لماذا المسؤول السياسي { الحاكم } يفسد …. ؟؟

لماذا المسؤول السياسي { الحاكم } يفسد …. ؟؟

حسن المياح – البصرة .

٢٠٢٤/٢/٢٩م

{{ لا عنوان إنتماء سياسي حزبي ، مهما كان لونه ، ونعته ، وشكله ، ووصفه …… هو العنوان الحقيقي ، لما هو الفساد والفاسد والمفسد …… ؛ والصلاح والإصلاح والمصلح …… والعدالة والعدل والعادل ….. ؟؟؟ }}

المسؤول السياسي { الحاكم الفاسد والمتسلط الدكتاتور الفرعون السافل ….. ؛ والعادل ، وما الى ذلك …. } هو إنسان حر مختار ، فله أن يعمل ويفعل ، وله أن يمتنع ويتجنب ….

هذه نظرة وفكرة عامة عن الإنسان ، وعما يعمله ويفعله ….. ومن خلال العمل والفعل الذي يقوم به الإنسان ، فإنه يستحق الثواب ، أو العقاب …..

والإنسان مجبول خلق فطرة على الخير والعمل الصالح ، لأن الله تعالى هو مصدر وأساس ومنبع الخير ، ويدعو ويحث على ويأمر بفعل وعمل الخير ، ولذلك الله تعالى خلق الكون والإنسان على الخير …..

والسؤال الذي يقفز ويبرز ، هو : لما الكلام كله يتحدث عن الخير والكمال والصلاح ، وأساس وجود الإنسان هو للخير ومن أجله ….. ؛ فلماذا يفسد الإنسان ، وكيف …. ؟؟؟

وهذا سؤال حير البشر ، وأقلق الإنسان ، وقلب جنة الإنسان وسعادته الى جحيم وعذابات ….. !!!؟؟؟

فكيف نعرف علته وسببه ، لنتجنب جحيمه ، ونتخلص من العذابات …. ؟؟؟

لما الإنسان مختار وحر ، فهو – بطبيعة الحال – له أن يفعل ويعمل ، وله أن لا يعمل وألا يفعل ….. وأكيدٱ وفقٱ وتبعٱ للمصلحة والمفسدة ….

ولكن ما هو الدافع الحقيقي الذي يجعل الإنسان أن يتحرك للعمل والفعل ، والذي هو نفسه يجعله عازفٱ وتاركٱ ورافضٱ عن أن يفعل وأن يعمل ….. ؟؟؟

لا نسهب في البحث الكلامي والفلسفي عمق بحث دقيق في مسألة الجبر والإختيار ، لأنه بحث صعب عويص متشعب يعسر الخوض في أعماقه ؛ ولكن نبسط القول فيه ، فنقول …. :—-

عند كل إنسان سلطان نفسي يلطف له الجو في أن يفعل ويعمل ، وفي أن يترك ويرفض …. ، او قل تبسيطٱ هي النفس التي بداخل الإنسان ، التي مرة تكون أمارة بالسوء ، وهي النفس ذاتها التي تكون مرة أخرى لوامة زاجرة …. ولنطلق مصطلحٱ يجمع هذين التوجهين للنفس إختصارإ وتكثيفٱ وتركيزٱ للبحث ، وهو مصطلح حقيقي شامل ، هو {{ السلطنة }} ….

والسلطنة هذه هي على نوعين ، أو قل توجهين ، أو قل السلطنة هي { الحب والشوق ….. من جانب ؛ و / أو , البغض والكراهة …. من جانب ٱخر …. وهذان هما مباديء الفعل الإختياري للإنسان …. وهما المتولدان عادة من الإعتقاد بالمصلحة ، والإعتقاد بالمفسدة … في المحبوب والمكروه … .

فمن يعتقد مصلحته وتحقيق سعادته وغناه في الفساد والنهب والإنحراف ، فأنه يفسد وينهب وينحرف عن خط إستقامة الفطرة { فطرة كسب الخير الصالح الحلال } التي هو خلق عليها …. .

ومن يعتقد أنها المفسدة في سلوك هذا الخط ، فإنه يكرهه ويتجنبه ، ولا يفعله أو يعمله ….. وهذا الإقدام على الفعل والعمل ، أو الإحجام عنهما ، هو واقع تحت إختيار الإنسان …… لذلك الإنسان (( هو نفسه وبذاته )) ، يستحق الثواب ، أو العقاب ، إعتمادٱ وإرتكازٱ سنخ جزاء ما يفعل ويعمل ، أو يتجنب ويترك …

فالحاكمية { كرسي الحكم } بما هي عليه من عنصر جذب وإغراء ومحرك وبعث ….. ونفس الإنسان { السلطنة } بما تنطوي هي عليه من حب وشوق الذي يحركها ويبعثها …… ، أو بغض وكراهة الذي يحجمها ويمنعها ….. والإنسان هو الحر المختار …. .

فله أن يحقق رغبة وشوق النفس الأمارة بالسوء ، فيفعل ويعمل السوء والفساد ….. ، وهذا ما هو عليه المسؤول السياسي { الحاكم } الفاسد من إستجابة لسلطنة النفس الأمارة بالسوء ، وما هو سيقوم عليه من إنحراف إجرام ….. .

وله ، أي المسؤول السياسي { الحاكم } العادل الصالح النزيه ، أن يأتمر بهداية وتهذيب النفس اللوامة ( الضمير ) التي تخشى الله سبحانه وتعالى ، وتخافه …. فيبغض ، ويكره ، ويمتنع ، من فعل السوء ، ومن عمل الفساد ، إستجابة لنداء النفس اللوامة ، ويسلك طريق الإستقامة إمتثال خط الصلاح والإصلاح والعفة والنزاهة ، ليكسب رزقه من حلال ، الذي يحقق من خلاله السعادة … ، والراحة … ، والعيش الهانيء الرغيد …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار