‏لا يمكن لك أن تعبر النهر مرتين

‏لا يمكن لك أن تعبر النهر مرتين

اسعد البصري

‏لا يمكن لك أن تعبر النهر مرتين
عبارة قالها هيراقليطس
قبل الاف السنين
ومنها بدأت فلسفة وجودية حقيقية
لان النهر يتبدل وانت أيضا تتبدل
صحيح ان النهر نفسه وانت نفسك
لكن الزمن ومرور التيار
يجعل تكرار اللحظة مستحيلا
هذه القضية تقف اليوم بقوة
أمام الاخوة في التيار الصدري
لا السيد الصدر اليوم
هو نفسه قبل عشرين سنة
ولا التيار الصدري هو نفسه
التغير هو سنة الحياة
وبعد المقاطعة التي لم تؤثر
على مجرى الحياة السياسية في العراق
هناك تبدلات أعمق قادمة بالمستقبل
يبدو أن عمر التيار
قد وصل إلى الشيخوخة
وهذا يشمل الجميع
اليوم أعلن الحلبوسي
أهمية المشاركة بالانتخابات المحلية
ليس في الأنبار فقط
بل في البصرة وجميع المحافظات
في إشارة إلى تخليه
عن التحالف مع التيار رغم عزله
تخيل قبل سنوات ليث الدليمي
بالبدلة البرتقالية يصرخ ويتوسل
ويهيج مشاعر السنة ضد الحكم الشيعي
هو اليوم من أشد المتملقين للاطار
ويتمنى منهم المكافأة
الخربيط وعلي الحاتم
في الماضي يثيرون حماسة الطائفة السنية
اليوم يعرضون خدماتهم للإطار
لانهم أدركوا
لا مستقبل خارج الدولة العميقة
وانه لا مشروع حقيقي
سوى العراق الجديد
المتحالف مع الجمهورية الاسلامية
وحده التيار الصدري خارج السرب
فما هي القضية التي يمثلها؟
القضية أن الاحداث تجاوزته
السعودية تفضل التفاهم
مع الحكيم والسوداني
ولا ترى نتيجة من دعم التيار الصدري
بعنوان طرد ايران ومحاربة ايران
الموضوع في العراق شبه محسوم
المرحلة القادمة مرحلة بناء
لا مرحلة قطع طرق ولا مظاهرات
ولا منع الدوام ولا تعطيل البرلمان
القضاء يعمل كسلطة إضافية قوية
مع المرجعية والجيش والحشد
يبدو هامش الفوضى محدود وغير ممكن
لا توجد رغبة دولية بتحريك الوضع في العراق
بلد نفطي مهم والاستقرار مطلب
جميع دول الجوار والمجتمع الدولي
الولايات المتحدة نفسها
تريد التعايش مع الحشد والفصائل
كحرس ثوري عراقي
كأمر واقع لا مفر منه
ولولا قصف الفصائل لقواعد الاحتلال
اكثر من ستين مرة
لما رد الاحتلال بقتل شبابنا
أي ان الفصائل في موقع المبادر والمهاجم
اللحظة الصدرية القديمة لن تعود
بكل أسف التيار فشل بالتعايش
والمرحلة القادمة ليست في صالحه
التيار ذكرى وليس مشروعا كما يبدو
أقول هذا بأسف لأن لي أصدقاء مقربين منهم
وهم شخصيات محترمة بصراحة
لكن اصرار التيار على موضوع ايران
وعدم فهمه ان المشروع انطلق اساساً
منذ 1979 بقيادة الامام العظيم الخميني
ولا يمكن لاي مشروع شيعي
تجاوز هذا الصرح العظيم
التيار عرض نفسه لنقصان التكيف
وكل من لا يتكيف ينتهي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار