غاية النفس الرضا وفي الكون المقر والمعاش وكلها طي السجل..

غاية النفس الرضا وفي الكون المقر والمعاش وكلها طي السجل..

بقلم : هشام عبد القادر..

 

إذا كان الإنسان يسعى في حياته الوجودية في هذا الكون الواسع يبحث عن الاستقرار والمعاش بكافة انواعه لإشباع حاجات النفس ..فهو في حياة دائمة الاستمرار بالسعي حول غاية الاستقرار وتأمين المعاش واشباع الحاجات ..ولم يصل لغاية الرضا.. اي القناعة فالبحث مستمر لتطوير وسائل الحياة والمعيشة هذا في الظاهر الوجودي.. لكن في الباطن الوجودي للإنسان يسعى ايضا للوصول للغاية لاستقرار النفس والبال ..وهذا السعي دائم يسعى بالعلم والمعرفة وتطوير القدرات العقلية والحضور القلبي والحسي للوصول لنتيجة ترضي النفس ولن يصل الإنسان إلا بطريق مستقيم بدايته من النفس بالإنطلاق لتحديد الهدف ..ألا وإن الهدف معرفة سيد الوجود هو الغاية والمنتهى وله ابواب تهدي إليه وحجج واضحة تبدأ من النفس ومعرفتها والنفس للمخاطبة لها هي منطلقها القلب لإنه قبلة الحواس وقبلة المشاعر والخواطر فهو الجرس النذير والبشير والسراج والمصباح المنير.. لإن العقل فقطـ محل الأوامر والتوجيهات والتنفيذ وأما القلب فهو محل الحيطة والحذر والتوقع ومحل السعي فالقدرة القلبية هي المحيطة لتحمل صعاب الطريق ..وأما العقل هو الموجه لتحديد الطريق والقلب محل السؤال والاستفسار عن صحة الطريق السوي من غيرها.. لإنه مرجعية للطمئنينة وأما العقل يوجه بالأوامر للقلب بأن يتفقد الأمان من الخطر…هكذا ما بين الكون وما فيه من علوم لا نهاية فمستقر الإنسان بالعالم الظاهر هو محل سكنه وامنه ومعيشته…واما في باطنه محل رضاه ووصوله لغاية الرضا والأمان.. فالظاهر طريق مشقة الحياة ولا يوجد نهاية لإشباع كل الحاجات لإن التطور بعالم التطوير لقدرات الإنسان يصنع في كل يوم شئ جديد عن الأمس.. فالغاية غير محدودة أما الباطن الغاية معروفة الرضا والوصول لهدف هو سيد الوجود لإنه الغاية فمن يصل إليه وصل للمقصود ….ومن ابوابه يتم الوصول ..فهل بالظاهر كذالك يكون ابواب ..معروفة ام مجهولة…كل تلك الابواب في الظاهر الوجودي والباطن الوجودي تعتمد كلها على جوهر القلب …في الإنسان…فأي عظمة لهذه القبلة والمسجد التي في الإنسان إنه قلبه فهو الأم والمرجع لكل الحواس ..وتصعد منه التقارير للعقل ليصدر التوجيهات للصواب …ليقود سفينة النفس والجسد للغاية…في الظاهر والباطن…
والأقرب وإختصار متاعب البحث عن الطرق السليمة هو تجميع كل الخواطر القلبية والعقلية للتحكيم عند سيد الوجود ليحكم بين كل تلك الخواطر لتختار الطريق الصائب او الواضح او الغاية ..لتأمن ظاهر وباطن الوجود للإنسان نفسه وكذالك أمان للكون.. كله فهذه المعرفة.. يتحملها قلب الإنسان فهو ناموس الحياة ..فمن كسر ناموس الحياة كإنما حطم الكعبة وكإنما حطم الكون…كله…
ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم ارحم قلبي المنكسر واجعله كبريت اكسيره حب سيد الوجود محمد وافتح لنا ابوابه الهادية المهدية إليه ..واجعل كتابنا هو القلب بدايته معرفة سيدنا محمد وخاتمته الوصول لساحة سيدنا محمد صلواة الله عليه وآله

والحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار