الشهادة العليا، والمجتمع الواهم. !

الشهادة العليا، والمجتمع الواهم. !

د.محمد ابو النواعير

كتب احد الاخوة الاعزاء:

 

( ان الشهادة العليا ابدا ما كانت ولا راح تكون دليل على وعي وأخلاق وثقافة الشخص.
احيانآ تصادف أنسان غير متعلم يسوه ألف دكتور وأستاذ من حيث الأخلاق والمنطق والتعامل مع الناس).

***
فاجبناه بالمختصر التالي:

سيدنا
المشكلة ليست بالشهادة
او بحامل الشهادة
المشكلة بطريقة تعاطي مجتمعنا مع الشهادة وصاحب الشهادة، بخلاف ما هو موجود في الدول المتحضرة، التي تعلمنا منها قوانين ومناهج الدراسة و العلوم المعاصرة، وعرفنا معنى الشهادة العليا.

فمن التصورات الخاطئة مجتمعيا، التي عندنا عن حامل الشهادة العليا:

حامل الشهادة العليا عقله جبير.!
حامل الشهادة العليا حسجة وابن اجاويد ويعرف يسولف بالمضايف. !
حامل الشهادة العليا اخلاقه وتدينه والتزامه كعلي ابن ابي طالب. !
حامل الشهادة العليا وطني ومتفاني في حب وطنه. !
حامل الشهادة العليا متسامح دوما ومطأطأ الراس ومحد يسمع صوته . !

ووووو، الخ

كلها تصورات خاطئة تركبت في الذهنية الانفعالية العراقية.

والصح هو:

حامل الشهادة العليا هو انسان عادي جدا، وقد تكون لديه احيانا عقدة تكبر وعلو.
ولكنه لا يحمل اي من المواصفات اعلاه بخلاف بقية الناس.

الشيء الوحيد الذي يتميز به حامل الشهادة العليا والذي يجب احترامه، انه يملك معلومات هائلة وكثيرة ومنوعة في مفصلية واحدة لعلم من العلوم،،،، وفقط
وهو ما يسمى : (التخصص).

لذا، من المفترض ان يحترم الناس حامل الشهادة العليا (فقط) عندما يتحدث باختصاصه.
وهنا، يجب ان لا يتدخل عوام الناس في اختصاصه.

وهذا ما يحصل في الغرب، لا تتعامل تلك المجتمعات مع حامل الشهادة العليا والعالم الاكاديمي على انه صاحب امكانات وقابليات اسطورية، واخلاق نبوية، والتزامات دينية، بل ينظرون اليه كانسان عادي مثلهم تماما، ولكن فرق تلك المجتمعات عنا، انه اذا تحدث حامل الشهادة العليا او الاكاديمي في مجال اختصاصه، فالكل يسمع وينصت له.

ما يحصل عندنا هو العكس تماما، فحامل الشهادة العليا يجب ان يكون صاحب مواصفات اسطورية، واذا تكلم في اختصاصه، يبدأ شعبنا الكريم بالتفلسف والتمض،،،،ط والتفستق براسه.

لذا، تقدموا، وتأخرنا.

والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار