اين تفرون وقد قتلتم اخي …؟

اين تفرون وقد قتلتم اخي …؟

العراق

الدكتور سعد محمود المسعودي

 

في يوم العاشر من محرم الحرام سنة 61 هج حدثت ابشع حادثة في تاريخ الكون ، وابشع جريمة ارتكبها النظام الأموي ، اريد من هذا المقال ان أذكر واقعة تاريخية حقيقية وقعت ، وقد فقد الامام الحسين عليه السلام ، حامل لوائه وأخيه والسند والمدخر الذي ادخره امير المؤمنين عليه السلام لولده الحسين ع ، في هذا اليوم تجسدت معان كثيرة ، وأبرزها الوفاء واتقاها الايثار واعزها الجود والكرم وأبرزها وضوحآ هو التضحية والفداء بالارواح ، وصل الامام الحسين ع مصرع أخيه ابا الفضل العباس عليه السلام ، كالصقر قرأه مقطوع اليمين واليسار مرضوخ الجبين مشكوك العين بسهم مرتثا بالجراحة، فوقف عليه منحنيا، وجلس عند رأسه يبكي حتى فاضت نفسه، ثم حمل على القوم فجعل يضرب فيهم يمينا وشمالا فيفرون من بين يديه كما تفر المعزى إذا شد فيها الذئب، وهو يقول: أين تفرون وقد قتلتم أخي؟! أين تفرون وقد فتتم عضدي؟! ثم عاد إلى موقفه منفردا. وكان العباس آخر من قتل من المحاربين لأعداء الحسين (عليه السلام)، ولم يقتل بعده إلا الغلمان الصغار من آل أبي طالب الذين لم يحملوا السلاح.
وفيه يقول الكميت بن زيد الأسدي:
وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو * شفاء النفوس في الأسقام قتل الأدعياء إذ قتلوه * أكرم الشاربين صوب الغمام ،
ويقول حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس:
إني لأذكر للعباس موقفه * بكربلاء وهام القوم تختطف يحمي الحسين ويحميه على ظمأ *
ولا يولي ولا يثني فيختلف ولا أرى مشهدا يوما كمشهده * مع الحسين عليه الفضل والشرف أكرم به مشهدا بانت فضيلته *
وما أضاع له أفعاله خلف،
ويقول أحدهم :
أمسند ذاك اللوا صدره *
وقد قطعت منه يمنى ويسرى لثنيت جعفر في فعله * غداة استضم اللوا منه صدرا وأبقيت ذكرك في العالمين *
يتلونه في المحاريب ذكرا وأوقفت فوقك شمس الهدى * يدير بعينيه يمنى ويسرى ،
ومن هذا المنطلق ، وماحل في الطفوف من منازل عظيمة ، قد تجسدت اليوم في غزة الإباء وما حل بغزة من جرائم يندا لها جبين الإنسانية إن وجدت إنسانية عند العرب ، تقف اليوم جحافل الإخوة والايثار بين العراق وإيران وسوريا ولبنان ، مجسدت ذلك الصوت الحسيني ،(اين تفرون وقد قتلتم اخي ) ، نداء أطلقته المسيرات والصواريخ والراجمات ، نداء أطلقته عيال الله وشجعان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، يدفعون الضيم عن اشقائهم ، واستبسلوا بكل فخر وغيرة ، مدافعين غير مبالين بالموت أن وقعوا عليه ، لم وقع عليهم ، وما نراه بهذه اللحظات من اعتداء سافر وجبان تحت غطاء الشيطان الأكبر امريكا وثالوثها المشؤوم ، واعطاء الضوء الأخضر للكيان الغاصب ، هو دليل واضح وجلي للعيان ، أن الإرهاب العالمي ، هو وليد الولايات المتحدة الأمريكية ، وتمويلهم ، ومن يعترض على ذلك فهو مطبع مطيع لاسياده في تل ابيب الشر والخزي ، ولا ننسى أن الدماء التي سالت صبيحة هذا اليوم في لبنان ، ماهي الا قرابين على طريق القدس ، ولن تحصد هذه الجحافل عن نصرة إخوانهم ، ولن تكون هنالك هدنة مع الصهاينة ، فالويل والثبور لأمريكا وصنيعتها ، والويل والثبور لاسرائيل وارهابها ، وقد دقت طبول الحرب العالمية ، ولن تنتهي إلا بزوال الكيان الغاصب ، ومالنصر الا من عند الله ، ونحن إذ نستشهد بكلام رب العالمين إذ جاء في كتابه الكريم ،
بسم الله الرحمن الرحيم
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ،
صدق الله العلي العظيم….
المجد للشهداء الابرار المجد للمشتبك في سوح القتال ، المجد لغزة والعراق ولبنان وإيران وسوريا ، المجد لمن سطروا بأرواحهم أسمى آيات العزة والكرامة والعدالة ، المجد لمن طلب وجه الله مخضبآ بدمه ويرجو شفاعة النبي محمد واله الطيبين الطاهرين…..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار