النَّازيَّة أُصولهَا سُومرِيَّة .

النَّازيَّة أُصولهَا سُومرِيَّة .

ا . د . ضِيَاء وَاجِد المهنْدس 

 

 يَقُول اَلمُؤرخ ، ، وَهُو مِن أُصُول يَهودِية ، ، ( صَموئِيل نُوح كِريمر ) : أنَّ حلَّ رُمُوز الكتابة السُّومريَّة يَختَلِف عن حلِّ رُمُوز الكتابتيْنِ الأكْديَّة والْمصْريَّة ، لِسَبب مُهِم كان مِن جُملَة العوامل اَلتِي أَدَّت إِلى عَرقلَة تَقدُّم الدِّراسات السُّومريَّة، وَيتضِح هذَا السَّبب فِي القوْل بِأنَّ عُلَماء أُورُبا الغرْبيَّة المعْنيِّين بِحلِّ رُمُوز الكتابات المصْريَّة والْآشوريَّة والْبابليَّة كان بِحوْزتهم قَدْر غَيْر قليل مِن المراجع والْموادِّ التَّوْراتيَّة والْكلاسيكيَّة ، ولم يَكُن اِسْم مِصْر وَآشُور وَبابِل مِن الأسْماء المعْروفة جيِّدًا ، وَلَكنهَا كَانَت مَعرُوفة على الأقلِّ ضِمْن حُدُود مُعَينَة ضَيقَة ، وَحتَّى إِنَّ ثَقافَة هَذِه الشُّعوب كَانَت شَائِعة بِصورة عَامَّة . فِي حِين أنَّ الوضْع بِالنِّسْبة لِلسُّومريِّين يَختَلِف كثيرًا حَيْث لَم يَرُد فِي أَدبِيات الكتَاب اَلمُقدس دَلالَة أو إِشارة عَابِرة إِلى سُومَر أو اَللغَة السُّومريَّة لَان سُومَر على حقيقتهَا قد اِنمحَت مِن ذِهْن الإنْسان وذاكرته مُنْذ أَلفَي سنة ، وان اِكتِشاف السُّومريِّين ولغتهم كان مِن اَلأُمور غَيْر المتوقَّعة أبدًا ) . وَيتفِق مُعظَم المؤرِّخين على قِلَّة التَّنْقيبات والْوثائق السُّومريَّة بِالرَّغْم مِن عُمْق وَغنَى وَأَصالَة هَذِه الحضارة بِسَبب اِعتِماد السُّومريِّين على الرُّقع والْألْواح الطِّينيَّة اَلتِي اِنْدثَرتْ بِفعْل الفيضانات اَلتِي تَعرضَت لَهَا مَناطِق جَنُوب العرَاق . . . أنَّ قِيادَات الحرَكة النَّازيَّة فِي ألْمانْيَا تأثَّروا كثيرًا بِالْموْروث السُّومريِّ ، وَمِنهَا الاعْتداد العالي بِأصْلِهم وشعارهم ( اَلصلِيب المعْقوف ) . كان ظُهُور اَلصلِيب المعْقوف ، وَالذِي يَعرِف بِشعار النَّازيَّة ( السُّواسْتيكَا ) ، ، كَلمَة مُشْتقَّة مِن اَللغَة السِّنْسكْريتيَّة سافاسْتيكَا ( فِي دِيفاناغاري ) ، وَتعنِي ( الكائن المحْظوظ ) أو ( الميْمون ) ، وَعلَى وَجْه جعل مِن شَكْل اَلصلِيب المعْقوف أو المعْكوف رمْزًا لِلدَّلالة على حُسْن اَلحَظ . . وَكلِمة سافاسْتيكَا كَلمَة مَرْكَبة مِن جُزْأيْنِ فَكلِمة ( ساء ) أو ( سُو ) تَعنِي « جَيِّد » و « اِسْتِي أو فَاستِي » تَعنِي « الرَّفَاه » ) . . لَقد وجد الشِّعَار فِي وسط صَحْن مَصنُوع مِن الفخَّار ، وَيعُود تَارِيخ هذَا الصَّحْن إِلى ( الفتْرة السُّومريَّة ) ويقدِّر عُمرُه بِأكْثر مِن 6000 عامٍ . وتحيط الأسْماك بِالشِّعار وَهِي تُزيِّن الصَّحْن ، بِالْإضافة إِلى الزَّخْرفة الرَّائعة على أَطرَاف الصَّحْن وَالتِي تُشْبِه كثيرًا المارْكة العالميَّة لِلْأزْياء ” فِيرْزاتْشي (Versace )!!!.. وجد هذَا الصَّحْن فِي (مَدِينَة سامرَّاء) في العرَاق ، وَهُو يَرمُز لِلْخصْب والْحركة الدَّائمة وَتَعاقَب دَوْرات الحيَاة . وَالذِي يُؤكِّد اِقتِباس النَّازيِّين لِشعارهم مِن الموْروث السُّومريِّ، هُو وُجُود الصَّحْن المنْقوش عليْه الشِّعَار فِي ( مَتحَف البرغامون ) فِي برْلين عَاصِمة ألْمانْيَا مُنْذ أَكثَر مِن نِصْف قَرْن مِن ظُهُور النَّازيَّة ، وَالذِي كان النَّازيُّون اِطَّلعوا عليْه واعْتمدوه كشعار لَهُم . . والْمعْروف ، أنَّ السُّومريِّين كان يُؤْمنون بِأنَّهم أَصْل (العرق البشَريِّ) بَعْد أن صَعِد من آمن مِنْهم إِلى سَفِينَة نَبِي اَللَّه نُوح ( عليْه السَّلَام ) فِي وَاقِعة (الطُّوفان) اَلذِي غرَقت الأرْض بِمن فِيهَا .

البروفيسور د. ضِيَاء وَاجِد المهنْدس . مَجلِس الخبراء العراقيِّ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار