فلسطين . . مؤشرات بصدد حرب كبيرة . .

فلسطين . . مؤشرات بصدد حرب كبيرة . .

١٠ / ١٠ / ٢٠٢٣

فارس الطالب ✍️

 

مع حكومة الصقور المتطرفين من مدنيين وعسكريين التي تحكم اسرائيل حاليا تحت قيادة نتنياهو بنزعته اليمينية المتشددة . فانه لم يعد ثمة مجال للتراجع أو التردد في خوض هذه المواجهة مع إيران لأن الوقت يمضي لغير صالح اسرائيل ولأنه لم يعد هناك ما يمكن لحكومته ان تراهن عليه بتأجيل حسمها للملف الإيراني الذي تضعه على قمة أولوياتها الأمنية وتعتبره الأولوية الإستراتيجية التي تسبق في أهميتها كل الأولويات الاخرى .على ان برنامج
إيران النووي لم يعد هو أكثر ما يحرك مخاوف إسرائبل الأمنية كما كان الحال قبل فترة .

كل المؤشرات تكاد تنطق بأننا بصدد حرب كبيرة وخطيرة في الشرق الأوسط وان ما كان يجري الإعداد له في إسرائيل منذ فترة من سيناريوهات حرب ضد إيران وحزب الله في لبنان أخذ يقترب بسرعة مع عملية طوفان الأقصي التي تبنتها حماس من مرحلة التنفيذ .

ولكن ما يخيفها حقيقة هو أذرع إيران الطويلة التي تطوق إسرائيل من كل أتجاه والتي تمتد من غزة الى لبنان وسوريا واليمن والعراق وبقدرات هجومية كبيرة يصعب تحديد مداها الحقيقي . وهي القدرات التي باتت تشكل تحديا خطيرا لقدرة إسرائيل على الردع والدفاع كما لم يحدث من قبل في تأريخها .

هذا بالأضافة الى قدرات إيران الهجومية المتعاظمة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والمسيرات التي قامت بدور كبير في الحرب الأوكرانية الى جانب روسيا . التي تساهم في تطويرها تكنولوجيا لرفع كفاءتها القتالية على ضوء تجربة إستخدامها ميدانيا . هذه كلها هي مصادر خوف إسرائيل من إيران والتي تأتي عملية طوفان الأقصي الأخيرة لتضاعفها وتؤكدها لما لحماس من علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله .

إسرائيل تعيش الآن أجواء حرب حقيقية مع حكومة حرب وإقتصاد حرب وأعلام حرب . ومع غليان َوتذمر داخلي غير مسبوق بعد الزلزال الأمني الأخير الذي نزع من الإسرائيليين الأحساس بالأمان وبالثقة في قدرة مؤسستهم العسكرية على توفير الحماية الأمنية الفعالة لهم والحرب التي يعيشها الإسرائيليون أجواءها الصعبة الآن هي حرب وإن كانت بدايتها في غزة لتدمير قواعد المقاومة المسلحة فيها بهذا المستوي المخيف من القوة المفرطة. إلا ان دوائرها وجهاتها سوف تكون أوسع بكثير من غزة بل ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة كلها .

وما يرفع من هذا الأحتمال في إعتقادي هو ان كل القوى السياسية والحزبية في اسرائيل من اكثرها عدوانية الى اقلها تطرفا تدعم هذا التوجه نحو الحرب الشاملة ضد ايران وتوابعها في المنطقة والذي ترى فيه الحل الجذري لمعضلات اسرائيل الامنية المتفاقمة والذي لم يعد يجدي فيه حصر المواجهة المسلحة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وحدها وهو ما ثبت فشله بعد العملية الاخيرة التي وضعت أمن اسرائيل بل وجودها نفسه على المحك .

وعليه استطيع ان اقول ان ضرب ايران واذرعها المسلحة وفي مقدمتهم حزب الله في لبنان لم يعد سوى مسالة وقت لا اكثر أو هذا هو ما اتصوره .
والله اعلم . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار