حر مثل الجمر

حر مثل الجمر

ا.د.ضياء واجد المهندس.

كان كلما يمر الرجل المتقي (سيد علي ) بالقرب من جارنا ( ابو صبا )، الذي لا تراه في ساعة صاحيا”، يقول له ناصحا”:( يا ابو صبا ، الدنيا فانية ، عسى الله أن يهديك و تترك الخمر، و يجنبك نار حامية وقودها الناس والحجارة) . اعتاد ابو صبا أن يرد : (سيدنا ، ترى نار جهنم أعلى من درجة حرارة بغداد بدرجة ، ثم ربك رؤوف رحيم) .. … والحقيقة ،،. تذكرنا ايّام الحرّ الشديدة، بفلسفة أن نصنع عقوباتنا بأيدينا ، عن طريق التلاعب في التوازن الكوني الذي خلقه الرب ، من التغيير المناخي إلى تدمير التنوع الاحيائي و الأضرار بالبيئة الخضرية والمائية.. ولعل في قصة أصحاب الأيكة عبرة لمن طغى وافسد في الارض، وهذا ما حدث ل قوم شعيب، وقد أخذهم ” عذاب يوْم الظُّلَّة “، الذي قال عنه اللّه تعالى: ” إنّه كان عذابَ يوْمٍ عظيم ” فربنا سبحانه وتعالى أرسل عليهم حرًّا شديدًا، وشمسًا ملتهبة، ألهبت بيوتهم وشوارعهم ولم ينتفعوا يومئذٍ بظل، وكانوا يشربون الماء ولا يرتوون، حتّى أنهم كانوا يحفرون السراديب ويدخلون فيها رجاء الظل فتتحول عليهم حرّا محرقًا، وكانوا يهربون في الصّحراء ويدخلون الجحور والكهوف، حتّى أنّ الواحد منهم يرى فيه السّبُع ينتظره ليفترسه فيدخل رغم ذلك!
حتّى جاء اليوم الموعود، يوم الظلّة، فأرسل اللّه إليهم سحابة ظللت عليهم، فاستحسنوا بردها، فأخذ ينادي بعضهم بعضًا، حتّى إذا تكاملوا تحتها، أمطرت عليهم نارًا!
لماذا؟، وماهو الذنب العظيم الذي اقترفوه لهذا العذاب المؤلم!.. السبب كما في الاية
” أوْفو الكيْل ولا تكونوا من المُخْسرين * وَزِنُوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعْثوا في الأرض مفسدين “.
كانوا يأكلون أموال النّاس بالباطل!،
سرقة في الميزان، وإنقاص في الكيل، وغشٌ ونهب،
فسبحان اللّه!، كمّا ظنوا أنّ ذلك يغنيهم، عذّبهم اللّه بما ظنّوه نجاةً وملاذًا لهم، (يوم الظلة). فهل أن ايام الجمر التي نمر بها جزء من عذاب دنيوي نتشارك فيها مع اساطين الظلم و الفساد و مجاميع القتل والنهب ، الذين نسو الله فحق عليهم عذاب الدنيا ونحن معهم لسكوتنا وصمتنا ؟؟؟؟؟!!!!!، و لازلنا نعيش سنين التيه كما تاه نبي الله موسى (عليه السلام) مع قومه .. 

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار