رعب البطاقة الوطنية الموحدة !!
زيد الحسن .
الانتقال من اربع مستمسكات رسمية تثبت انك مواطن عراقي الى مستمسك رصين واحد امر ذو فائدة وأكثر دقة و منعة من التزوير ، وهو توجه قامت به وزارة الداخلية لمواكبة التقدم .
اسمع القصص الكثيرة حول موضوع استبدال هويات الاحوال المدنية حتى اصابني الخوف من مراجعة الدوائر ذوات العلاقة ، فمنهم من يتحدث انه مستمر على المراجعة من سنة ومنهم من يقول انه فقد الامل في استبدال هويته بسبب الروتين وبسبب الزخم الكبير ، وكل هذا جعلني انسى موضوع استبدال هويتي وافراد عائلتي ، واكتفيت بقول ( الله كريم ).
مدير الثانوية يرفض تسجيل احد ابنائي في الاعدادية الا لو استبدلت هوية الاحوال المدنية الخاصة به ، فلقد كانت هوية الاحوال المدنية تحمل صورة طفل في الثانية من عمره ، واصبح ابني اليوم في الثامنة عشرة ولايسمح القانون ادخاله في امتحان البكالوريا الا لو كانت الصورة في بطاقته تشبه الصورة التي في هويته ، هنا تصديت انا للامر وذهب الى المدرسة وقدمت تعهداً انني ساقوم باستبدال هوية ابني خلال مدة اقصاها شهر واحد ، وكنت احاول الحصول على مدة اطول خوفاً من عدم اكمال الهوية خلال هذا الشهر .
دخلت الى الموقع الرسمي الخاص بتبديل هوية الاحوال المدنية بالبطاقة الوطنية ، لكي اعرف المستمسكات المطلوبة في عملية الاستبدال ، فوجدتها امور بسيطة للغاية اكملتها فوراً ، ودخلت الى موقع دائرة النفوس الخاصة بي ، فوجدتهم قد وضعوا جدولا زمني يحدد الايام التي يتم فيها مراجعة كل دائرة نفوس ، وحسب المناطق السكنية ، من
اجل تقليل الزخم وانسيابية العمل ، هنا جهزت اوراقي وجهزت ( اعصابي ) لمواجهة هذا ( الغول ) الذي وضعت صورته في رأسي .
في صباح اليوم المحدد لمراجعتي ذهبت برفقة عائلتي الى دائرة الاحوال الوطنية ، في دقيقتين سحبت الاستمارات الخاصة بافراد عائلتي وفورا دخلت ، وجدت ضابطاً برتبة كبيرة باسم الوجه جميل الطلة يقول اهلا اخي ، واخذ الاوراق مني وقام بتأشيرها بقلمه بخفة يد وهو يقول تفضل اذهب الى الشباك رقم كذا ودع العائلة تجلس هناك ، دخلت وانا لا اصدق الترتيب الذي وجدته ، مقاعد كثيرة و نظيفة ، ضباط يعملون كخلية نحل ، اعطيت اوراقي للشباك المعني وقال لي ؛ استرح وانتظر ان ننادي باسمك ، رجعت وجلست انتظر المعانات التي سوف يلقونها على عاتقي ، مرت نصف ساعة واذا باسمي يصدح في القاعة ، توجهت الى مصدر الصوت وخلال عشرون دقيقة اكملت انا وعائلتي بصمة الوجه ، وتم تحويلي الى غرفتين لم ياخذ العمل فيهم اكثر من عشر دقائق اخرى ، بعدها اعطوني وصل وقالو راجعنا بعد خمسة ايام لاستلام البطاقات الجديدة .
اكتشفت حين مراجعتي لهذه الدائرة ان اكثر المراجعين يجهلون المطلوب منهم من مستمسكات تخص الاستبدال ، وهذا يربك انسيابية العمل ويهدر وقت الموظفين ، وايضاً عدم معرفة الاوقات المحددة للمراجعة ، واخيراً تحية كبيرة لمدير هذه الدائرة لكفائته وحسن ادارته وتحية لكل الشرفاء العاملين في دوائر الدولة ، ويقينا ان لا رعب في مراجعتنا لدوائر وزارة الداخلية .
