ليتهم كلابا”….ولم يكونوا … ثعالبا’

ليتهم كلابا”….ولم يكونوا …
ثعالبا’

ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

 

بالامس كنت في جولة في الفرات الاوسط بدأناها ببابل وانهيناها ب كربلاء ، خرجت من داري الساعة ٤ فجرا و عدت ١٢ عند منتصف الليل ..عند خروجي وعودتي رافقتني مجموعة من الكلاب السائبة و هي تهرول مع السيارة دون نباح ، وعندما ناقشت موضوع الكلاب العراقية السائبة مع احد الخبراء الذي رافقني في لقائاتي مع الاكاديميين و النخب والكفاءات العراقية ، روى لي حوادث تؤكد ما كنت كتبته قبل ٥ سنوات ، فاضطررت ان اعيد مقالي ،ارسلتها لي احدى الاخوات والتي تدعي انها وضعته في ملصق في بيتها ..
قال زميلي انه في وقت تواجد قوات الاحتلال الامريكي ، فانه لاحظ هجوم الكلاب العراقية السائبة على همرات الامريكيين في منطقته ب ( حي العامل )بشكل يومي اثناء تجوال الامريكيين هناك ، وانه شهد هجوم كلب عراقي سائب على كلب امريكي(wolf dog) و جندي امريكي اثناء تجوالهم في الصويرة حيث كان خبيرنا ضيف على بيت اخيه ..
كانت مقالتي قد بدأت بتساؤل : لماذا يقتل الجنود الامريكيون كلابنا السائبة ليلا” و بكواتم الصوت ؟؟!!، وما الذي يدفع كلابنا السائبة الى مهاجمة الجنود الامريكيين و همراتهم اثناء تجوالهم راجلا” في الازقة و الاحياء ؟
لقد اعتاد العراقييون ان يوصفوا اصدقائهم وابنائهم و قادتهم بالحيوانات …فيقولون ان فلان ( كديش) ،و ان الوزير الفلاني ( جحش) ، وان النائب الفلاني ( زمال ) ، وان المحافظ الفلاني ( مطي) ، وان المدير الفلاني ( حمار ) ، في تعبير عن ان المسوؤل لا يفقه في حل المشاكل ،وانه مجرد يحمل افكار و توصيات اخرين من خارج عالمه…و اتذكر ان اكبر ذكر لاسماء الحيوانات ، كان في جلسة من الاصدقاء المسوؤلين و بعض المتحزبين و الكفاءات ، عندما قال احدهم ان صاحبنا ( اسد) غير الشارع ، واجابه معارض له : حچينا طرد الامريكيين و نشر القانون ( ذيب امعط ) ، وقال اخر : ان الدكتور استطاع ان يوقف طوفان الاكراد و تجاوزاتهم و استغلالهم للحكومة و موارد الشعب ( ثعلب ) ، وتاسف لان الكتل اختارت شخص يتقلب من تيار لاخر ومن حزب لاخر ومن ولاء لاخر ( شاذي ، لو قرد شادين له محرك كنغر) …و عندما حاول احد الاخوة عندما سالني : ما رايك بحكومة ( الطليان) ، هل تفضلهم ثعالب تمكر او ذئاب تغدر ، وكلاهما شرستان و لنا بالشر تضمر..قلت : ليتهم كلاب لا تغدر ولا تمكر ، وليسوا ذئابا” وثعالبا” تفترس و تخرب و تدمر……
لك ولنا الله يا عراق من سطوة المفترسين و غدر الغادرين و طمع الطامعين..
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار