمتها خوفا على وجودها الجماهيري وسمعتها .وليس هذا فقط فحتى تستمر تلك السرقات وتتضخم الاموال يجب ان تكون هناك اعمال ومشاريع وقومسيونات وفوائد وارباح ومكاتب اقتصادية في وزارات الاحزاب اذ لايمكن ان تمرر المشاريع في هذه الوزارة او تلك مالم يكن اخطبوط الاحزاب متوغلا فيها.وحتى تضمن هذه الوزارة او تلك او هذا الوزير او ذاك او حزبه العائدات المالية يجب ان يكون الوزير او الوكيل او المدير العام لصا محترفا لا شريفا ونزيها لان الشرف والنزاهة والعمل الصالح لايجنى منها فوائد وارباح مادية بل ترجى منها مرضات الله والضمير والشعب .
واما الاحزاب الفاسدة والتابعين لهم في المناصب العليا يبحثون عن ارضاء شهواتهم وطمعهم الذي لاينتهي يريدون تضخيم الاموال ويرفعون شعار (هل من مزيد) .النشطين والملتزمين الذين يعملون تحت الضياء بجد واخلاص ويرفضون مبدا السرقة يحكمهم الضمير وامانة المسؤولية ويجتهدون في الارتقاء بالعمل ويتمتعون بعلاقات طيبة مع محيطهم ويواصلون العمل ليل نهار رغم المغريات والضغوط والمحاولات لجرهم لمستنقع الرذيلة هؤلاء الانقياء لامكان لهم في عراق اليوم ، ولاتقدير لهم ولا مساحة لهم حتى يواصلوا رحلة العمل الشريف وانجاز الواجبات .في بلد يتسيد فيه الفاسدون ويتحكمون بمصير الشعب وثرواته وخيراته هم القاعدة والمسؤول النزيه والشريف والذي لايسرق ويعمل باخلاص ولايتعاطى الرشوة هو اليوم شاذ عن قاعدة الفاسدين الذين يبحثون عن صنفهم ليدر عليهم باموال السرقات فتباً لكم مااشقاكم ايها الفاسدون .النزيه والشريف هو الناجح الحقيقي في هذه المعادلة وان تم عزله لانه يعمل لمرضات الله تعالى وارضاء الضمير واحترام امانة ومسؤولية مركزه الذي كلف به ولم يلوث تاريخه المهني والانساني بما يشوه سمعته وهو مرفوع الراس وفخور بنفسه لان صادق بعمله ومع الناس .دمت ايها النزيه المخلص موفقا ومسددا من الله فضميرك انقى من فسادهم وجهلهم واخلاصك في عملك دليل حرصك والتزامك فانت الناجح والافضل دائما وهم الفاشلون
وصلوا لغاياتهم لكنهم لم يرتقوا لنبل اخلاقك وقيمك فكنت الابهى .تحية للشرفاء الانقياء النجباء الذين سعى المنصب لهم ولم تهزهم ريح الفساد وعملوا بالممكن رغم المغريات ظلت ضمائرهم نقية وراسهم مرفوع ولم يتركوا الا الذكر الطيب والعمل الصالح ؛
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار