‏محاضرات القائد

‏محاضرات القائد

✍🏻 الكاتب والمفكر السياسي  أبو ســكينة النـعمي

 

قائدٌ تكالب عليه الشرق والغرب ودول استكبار ، شنوا عليه حروب عده كي يطفوا النور الذي حمله على عاتقة ، واباء إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون،…
قائد حمل القران واهتدى بهداه ، وقدم النموذج على عظمة دين الله، محاصر من البر والبحر والجو، وتحلق فوق رأسه طائرات أمريكا وبريطانيا والصهاينة ، معظم انصاره في الجبهات ، لم يخلوا الساحات ولا الرابات ، حملوا هم الامه وقضاياها ، ويقاتلون بالنيابه عن الامة يقود معركة محور المقاومة نصره لشعب الفلسطيني وابناء غزه ، وكأنه هو المعني الأول بها ، يهتم بها اكثر من اهتمامه بالعدوان على شعبه ، قالها لشعب الفلسطيني لستم وحدكم نحن الى جانبكم والشعب اليمني الى جانبكم ….. جعل القضية الفلسطينية في قائمه الأولويات لديه ولدى شعبه ، يواجه ويتحدي دول الاستكبار أمريكا واسرائيل وبريطانيا ويفرض المعادله بالقوه والحكمة…. ومع ذلك يطل على شعبه كل اسبوع ، وكل ليلة من ليالي رمضان في محاضرة شاملة، تقرب سامعها إلى الله، والى تقواه، وتبصِر متأملها إلى معرفة الله وطريق النجاه، وتنير واعيها إلى فهم الواقع العميق بالتحديات والمخاطر…

فتشت لهذا القائد عن شبيه فلم أجد، حلقت في مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد، صحيح أني توقفت عند عظماء وعلماء، ومراجع وقادة، لكني لم أرى أحدهم يمر بنفس الظروف، ولا بذات المعاناة … لم أرى لهم أي همسا…
يتحدث القائد من بين أزيز الطائرات، وصواريخ البارجات الأمريكية والبريطانية وعلى أرض شبه ملتهبة، وبين سهول وجبال؛ نزلت عليها صواريخ امريكية بريطانية، يصفها بانه فاشله ولم تاثر لا على القوات المسلحه ولا على الشعب اليمني لمناصرته لأهل غزه..

يتحدث بقلب كبير، ولسان فصيح، وعلم غزير، في سلاسة وسهولة، وبساطة وحكمة، ينشر الوعي و يبني امة قوية يحفز العاملين في المجتمع بأن لا مكان للياس والتقصير والاهمال ولاالملل ، ولا للفتور… يحفز ابناء شعبه وشعوب المنطقه لتحسس معاناه ومظلومية الشعب الفلسطيني وحصارهم ، يرفع من المعنويات ومواصلت المظاهرات وتبني المواقف ومقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية ، يكشف الحقائق ويضع الحلول والاولويات وعدم التشاغل عن ذلك بقضايا ثنوية، يرسم الخطط والتوجهات ، والانطلاق الى الساحات والعمل المستمر ، حتى الانتصار، يواجه تحديات العرب الكافر ويقدم المستحيل في مناصرته الشعب الفلسطيني وفرض الحصار على الصهاينة وضرب البواج والسفن الامريكي البريطاني الصهيوني ويضرب بصواريخ والطائرات المسيره الى فلسطين المحتله أم الرشراش ….
قائد يحاضر ويتحدث كل ليلة من ليالي رمضان بخطاب قراني متميز يبني النفوس والواقع ، يربيها التربية الايمانية ،حتى أن حديثه يتسلل إلى القلوب، كما تسيل السيول إلى الأودية، ويقع في الأنفس كما يقع المطر على الأرض الجدباء.
يحدثنا عن أمور الدين والدنيا، وعن خيري الأولى والآخرة، يعلمنا دروس مواقف إلانبياء والاولياء، ياخذ بعقولنا إلى حيث الوعي واليقين، والبصيرة، يُقرب إلينا وعد الله، وينبهنا إلى وعيده.
في حديثه نور النبوة،ومشكاه الرساله وفي كلماته قبس القرآن، ومصابيح الدجى، لا يتكلف القول، ولا يبالغ في المنقول، ولا يسير بك في طريق الباطل والظلال، ولنور حروفه انعكاس في جبينه الطاهر…
تأملت طويلا، وتعجبت كثيرا، وكيف أن الواحد منا يغرق في شبر ماء، ولا يستطيع أن يلملم شجارات الأطفال، ومشاكل الاولاد، وكيف بقائد يقود أمة وجيش ولجان ، ويحمل قضايا امتة ويظهر رابط الجأش، قوي العزيمة، صلب الشكيمة، تتفجر من شفتيه الحكمة، وتشرق من عينيه الرحمة، وتقف على رأسه الهيبة، وتحفه المهابة، وشده باسه على اعداء الانسانية …
ولم أجد سببا يفسر ذلك؛ إلا قول نبينا محمد صلوات الله عليه واله
((تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي، وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
ووجدت جوابا أشمل في قول الحق سبحانه:
(( اللهُ أعلم حيثُ يجعل رسالته))…
ومن سمع المحاضرات، يعلم سرها وسحرها، وجمال سردها واستدلالها، ومدى تغلغلها في أعماق النفس، وعلاجها ودواءها، وتشعباتها في أروقة الروح، وسريانها في أغوار العقل، ومن فاتته فقد فاته الكثير الكثير من التوفيق الالهي، وليلتحق بالتاليات دون تأخير، فهناك القصص إلانبياء والصالحين فيها العضه والعبره والدروس الايمانية والعملية واتخاذ المواقف وتجنب المخاطر والانزلاقات أمام التحديات والصعوبات الحياه، فلا يترك للشيطان مجال للحول بينه وبين الهادي النذير
والصراط المستقيم، فوالله ما غاب عن محمد رسول الله إلا اسمه ، ومن القران إلا رسمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار