بين التحول السلس والاعمال التخريبية ضاعت هيبة الدولة

بين التحول السلس والاعمال التخريبية ضاعت هيبة الدولة

الدكتور عمار العيثاوي

في صباح يوم الجمعة الفائت تفاجأ أكثر من 750 الف مواطن عراقي في بغداد من حرمانهم من خدمات الانترنيت من خلال فصل الخدمة على أغلب مجهزين الخدمة دون سابق أنذار ، وهذا أجراء يتم أستخدامه عادة في الحروب لمباغتة الاعداء وترك العدو في حيرة من أمره ، وكان أغلب الظن ان الأعمال التخريبية كان هدفها تخريب البنى التحتية للاتصالات.
ان الخبر الصادم هو أعلان وزارة الاتصالات بأنها هي من قامت بهذا الاجراء كما فعلت سابقا بايقاف خدمات التليكرام بشكل مفاجيء مما سبب ضرر على شريحة كبيرة من المواطنين العراقيين ثم تراجعت عن هذا الاجراء بعد أيام ، مدعية أن الهدف من هذا الاجراء هو مباغتة التحول السلس الى سياسة الوزارة الجديدة بحصر وأحتكار تقديم خدمات الانترنيت عبر الواي فاي لشركة وأحدة فقط ،في حين أن قرار القضاء العراقي قد حسم هذه القضية بشكل واضح جدا حين قرر بتاريخ 7-12-2023 بأن تكون هيأة الاعلام والاتصالات هي الجهة الوحيدة المخولة بمنح التراخيص.
وتزامناً مع اعلان وزارة الاتصالات عن مسؤوليتها بقطع الانترنيت فقد اعلنت جهة حكومية أخرى أن من قام بهذا الاجراء التخريبي هي شركات غير مرخصة، فهل الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية المسؤولة عن هذا الاجراء قد مارست عمل تخريبي ضد البنى التحتية كونها شركة غير مرخصة من قبل هيأة الاعلام والاتصالات وهل يتم مسأئلتها وفق مادة 4 أرهاب أم هل ستبقى الحكومة العراقية تتفرج على هذا الصراع والتقاطع الوظيفي دون أجراءات حازمة تحفظ للقضاء العراقي والحكومة هيبتها وللشعب العراقي كرامته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار