ولا تبخسوا الناس أشياءهم

ولا تبخسوا الناس أشياءهم

بقلم / د. سنان الطائي

لوحظ أن كثير من الاعلاميين والسياسيين يتحدثون عن الانجاز الكبير الذي تحقق في دحر وهزيمة تنظيم داعش في العراق،
ولكن مع الاسف يتناول المتحدث موضوع النصر الكبير ويرجع اسبابه الى عامل محدد ويجعل منه السبب الرئيسي لهذا الانتصار العظيم.

مثال ذلك :
يقول لولا فتوى المرجعية لما ….

مثال اخر:
لولا الشباب لما …..

مثال اخر:
لولا ايران لما …..

مثال اخر:
لولا المالكي لما …..

مثال اخر:
لولا موقف ( أهل الخير ) بالعراق ، لما …..

اخوتي الاعزاء ،،،
إن الانتصار العظيم على تنظيم داعش وتحرير الاراضي والمدن العراقية من رجس هؤلاء الارهابيين كان نتيجة عدة عوامل (مجتمعة ) ساهمت جميعها في تحقيق هذا الانجاز الكبير.
ولو غاب عنصر واحد في وقتها ، لما تحقق شيء ،
ولعاثت داعش بالارض فسادا”.

عوامل النجاح:
– فتوى المرجعية العليا. حيث أن هذه الفتوى العظيمة هي التي غيرت مجرى التاريخ ،
– المقاتلين الغيارى من الشيب والشباب العراقيين الاصلاء المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية .
– الموقف القوي لرئيس الوزراء السابق / نوري المالكي الذي دعم فتوى المرجعية العليا وترجمها الى واقع ، وسهل تطبيقها ووفر البنى التحتية وساهم في هيكلة وتنظيم الامور الفنية والعسكرية القانونية . حيث ان رئيس الوزراء نوري المالكي امر بتأسبس (مديرية الحشد الشعبي) لتنظيم تدفق المتطوعين.
– الجمهورية الاسلامية في ايران التي دعمت العراق بالمال والسلاح والعتاد والمعلومات والتقنيات والعناصر البشرية من الخبراء والمقاتلين من النخب.
– التأييد الشعبي العارم للدفاع عن الشرف والارض والمقدسات ، من كافة اطياف المجتمع العراقي من التجار والحرفيين والصناعيين والفلاحين والمتقاعدين ابتداءا” بالتبرعات المالية والعينية من طعام وشراب وملبس وسلاح وعتاد، والتوجه الى الله بالدعاء والصلاة والابتهال.
ودموع الامهات وصبر العوائل العراقية.
– عناية الله سبحانه وتعالى في تدبير الامور

كل هذه الامور (مجتمعة ) ساهمت في الانتصار.

وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين :
الدعوة النبوية في التاريخ:
لقد استمر رسول الله (ص) في الدعوة في مكة لمدة (13 ) عشر سنة ، وتعرض المسلمون للقتل والتعذيب والحصار والعقوبات ، ولم يستطع رسول الله (ص) ان يحقق أي انتصار في مكة ضد الكفر.
ولكن بعد الهجرة الى المدينة المنورة ، استطاع النبي (ص) ان بحقق اول انتصار على الكفر. في معركة بدر بسبب توفر عدة عوامل مجتمعة.
فلا يجوز ان نفسر اسباب الانتصار بسبب عامل واحد فقط.
فلو قلنا : ان النصر قد تحقق بسبب القيادة المميزة للنبي الاكرم ، فهذا غير صحيح ،
ولماذا لم يحقق النبي (ص) النصر في مكة ؟
ولو قلنا ان النصر قد تحقق بسبب ان الصحابة لبوا نداء الرسول (ص) للحرب والتضحية ، فلماذا نفس هؤلاء قد أنهزموا في معركة احد ؟.
ولو قلنا ان النصر قد تحقق بسبب عناية الله سبحانه وتعالى وتأييده ، أليس هو نفس الرب في معركة أحد ام ان الله سبحانه وتعالى قد تبدل.

نستنتج من ذاك ، ان النصر الذي تحقق في غزوة بدر كان يعود لعدة عوامل مجتمعة معا”:

موقف النبي (ص) +
موقف الصحابة +
التاييد الشعبي +
عناية الله +
ألخ،

فأذا غاب احد هذه العوامل ، فالهزيمة ستكون واردة.
وهذا ما حصل في غزوة احد ، عندما عصى بعض العناصر من الصحابة اوامر النبي (ص) ، وازلهم الشيطان لحب الدنيا والمغانم.
فلم ينفعهم وجود النبي معهم ،
ولم ينفعهم وجود الله سبحانه وتعالى.
ولم تنفعهم كثرتهم.
وكانت الهزيمة مصيرهم.

الخلاصة؛
إن الانتصارات لا تتحقق بسبب وجود عامل واحد فقط، ولابد من تحقق عدة عوامل مجتمعة تهيء لهذا الانتصار ،

فلو قال قائل أن الانتصار على داعش قد تحقق بفضل كذا ، وذكر عامل واحد فقط ، فقوله ربما يكون صحيح ولكن غير دقيق (ناقص).

الصحيح أو (الأصح):
ان تذكر جميع هذه العوامل (مجتمعة ) حتى يكون قوله قولا” وافيا” شاملا” صريحا” واكثر دقة.

موقف المرجعية العليا +
موقف المتطوعين الغيارى +
موقف نوري المالكي +
موقف القيادة الايرانية +
موقف المجتمع العراقي +
العناية الالهية +
ألخ.

كل هذه العوامل مجتمعة اسست للنصر الكبير ،
وحمت الارض والعرض والمقدسات.

قال تعالى :
(ولا تبخسوا الناس أشياءهم).

أيها الاعلاميون بكافة اطيافهم
أيها السياسيون بمختلف توجهاتهم
الى اخوتنا في الوطن بكل طوائفهم
عندما تتحدثون عن النصر الذي تحقق على داعش،
عليكم ان تذكروا موقف كل من ساهم وضحى وتحمل وجاهد وعمل.

ارجو منكم ، أن لا تبخسوا الناس أشياءهم.

والسلام
.اخوكم د. سنان الطائي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار