جدلية يوم الاستقلال

جدلية يوم الاستقلال

بقلم : محمد فخري المولى

التاريخ تجاوز قساوة اعاصير المحيطات وامواج البحر الهادره بالنقاش والتقاطعات ، طبعا كل الاراء محترمة لانها تعبر عن روي اما علمية او عاطفية متفاعلة مع حدث او النظر لتاريخ مُعين بزاوية ضيقة هذه هي اسس اشكالية النقاشات العقيمة ليوم الاستقلال .
تعبير الاستقلال هو حالة شخص أو أمة أو بلد أو دولة يمارس فيها المقيمون والسكان ، أو جزء منهم ، حكما ذاتيا ، وعادة ما يتمتعون بخصوصية ، اذن الاستقلال هو الخلاص او التحول الى حالة خاصة .
لو استعرضنا احداث بلاد مابين النهرين بعد نهاية ٥٠٠ عام من الغزو العثماني الى نهاية الحرب العالمية الاولى انطلق عهد جديد لبلد جديد وتحديدا منذ عام ١٩٢٠م تنصيب الملك الى اليوم هناك مسمى لدوله اسمها العراق .
الفترة منذ ١٩٢٠ الى الان وبحثنا عن يوم وطني مميز ، لوجدنا عشرات الايام التي يمكن ان تكون عيدا وطنيا لكن يوم الاستقلال يجب ان تكون له مواصفات والمختص وغيره يعلم جيدا لا يمكن ان لايمكن ان تكون مناسبة تناظر يوم ١٩٣٢/١٠/٣ انضمام العراق كأول دولة عربيه رقم ٥٧ لعصبة الأمم المتحدة قبل ان يكون للمحيط العربي حضور او صوت اممي .
اما من يردد غير ذلك فهو قصور بالرؤية ، لانه تجزئة الاحداث او اخذ تفصيل معين لانه يخدم توجه معين امر غير مستساغ .
المملكة المتحده (محتل) اذعن لصوت الشعب بعد ثورته الشهيره ثورة العشرين فكان من نتاجها استقدام للملك وكل من يسئل لماذا لم ينتخب شخص عراقي نردد بلاد ما بين النهرين بعد الحرب العالمية الاولى هي عباره عن ثلاث ولايات منفصلة وبنفس العدد تقريبا من التحالفات العشائرية بمسمى امارة ، بلا رابط اداري مركزي فكيف يختار الحاكم بظل هذه الظروف كشخصية يتفق ويلتف حولها الجميع بتلك الفترة لا يمكن ان يختار زعيم ديني عشائري لانه بذات الصيغة هذا من جهة .
اما التحدث من جهة اخرى
عن شروط مجحفة للقبول بدخول العراق الجديد لعصبة الامم ، هنا نود الإشارة ان هناك تطور اداري مهني ، اقتصادي بايام المملكة العراقية منذ عام ١٩٢٠ الى ١٩٣٢ وهي نتيجة وجود رجال دولة ومستشارين وطنيين بغض النظر عن الجنسية الاصل ، هذا ببساطة جعل المحتل ينظر لمصالحه عميقا ومليا ، لكنه بذات السياق دعم وساند دخول العراق بعصبة الامم وهي موقف مهم لايقل عن دعمها وحدة العراق الادارية بوجود الموصل .
للامانة العلمية البحثية يستحق يوم ٢٠٠٣/٤/٩ ان يكون يوما وطنيا لكنه بمخرجاته التنفيذية او ببساطة اكبر الانجاز خلال عقد او اكثر لم يكن يناظر ما قدمته الحكومات بحقبة الملوكية.
اما الانتقال من النظام الملكي للجمهوري برغم شخصية الزعيم الاوحد المقبوله وانجازاته التي فاقت باربع سنوات عقود طويلة من عمر الأنظمة والحكومات والأهم منظر الدم واللون الاحمر الذي رافق حياة العراقيين منذ ذلك التاريخ افقد تلك الحقبة صدارتها واهميتها .
ختاما انقل لكم كلمات انقلها بتصرف تمثل واقعنا ،
النوايا الحسنة على بساطتها تُحاولُ أنْ تظللَ بعضَ النقاط التي تراها مضيئةً وجامعةً لهذا الشتاتِ التاريخي، فتبحث فيما ظللّته عن يوم يحتفل به الشعبُ العراقي بعيد وطني لبلاده، في خطوة لايجاد المشترك المستحيل، فعسى ولعل ان يتفقون على شيء ما، وهم الذين لم يتفقوا يوماً على شيء ما باحثين عن أي حدث أو موقف يعزز هذا الانقسام الذي اصبح عادة عراقية بامتياز، شعب ينقسم على كل شيء.
لانه المشكلةُ أنّه لايريد الإعترافَ بأنّ وطنه عبارةٌ عن دولة حديثة العهد لم يتجاوز عمرُها المئة عام، أسِست حالُها حالُ دول أخرى بناء على خرائط فرضها المنتصرون على انقاض حربٍ دامت كم سنين.
تقديري واعتزازي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار