جديدِ ملفِّ [الجاسُوسة]

جديدِ ملفِّ [الجاسُوسة]

نــــــــــــزار حيدر 

١/ عندما يتعلَّقُ الأَمرَ بالميليشياتِ فليسَ بوِسعِ الدَّولةِ بكُلِّ مُؤَسَّساتها الدستوريَّة فعلَ شيءٍ، بما فيها القضاءُ، إِذ يقفُ الجميع مُتسمِّرينَ مكتُوفي الأَيدي يتفرَّجُونَ أَو يتهامسُونَ! لأَنَّ الدَّولة العميقة أَقوى منهُم بكثيرٍ! ولذلكَ عادةً ما تُسجَّل جرائِم الخَطف للإِبتزاز والقَتل والإِغتيال لتصفيةِ حساباتِ سياسيَّة ضدَّ مجهُولٍ أَو تُعصبَ برأسِ كبشِ فداءٍ يحمِلُ تبِعاتَ الجريمةِ عنهُم.
عمليَّة إِختطاف [الجاسُوسة] المزعُومة مِن هذا النَّوع من الجرائمِ التي تقِف الدَّولة عاجزةً أَمامها لفعلِ شيءٍ يُذكر.
فعلى الرَّغمِ من مرورِ [١٣] شهر على عمليَّة الإِختطاف و [٤] أَشهر منذُ أَن بثَّ الخاطِفون لها شرِيط فيديو قالُوا أَنَّها إِعترافات أَدلت بها [الجاسُوسة] و [٨] أَشهر على إِعلان الحكُومة عن تشكيلِ لجنةٍ خاصَّةٍ لتعقُّبِ والكشفِ عن الخاطفينَ ومعرفةِ هويَّاتهِم وانتماءاتهِم وتحديدِ مكانِ المُختطَفةِ وطبيعةِ شخصيَّتها وهويَّتها و [٦] أَشهر على تصريحِ القائد العام السيِّد السُّوداني بأَنَّ عمليَّة الإِختطاف [تضرُّ بسُمعةِ العراق وقُدرةِ أَجهزتِنا الأَمنيَّة] على حدِّ قولهِ! إِلَّا أَنَّ الدَّولة لم تنجح لحدِّ اللَّحظةِ بفعلِ شيئٍ يُذكر حِيال هذا الملفِّ.
٢/ لقد فشلَت الدَّولة فشلاً ذريعاً في التَّعاملِ الحاسمِ والحازمِ معَ هذا النَّوعِ من الملفَّاتِ، ما يدلُّ على أَحدِ أَمرَينِ؛
أ/ فإِمَّا أَنَّها عاجزةٌ عن فعلِ شيءٍ، فلا أَجهزتها المُخابراتيَّة بقادرةٍ على تعقُّبِ والكشفِ عن المُجرمينَ ولا المُخبر السرِّي المشغُول برفعِ تقاريرهِ الكَيديَّة للإِبتزازِ بقادرٍ على فعلِ شيءٍ ولا كُلِّ الأَجهزةِ الأَمنيَّة الأُخرى.
وتلكَ مُصيبةٌ!.
ب/ أَو أَنَّها تعرِفُ كُلَّ شيءٍ لكنَّها تتستَّر على الملفِّ وكُلَّ ما يتعلَّق بهِ خَوفاً من الدَّولةِ العميقةِ على [الدَّولةِ] وخشيةً مِن تُفجِّرِ أَزماتٍ سياسيَّةٍ جديدةٍ تعصِفُ بالبلدِ، وبالتَّالي فالدَّولةُ هُنا تتستَّر عليهِم لحِمايةِ [الأَمنِ القَومي] و [المَصالح العُليا] للبلادِ على حِسابِ هَيبةِ الدَّولةِ وسُمعتها!.
فالمصيبةُ أَعظمُ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار