طوفان الأقصى . . مفاجئة في قلب إسرائيل . .

طوفان الأقصى . . مفاجئة في قلب إسرائيل . .

٧ / ١٠ / ٢٠٢٣

فارس الطالب ✍️

 

تعد عملية ( طوفان الأقصى ) عملية نوعية وتأريخية في توقيتها وحجمها وأسلوبها . فمن حيث التوقيت تتزامن العملية مع الإنقسام الحاد على كافة المستويات داخل إسرائيل . وآخر أيام عطلة ( عيد العرش ) أو ( بهجة التوراه ) والذكرى الخمسين لنصر أكتوبر والانكسار الإسرائيلي في 1973. يضاف إلى ذلك أن العملية شملت هجومًا بريًا وجويًا اخترقت به عناصر المقاومة الداخل الإسرائيلي . واقتحمت مجموعة من مستوطنات غلاف غزة بعمق نحو 40 كم داخل الأراضي المحتلة وسيطرت على بعضها واحتجزت أعدادًا كبيرة من الرهائن من المستوطنين والجنود ووضع بقية مستوطني هذه المستوطنات البالغ عددهم نحو 55 ألف مستوطن في حالة تهديد . فضلًا عن أسر نحو 35 أسيرًا حتى الآن ونقل بعضهم مع بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى داخل قطاع غزة . وقد تزامن مع ذلك كله رشقات صاروخية مكثفة وصل عددها إلى تل أبيب والقدس وتعطلت على إثرها حركة الطيران في مطار بن جوريون .

ومن الدلالات الأساسية . .
تتضمن عملية ( طوفان الأقصى ) مجموعة من الرسائل والدلالات الأساسية التي تشير بجلاء إلى تحول نوعي في معادلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . وانكشاف واضح في الداخل الإسرائيلي ومن بين ذلك ما يلي :
فشل استخباراتي متكرر . . أظهرت العمليات العسكرية التي قامت بها فصائل المقاومة خلال السنوات الأخيرة مدى الفشل الاستخباراتي والمعلوماتي الإسرائيلي والعجز عن فهم السياق الوطني الفلسطيني وتوقع ما تؤول إليه الأحداث ومتى يمكن أن تندلع مثل هذه العمليات فضلًا عن توقع الأثر الذي يمكن أن تحدثه ممارسات الاحتلال في القدس على بقية البقاع والمناطق الفلسطينية . وقد تكرر هذا الفشل بشكل جلي مع عملية ( طوفان الأقصى ) التي أظهرت أن الحكومة الإسرائيلية وجيشها قد تفاجآ تمامًا بالهجوم . لاسيّما وأنه في الأيام التي سبقت ( طوفان الأقصى ) أبلغ مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي الحكومة بأن حماس قد تم ردعها وغير مهتمة بالتصعيد .
فيما كان الهدوء النسبي من جانب ( حماس )خلال الفترة الماضية جزءًا من تخطيطها لهذه العملية .

فرض الواقع السياسي والاجتماعي في إسرائيل جراء أزمة التعديلات القضائية تداعيات وتأثيرات واسعة النطاق على تل أبيب وعلى توازن الردع مع فصائل وحركات المقاومة . وعلاوة على ذلك قد أسهم هذا الوضع في هز الصورة العامة للجيش واستعداده القتالي . مما أدى إلى تصاعد المخاطر بالنسبة لإسرائيل سواء فيما يتعلق بالعمليات الفردية التي لا يتوقف الفلسطينيون في الضفة الغربية عن تنفيذها مخلفة خسائر بشرية ومعنوية كبيرة لدى إسرائيل . فقد أثبتت هذه الوقائع أنه كلما زادت العمليات والاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى زادت العمليات الفلسطينية التي ترد عليها بما يعني الدوران في حلقة مفرغة من التصعيد الذي لا يؤدي إلا إلى تصاعد المخاطر الإسرائيليين وصولًا إلى العملية النوعية ( طوفان الأقصى ) التي تعبر عن إدراك المقاومة لحالة الضعف والانقسام في إسرائيل وعدم قدرة الجيش على السيطرة أو رفع الجاهزية القتالية حتى مع استدعاء الاحتياطي الذي كانت عناصره جزءًا من إضرابات واحتجاجات التعديلات القضائية .

ويمكن القول إن هذه العملية اختبرت وحدة الساحات العسكرية النوعية تمثل اختبارًا حقيقيًا لمبدأ وحدة الساحات التي لا تزال تؤكده فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها . فبالنظر إلى حجم عملية ( طوفان الأقصى ) والنتائج الكبيرة التي حققتها حتى الآن من أسر عدد من الإسرائيليين واستمرار السيطرة على 3مستوطنات على الأقل في غلاف غزة وموقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح . تعد اللحظة الراهنة فرصة مناسبة لشن حرب متعددة الجبهات لطالما تخوفت إسرائيل من وقوعها ومن شأن انضمام بقية الفصائل إلى هذه العملية أن يزيد من الخسائر التي ستتعرض لها. ولذلك دعت كتائب القسام وسرايا القدس إلى انضمام بقية الفصائل والمقاومين داخل الضفة والقدس إلى ( طوفان الأقصى ) .

إجمالًا / حققت العملية النوعية ( طوفان الأقصى ) نجاحًا عملياتيًا كبيرًا حتى اللحظة متمثلًا في أسر مجموعة من المستوطنين والجنود الإسرائيليين بما يفتح الباب لعملية تبادل أسرى واسعة النطاق خلال الفترة المقبلة . علاوة على السيطرة على بعض المستوطنات والدخول في مواجهات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي فيها . وسيتوقف نجاح هذه العملية على مخططها الأساسي وتطورها والأهداف المرسومة والموضوعة لها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار