كيف غَيّر حزبُ الله قواعدَ الاشتباك خلال طوفان الأقصى

✍🏻 محمد حسن زيد

منذ الثامن من اكتوبر 2023 فتح حزبُ الله جبهة شمال فلسطين وفرض قاعدة اشتباك جديدة تُبيح له توجيه الضربات المباشرة للمواقع العسكرية للعدو الصهيوني دون أن يؤدي ذلك لإشعال حرب وقيام قيامة المجتمع الدولي والداخل اللبناني كما كان يحدث سابقا..
حزبُ الله كان قد استخدم هذا الأسلوب (أسلوب الضربات الاستنزافية على العسكريين) قبل عام 2000 واستطاع به إجبار الإسرائيلي على الفرار من جنوب لبنان مدحورا مذعورا..
السيد حسن نصر الله نجح بخطاباته الأخيرة ان يحصل على تأييد لبناني واسع اذ وُصِفَت خطاباتُه بالعقلانية وتجنيب لبنان ويلات الحرب رغم انه في الواقع يوجه يوميا ضربات عسكرية مباشرة لقوات العدو الصهيوني يخسر فيها الشهداء كما يتسبب في وقوع خسائر موجعة في قوات العدو الصهيوني واليوم 12 نوفمبر أصاب حزبُ الله تجمعا عسكريا للصهاينة وحوّلهم الى أشلاء ووثق ذلك صوتا وصورة وكان رد فعل إسرائيل هو التهديد بعملية عسكرية واسعة ضد لبنان وتحويلها إلى ركام..
في هذه الحالة لو بدأت إسرائيلُ هجوما على لبنان واستهدفت المدن والبُنية التحتية فلا أحد يستطيع أن يلوم حزب الله إن هو اضطر للدفاع عن لبنان ودك إسرائيل بما لديه من ترسانة صاروخية، لكني أظن ان إسرائيل أحذق من ان تبدأ هجوما على لبنان قد يعني نهايتها وان أتت حاملات الطائرات الأمريكية لحمايتها منه، فمهما دمرت إسرائيلُ من مدن وقرى في لبنان فهي لن تمس بُنيَة المقاومة وقدرتَها الصاروخية وهي بذلك الإجرام انما ستمنح حزب الله شرعية للرد باستهداف المستوطنين ولن تزيده في الميدان العسكري إلا قوة وصلابة وعزيمة للتنكيل بهذا الكيان اللقيط.

12 نوفمبر 2023