زوارق الموت تلاحقنا!!!!
بقلم : أمان عبد الملك / لبنان
بالرغم من الضغط المعيشي الخانق الذي دق ابواب الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني ،لا زالت السلطة تطلب منه الصمود بوجه الفقر والذل والحرمان ،فيما الانتخابات النيابية على الابواب والكل يتحضر للمعركة الانتخابية والمرشح يظهر باجمل حلة ،يحاضر بالعفه ،في حين المواطن يتخبط وسط الوضع المزري من أزمة رغيف الى أزمة محروقات وكهرباء ومياه وما بقي لانسان من حقوق على الدولة في بلد مثل لبنان .
الطبقة الفقيرة غالبا ما تدفع ثمن الأزمات من تضحية وحرمان للنفس ، مما يجبر الكثير منهم على المغامرة بكل ما يملكون ماديا ومعنويا ،معلقين الآمال على حياة فضلى خارج الوطن ،محاولين الهرب من واقعهم الأليم والظلم والفساد ،ليتلقفهم تجار البشر الذين يغروهم بالسفر والهجرة الغير شرعية، وهم يضعون حياتهم في خطر غير آبهين للنتائج ،علهم يجدون بلدانا تحترمهم ،تحافظ على ما تبقى لهم من كرامة بعدما سلبت داخل بلدهم .
فاجعة أليمة ألمت بالوطن ومأساة كبيرة ارتكبت بحق الإنسانية نتيجة حادثة غرق زورق قبالة شاطىء مدينة طرابلس بالامس وعلى متنه ٦٠شخصا من المهاجرين الغير شرعيين ،ذهبت ضحيتها العشرات بينهم طفلة لا تتجاوز السنتين ،فيما انقذ عدد كبير منهم ، ليثبت لنا بأنه حين تموت ضمائر المسؤولين كل شئ يصبح مباح , يغيب الرادع الدافع للعودة ويحضر الظلم والجشع ويصبح الانسان عبدا لذاته وأطماعه ويتحول الى وحش يقترف الاجرام دون رادع.
