شكراً زهـراء..

شكراً زهـراء..

محمد البدر.

 

طالبة جغرافيا، تكتب في مجال الجغرافية الإقتصادية وهذا المجال يختص بدراسة توزيع الأنشطة الإقتصادية من زراعة أو صناعة أو تجارة وغيرها من الأنشطة وعلاقتها بالمكان والعامل البشري.
تكتب هذه الطالبة رسالة ماجستير عن (صناعة الحلويات والمعجنات في محافظة كربلاء) فتقوم الدنيا، وينبعث سيل من المنشورات والتغريدات المستهزئة والساخرة من موضوع الدراسة!!.
الدراسة تتكلم عن طبيعة وتوزيع الصناعة والإنتاج و لا تتكلم عن كيفية الصناعة ونسب خلط المواد والإنتاج فهذا المجال مجال علم الأغذية وهو علم قائم بذاته.
رسالتها كانت عن توزيع هذه الصناعة وطبيعتها، وعدد المعامل ونوعها وما تنتجه والعامل البشري الذي يشارك في هذه الصناعة والبعد التاريخي والجغرافي لها، ثم تبحث المعوقات وتقدم التوصيات والحلول.
سنوياً يدخل لمحافظة كربلاء عشرات ملايين الزوار، وقطاع الحلويات والمعجنات قطاع مهم يدر ملايين الدولارات سنوياً ويساهم بتشغيل آلاف الأيدي العاملة.

يكتب الفرنسيون والسويسريون والايطاليون والنرويجيون والامريكان عن النبيذ والشوكولاتة والبيتزا والأجبان والهمبرگر والبريسكت.
كتب لنا المستشرقون وغيرهم عن الجواري والغناء وخرائط المدن الاسلامية وتوزيع الاحياء السكنية القديمة، وكتبوا عن انواع الخمور والسجاد والتحف والأكلات والأزياء والحيوانات ومواضيع تقع على الهامش لكنها بتفاصيلها البسيطة لها اهمية.
تكتب بحوث ودراسات عن تأثير الموسيقى على الفئران، بحوث عن الفلافل والبرگر والبيتزا.
لا أحد يشتم ويتهجم ويستهزأ، فالباحث غربي والجامعة غربية وعقدة الخواجة هنا تمنع الشرقي عن التفكير بالتطاول وينظر لهذه البحوث والدراسات نظرة اعجاب وانبهار وكيف انهم يدرسون حتى تزاوج الصراصر وحالة اللقلق العاشق الذي هجرته عشيقته، لكن هذا الشرقي نفسه ينقلب علامة على الشرقي الآخر حين يكتب عن مواضيع الهامش أو دراسات مثل دراسة الباحثة زهراء، يتحول إلى مدقق علمي وعلامة ومُقيّم دراسات ويتساءل عن فائدة هذه الدراسات وجدواها، بينما لا تجده يفعل هذا أمام الدراسات الغربية بل ينقلها لها منبهراً بها ومعجب ويجلدنا كيف اننا لسنا مثلهم لا نهتم لهذه الدراسات العظيمة.
زهراء كشفت لنا إن الكثير ممن يسبق اسمه حرف (د) انما تعني (دثو) ولا تعني (دكتور) فالذي يحمل (د) دكتور بحق وعن استحقاق لايمكن ان يشارك بحفلة استهزاء وسخرية ضد بحث علمي دون ان يحضر مناقشة البحث أو يطلع عليه أو يستفسر من الباحث نفسه عن بحثه أو يقرأ ويستفسر من نفس أهل المجال والإختصاص.
شكراً زهراء لأنكِ كشفتي لنا ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار