اليمن يسقط فخر طائرات الدرونز الأمريكية وينهي أسطورة الجيل الخامس من الحروب

اليمن يسقط فخر طائرات الدرونز الأمريكية وينهي أسطورة الجيل الخامس من الحروب

🇾🇪 يكتبها: محمد علي الحريشي

بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ومنظومة حلف وارسو عام 1989 الذي كان المنافس اللدود والقوة العسكرية والسياسية الموازية لأمريكا وحلف الناتو، وضع المخططون العسكريون الأمريكيون خططاً وإستراتيجيات عسكرية متوسطة وبعيدة المدى تضمن من خلالها أمريكا الهيمنة على العالم والتربع على عرش القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والعلمية الأولى على العالم على مدى القرن الواحد والعشرين، والتغلب على الدول التي قد تشكل تهديداً محتملاً على المكانة الدولية التي تحتلها مثل روسيا والصين والهند،وغيرهم من الدول الصاعدة، ففي المجال العسكري دخلت أمريكا حيز التنفيذ في تطبيق هيمنتها العسكرية على العالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتي مباشرة في مرحلة عسكرية أطلق عليها الخبراء العسكريين،« الجيل الخامس من الحروب»، الذي يعتمد على قيادة وإدارة وتوجيه المعركة العسكرية وفق أحدث التكنولوجيا التصنيع العسكري بإستخدام الأقمار الصناعية في القيادة والسيطرة والتوجيه الناري ودقة الإصابة، أبسط تعريف لحروب الجيل الخامس إنها حروب شاملة تدار وتوجه عن بعد وتعتمد على الطيران والقوة الصاروخية الموجهة يلعب فيها جانب الحرب الإعلامية والنفسية دوراً كبيراً في كسر شوكة الضحية وهزيمتها، لذلك طورت أمريكا أحدث طيران الدرونز الحربي بدون طيار،(طائرة MQ 9) لتدير وتنفذ حرباً جوية ضد خصومها بدون أن تخسر طياراً أو جندياً واحدا كما حدث في حروبها على ماتسميه بتنظيم القاعدة في عدد من دول العالم، استخدمت امريكا ذلك النوع من الطائرات في حروب أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، هي طائرات حديثة جداً تمتلك تكنولوجيا معقدة ومتقدمة وترتبط بشبكة قيادة وسيطرة تكنولوجية عبر مراكز قيادة أرضية ترتبط بالأقمار الصناعية وطائرات التجسس، لطالما إستخدمت أمريكا ذلك النوع من الطيران لتستبيح به أجواء وسيادة الدول والشعوب ولتصطاد بها خصومها تحت مسمى محاربة الإرهاب ولتستعرض بها عضلاتها على العالم وتظهر بها قوتها، الحرس الثوري الإيراني كان له السبق في إسقاط طايرة الدرونز (MQ 9) فوق مياه الخليج الفارسي قبل أكثر من ثمان سنوات، كان حادث إسقاط الحرس الثوري الإيراني لتلك الطائرة خبر مفجع للقيادة العسكرية الأمريكية، لأنه حتى ذلك التاريخ لم يكن في مقدور أحدث صواريخ الدفاعات الجوية إسقاط طائرات الدرونز الأمريكية، لأنها كانت محمية بتكنولجيا دفاعية معقدة، ذلك الحدث سبب بحدوث هالة القلق الشديد داخل البيت الأبيض الأمريكي، الذي قام بعمل حملة ديبلوماسية قوية ضد إيران حتى وصلت ذروتها إلى مراحل متقدمة في شن عملية عسكرية أمريكية ضد إيران، أدركت أمريكا إن حلمها في السيطرة على العالم بدأ يتبدد خاصة بعد مادخلت إيران في عالم تصنيع الصواريخ الباليستية والمجنحة وبعد دخول روسيا الإتحادية عالم صناعة صواريخ الدفاعات الجوية الأكثر تطوراً في العالم مثل منظومات صواريخ الدفاع الجوي S 300 و S 400 التي فاقت في قدراتها أحدث المنظومات الدفاعية الأمريكية (الباتوريوت وثاد) جاء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وبعد عام 2018 وفي وسط مرحلة العدوان بدأت موازين القوى العسكرية تميل لصالح اليمن على مستوى الجبهات التي حقق الجيش اليمني واللجان الشعبية فيها إنتصارات على العدو مثل ماحدث في جبهات وادي آل أبو جبارة في محافظة صعدة ونهم والجوف ومارب والبيضاء، أو في مجال تطور القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني الذي نفذ عدد من الضربات المسددة داخل السعودية والإمارات طالت اهم المصالح الإقتصادية والقواعد العسكرية، وفي نفس الوقت طور الجيش اليمني سلاح الدفاع الجوي حيث بدأت أولى طائرات الدرونز الأمريكية MQ 9 بالسقوط على تراب اليمن، بدأت تتساقط القوة والهيمنة الأمريكي على العالم من يوم تم إسقاط فخر صناعاتها العسكرية الجوية، كما تم إسقاط القوة العسكرية الدفاعية الأمريكية من يوم تجاوزت فيه الصواريخ اليمنية الباليستية منظومات الباتريوت الأمريكية ووصلت إلى أهدافها داخل مملكة آل سعود، رغم كثافة الأحزمة الدفاعية الأمريكية على أهم منطقة إقتصادية حيوية لأمريكا وهي السعودية، ورغم دفع الخزينة السعودية عشرات المليارات من الدولارات، كصفقات أسلحة فقط في مجال الدفاع الجوي، يومها إندهش الخبراء العسكريين على مستوى العالم بقوة وفاعلية السلاح الصاروخي اليمني الذي تجاوز كل تلك الأحزمة الدفاعية التي كانت تحيط بالمدن وبالقواعد العسكرية وبمعامل شركة ارامكو، لكن تجاوزت الصواريخ المصنوعة اليمن أحدث تكنولوجيا الدفاع الجوي الأمريكي، يومها مرغ السلاح الجوي الأمريكي في التراب وتم الغاء عدد من دول العالم صفقات أسلحة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع، ومن ضمنها دول حليفة لأمريكا مثل تركيا التي ألغت صفقات أسلحة الباتوريوت وثاد بمليارات الدولارات وإتجهت نحو روسيا لشراء البديل من أسلحة الدفاع الجوي الروسي S 300 وبعدها S 400،سقطت هيبة أمريكا وقوتها العسكرية في اليمن على يد رجال الجيش ومجاهدي اللجان الشعبية، يرى كثير من الخبراء السياسيين إن روسيا لم تقرر الدخول في حرب ضد اوكرانيا عام 2022 الا بعد أن درست نتائج الفشل العسكري الأمريكي في اليمن، وهزيمة أفخر سلاحها الدفاع الجوي الباتوريوت وفخر سلاحها البري دبابات الإبرامز في اليمن، ومن النتائج التي إنعكست على واقع السلاح الدفاعي الأمريكي، ماحدث للقبب الحديدية الصهيونية في عمليات سيف القدس وعمليات طوفان الأقصى، من فشل حتى تحطمت أقوى التحصينات الدفاعية الصهيونية أمام المجاهدين، وبسلاحهم الذي هزم السلاح الأمريكي، اليوم( الجمعة 17 مايو /ايار 2024) أسقط الجيش اليمني طائرة درونز بدون طيار أمريكية من طراز ( MQ 9) في سماء محافظة ملرب اليمنية بصاروخ دفاع جوي يمني الصنع، وبالأمس القريب تم إسقاط طائرتين على سماء محافظة صعدة اليمنية وتم إسقاط طائرة في سماء البحر الأحمر، كلها حدثت بصواريخ دفاع جوي تم صناعتها وتطويرها في اليمن هذا السقوط المدوي لفخر الصناعات العسكرية الجوية الأمريكية وسط حالة التوتر العسكري الشديد بين اليمن وأمريكا، بسبب مواقف اليمن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، هو إيذان بسقوط مدوي للغطرسة والغرور الأمريكي على مستوى المنطقة والعالم، وإيذاناً بنهاية الحلم الأمريكي وتلاشيه في الهيمنة على العالم وبنهاية فعالية جيلها الخامس من الحروب الذي فاخرت به العالم، وظهور جيل سادس وسابع من الحروب على أيدي مجاهدي قوى محور المقاومة الممتد من إيران والعراق حتى لبنان وفلسطين وصولاً إلى اليمن الذي فرض قواعد جديدة للإشتباك، برهنت على صلابتها وقوتها ساحات الإشتباكات في غزة والبحر الأحمر والمحيط الهندي. وغداً إن شاءلله في البحر الأبيض المتوسط وحينها سوف يتحقق وعد الآخرة، وينتهي الوجود الصهيوني المحتل في فلسطين والهيمنة الأمريكية من المنطقة العربية والإسلامية والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار