لماذا اليمن؟!

لماذا اليمن؟!

 

 قيس النجم / العراق

 

أخذت فتاة صغيرة ببعض بقايا الخبز، ووضعتها على كفيها، وحاولت الاقتراب من بعض الطيور، لكن الطيور هربت بعيداً عنها، فكان هناك رجل حكيم يشاهد ما يحدث، وابتسم ثم قال للفتاة: لا تنزعجي من عصفور يهرب، وانت تقتربين منه وفي كفكِ طعام له، لأن الطيورعكس البشر، لكونها تؤمن أن الحرية أثمن من الخبز!

قد تكون مجرد قصة قصيرة جدا، لكنها تحوي على معان عدة، لذا ركزوا على اليمن السعيد بالحرية رغم قلة الخبز رغم الحصار، فقد كان العالم بقيادة المتصهينين يمارسون أبشع الوسائل للقضاء على أنصار الله، وهي حقيقة مؤلمة بقدر ما كانت عملية الحزم وإعادة الإعمار كذبة جميلة، وعليه فالحرية عند أهل اليمن ما زالت أثمن من الخبز في أكف العرب العملاء.

اليوم أنصار الله أذهلوا الجميع  بصمودهم وتحديهم، لكل الظالمين وقوى الاستكبار العالمي، وفي مقدمتهم اسر ـ ائيل والشيطان الأكبر أمريكا وعملائها، واستطاعوا أن يثبتوا للعالم بأن هؤلاء الشرذمة هم مثل قطع النقود المعدنية بوجهين، يقضون كل أعمارهم متنقلين بين جيوب الظلم، والفساد والعدوان والإرهاب.

خطوات صبر عظيمة تلك التي خطاها أنصار الله، في مساندة قضية العدوان على غزة بعد السابع من اكتوبر، حيث وقفت تلك الجماعات المجاهدة ضد أساطيل الكفر والعدوان، في باب المندب والبحر الأحمر، وكأن معركة ذات الصواري رسمت من جديد قوة الإيمان والجهاد للعرب الأصلاء، خاصة وأن أهل اليمن كان لهم مواقف عظيمة أيام النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” وفي أيام خليفته الإمام علي عليه السلام.

إن قوة الطرح والمواجهة بالأفعال لا بالأقوال، هي ما أدهشت العالم عند الحديث عن أنصار الحوثيين، الذين ملكوا البحر وكل ممراته المائية، وتحدت اساطيل الكفر بكل جبروتها، نعم إنهم الشعب الناجح العنيد، ولهذا أقول لكم أحذروا اليمن لأنها صاحبة قضية، وأيضا قول وفعل، فاليمن دائما يتعلق ويتعلم من ماضيه العتيد، ليستمتع بالعمل في حاضر مجيد، لبناء مستقبل سعيد.

ختاماً: كل هذا ويسأل البعض: لماذا اليمن؟ والجواب في قمة الجمال والعظمة: نعم إنهم أهل الحضارة والشهادة، وأصل العرب،  لذا تجدهم دائما يرفعون شعار، الحرية أغلى من الخبز!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار