العيداني مُحافِظٌ بالدِّيمُقراطيَّة ما لَم تتآمر عليهِ الديكتاتوريَّة!

العيداني مُحافِظٌ بالدِّيمُقراطيَّة ما لَم تتآمر عليهِ الديكتاتوريَّة!

نـــــــــــــــــــزار حيدر

س١/ لماذا اختارَ الشَّعب البصري قائِمة [تصمِيم]؟!.
ج/ برأيي فإِنَّ الذي اشتركَ هذه المرَّة في إِنتخاباتِ مجالسِ المُحافظاتِ أَدلى بصوتهِ ومنحَ ثقتَهُ للإِنجازِ مُبتعداً عن الشِّعاراتِ والوعُودِ والعهُود التي ظلَّ المُرشَّحون يقدِّمُونها لهُ خلال الدَّوراتِ السَّابقةِ من دونِ أَن يلمسَ شيئاً من تنفيذِها على أَرضِ الواقعِ، وهذا دليلٌ على وعيٍ جديدٍ ولَو بنسبةِ بسيطةٍ.
كما أَنَّ النَّاخب هذهِ المرَّة عبَّرَ عن مللهِ من القُوى السياسيَّة الكلاسيكيَّة التي مازالت تُمسِكُ بتلابيبِ السُّلطةِ منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن والتي أَتخمت السَّاحة وأَصمَّت آذان المُواطن بشعاراتٍ فارغةٍ لم يجنِ منها البلَد سِوى المزيد من القلق والمُعاناة.
ولذلكَ نُلاحظ أَنَّ مثلَ هذهِ العناوين الصَّدِئة تراجعَت بشكلٍ كبيرٍ فلم تجنِ أَيٍّ من عناوينِها أَغلبيَّةً مُريحةً في أَيَّةِ مُحافظةٍ من المُحافظات، ولهذا السَّبب نراها الآن عادت لتجمعَ أَشلاءَها لتحمي مُكتسباتِها ولتتمكَّن من مُمارسةِ الضَّغط على الفائِزينَ مرَّةً أُخرى لتخريبِ النَّتائج والقفزِ عليها والتَّجاوز على إِرادةِ النَّاخبِ ورغَباتهِ وتطلُّعاتهِ المُستقبليَّة!.
لقد سعى النَّاخبُونَ لمُمارسةِ ولو جزءٍ بسيطٍ من التَّغييرِ بالتَّصويت للقوائمِ المحليَّة لقطعِ الحبلِ السرِّي المُمتدِّ بينَ الحكوماتِ المحليَّة والمركز [العاصِمة بغداد] والذي ظلَّ طِوال العقدَينِ الماضيَينِ يُتاجرُ بمصالحِ المُحافظاتِ بعيداً عن رغباتِ أَهلِها وبالضدِّ من مفهُومِ [اللَّامركزيَّة] فكانَ السببُ المُباشر لحالاتِ الشَّللِ التي أَصابت الإِنجاز على مُستوى التَّنمية والبِناء والإِستثمار في المُحافظاتِ، خاصَّةً وأَنَّ النَّاخب بدأَ يعي ويفهم بأَنَّ المجالس والحكُومات المحليَّة خدميَّة وليست سياسيَّة وهذا هو الفَرق الجَوهري بينها وبينَ الإِتحاديَّة [المركزيَّة] [مجلِس النوَّاب].
س٢/ هل أَنَّ رئيس قائِمة [تصمِيم] هو الأَقرب لمنصبِ المُحافظ؟!.
ج/ ديمقراطيّاً وحسبَ نتائجِ الإِنتخابات الأَخيرة، نعم، وبالمُطلق، فإِنَّ فلسفةَ الحاجةِ لصُندوقِ الإِقتراع في الدُّول الديمقراطيَّة هي للكشفِ عن أَوزان وحجُوماتِ القوائِم الإِنتخابيَّة المُتنافِسة في كُلِّ مرَّةٍ ليتُمَّ على أَساسِها بِناءِ شِكلِ وخارِطةِ الحكُومات سَواءً المحليَّةِِ منها أَو الإِتحاديَّة.
ولقد حصلَت [تصمِيم] على الأَغلبيَّة المُريحة والنِّسبة المطلُوبة [٥٠+١] من عددِ مقاعدِ مجلس المُحافظة لتشكلِ الحكومةِ المحليَّة.
كما أَنَّ رئيس القائِمة حصدَ على أَعلى الأَصوات على المُستوى الوطني وليسَ في البصرةِ فقط، الأَمرُ الذي مثَّل استفتاءً على المنصبِ والمُنجزِ.
ولكن، وكما نعرِف وقد علَّمتنا التجرِبة المُرَّة مع ديمقراطيَّتنا العتيدة في العراقِ منذُ التَّغييرِ ولحدِّ الآن، فإِنَّ [السُّلطويِّينَ] لا يُؤمنُونَ كثيراً بنتائجِ الإِنتخابات وإِنَّما يُؤمنُونَ بما يسمُّونهُ بالنَّتائج المُتوازِنة التي يتمُّ تقسيمها وتثبيتها في الغُرَفِ المُظلمةِ بعيداً عن الرَّأي العامِّ كاللُّصوصِ عندما يُقسِّمونَ الأَموالِ المسرُوقةِ! للإِلتفافِ على صُندُوقِ الإِقتراعِ ونتائجهِ في كُلِّ مرَّةٍ ليضمِنُوا الإِحتفاظِ بسُلطتهِم وامتيازاتهِم ونفوذهِم، ولو بالتَّآمر والتَّهديد ورُبما بالتَّصفياتِ!. وكأَنَّ كُلَّ مُحافظةٍ مُلكٍ لأَحدهِم!.
وبذلكَ كرَّسُوا المُحاصصةِ بأَضيَقِ أَشكالِها وأَلغَوا مبدأ [تداوُل السُّلطةِ]!
س٣/ كيفَ تجدُونَ المُفاوضات الجارية حاليّاً؟!.
ج/ حسب معلوماتي فإِنَّ ما يجري من مُفاوضاتٍ سريَّةٍ بينَ مُختلفِ الأَطرافِ الفائِزة تسيرُ لصالحِ الفائزِ الأَكبر على الرَّغمِ من التَّهديدات السريَّةِ والعلنيَّةِ التي يُمارسها الفائزُون الصِّغار إِمَّا لتفتيتِ القائمةِ الفائِزةِ أَو للضَّغطِ عليها من أَجلِ التَّنازل والإِبتزاز والعَودة إِلى الشَّراكات القائِمة على أَساس المُحاصصةِ وتقاسُمِ الكعكةِ بالضدِّ من إِرادةِ ورَغباتِ النَّاخبينَ!.
س٤/ هل تجدُونَ [تصمِيم] مُتماسِكاً؟!.
ج/ نعم، لحدِّ الآن، نعم، ولا أَظُنُّ أَنَّها ستتعرَّض للتَّعريةِ والتَّآكُل، لأَنَّ [تصمِيم] مُصمِّمة على احترامِ صَوتِ النَّاخبِ وحِمايةِ ثقتهِ التي منحَها لها.
فضلاً عن ذلكَ فإِنَّها مُصمِّمة وبقوَّةٍ على حِمايةِ المُنجزِ الذي تحقَّقَ في مُحافظةِ البصرةِ ولا تُريدُ أَن تعودَ بالأُمورِ للمُربَّع الأَوَّل إِذا عادَت مرَّةً أُخرى للمُحاصصةِ التي ستُدخِلُ المُحافظةِ في شللٍ آخر قد يُضيِّع حتَّى المُنجز الذي تحقَّقَ فضلاً عن أَنَّها ستُضيِّع خُطط المُستقبل وما وعدَت بهِ المُواطن البصري.
س٥/ ماهي أَوراق الضَّغط عند [تصمِيم]؟!.
ج/ ديمقراطيّاً وواقعيّاً ومنطقيّاً فإِنَّ أَقوى ورقةِ ضغطٍ بيدِها هيَ أَصوات البصريِّينَ وثقتهُم المبنيَّة على المُنجز وليسَ على الشِّعارات الفارِغة والآمال الكاذِبة التي كانت سبباً في المرَّات السَّابقة في خداعِ الناَّخبينَ ولذلك لم يحصِد منها شيئاً إِلَّا اللَّمَم.
س٦/ ماهي أَوراق الضَّغط عند الكُتل الأُخرى؟!
ج/ إِنَّ أَوراق ضغط الخاسرِين هي [العَصا والجَزَرة] خاصَّة إِذا تعلَّقَ الأَمرُ بأَحزابِ السُّلطةِ التي سرقَت على مدى العقدَينِ الماضيَينِ ميزانيَّاتِ دُوَلٍ بأَكملِها! فالذي يخسَر أَوراق الضَّغط الشَّرعيَّة من خلالِ صندُوق الإِقتراع يلجأ بالتَّأكيدِ إِلى أَوراق الضَّغط غَير الشرعيَّة ومنها تهديد [العُضوات] بالطَّردِ من [العشيرةِ] إِذا بقينَ في صفُوفِ [تصميم] مثلاً أَو رَشوتهُنَّ بملايينِ الدُّولارات إِذا تركنَها!.
نتمنَّى أَن لا يحصلَ ذلكَ فجمهُور الفائِزينَ الأَوائل في المُحافظات مُصمِّمٌ على القِتالِ بالدِّيمقراطيَّةِ لحمايةِ صوتهِ وإِرادتهِ مهما غلى الثَّمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار