‏الرد العراقي بين ردود الافعال والتخطيط الاستراتيجي

‏الرد العراقي بين ردود الافعال والتخطيط الاستراتيجي

الفريق .. عماد الزهيري

‏١.عانى العراق من الغزو للكويت عام ١٩٩٠ وليومنا هذا من اثار القرارات الخاصة بمجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة اي ما يقارب ٣٢ عام وبالرغم تغيير النظام السياسي لصدام ولكن لازال العراق يعاني من تأثير تلك القرارات والتي تنعكس سلبا على استقلاله وإراداته وسيادته ولاسيما موارد المالية وصفقات تسليح وتجهيز جيشه والحديث طويل ومزعج في هذا المجال
‏٢.كانت ولازالت الرؤية ضبابية في رأي العراقيون بوجود الأمريكان وقوات التحالف بعد عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا حيث تشتت تلك الرؤية وادت الى انقسامات واضحة بين الطبقات السياسية والقيادات العسكرية والامنية بين مؤيد ومعارض فمنهم من يرى مبررا لوجودهم ومنهم من يرى غير ذلك وتعامل الجميع مع الاسف بأراء ومصالح مرحلية وليست مصالح العراق وشعبه كدولة تأسست منذ ١٠٣ عام وان مرور الوقت على هكذا وضع شاذ سيؤدي الى موت بطئ لامننا القومي والوطني
‏٣.عندما تقرأ التاريخ تجد ان مايجري في العراق من تحديات ومعاضل وازمات مفتعلة ومصائب كانها تدور علينا فرض طبيعي كالفصول الاربعة ولاتسمح تلك الدوائر المتربصة بالعراق من داخله وخارجه ان يخرج من هذه الدورة التي انهكت موارده وقدراته وافقدته الكثير مما افاء الله عليه من موارد طبيعية وثروات معدنية وبشرية وموقع جيوسياسي ولازلنا نتعامل معها بردود الافعال وليست خطط ومشاريع استراتيجية مع عدم الايمان بروح العمل الجماعي وعقدة النقص والنقابية المقيتة
‏٤.اخطر ما يواجهنا كمجتمع عراقي بعد الحروب الكارثية منذ اربعون عاما هو التفكك الاجتماعي الذي اضعف الزخم والوعي والادراك والحس الوطني الداعم لوحدة العراق واستقلاله وكرامته وعزته وقراره بسبب ضياع برامج التعليم الوطني وانقسام المجتمع الى ( عرب واكراد وتركمان واقليات) وانقسامهم الى شيعة وسنة والى مسلمين ومسيحين فأصبحت مصالحنا الفئوية هي الأساس في صناعة قرارتنا وبناء المزاج والرأي العام الداعم قرارتهم ومصالحهم الشخصية
‏٥.الخروقات العسكرية والامنية منذ عام ٢٠٠٣ وبعد الانسحاب الامريكي كثيرة ومثيرة للجدل من اغلب الدول المجاورة للعراق وامريكا واسرائيل ولكنها جميعا تم التعامل معها بميوعة عالية ولا مبالات واصبحت ردود الافعال اعلامية لامتصاص غضب وزخم المنتقدين والممتعضين وبروز ظاهرة التسقيط والتشهير وتحييد والتصدي لكل قائد وطني وعسكري يريد ان يبني موارد وقدرات القوات المسلحة العراقيه حيث تم تعطيل الكثير من صفقات الاسلحة في سلاح القوة الجوية والدفاع الجوي تحت حجج واسباب متعددة مما افقد العراق قدرته على حماية سمائه كما ان الاهمال الكبير لسلاح البحرية جعل من المنشأت النفطية البحرية الخاصة بالتصدير مصدر قلق مع عدم مشاكل الصيد والصيادين مع دول الجوار البحري ويبقى تطوير وتحديث ورفع جاهزية سلاح طيران الجيش ودوره المحوري في محاربة الارهاب وبسط الامن الداخلي هو الفيصل في فحص نوايا اصحاب القرار وصناعة من رفع جاهزيته مع مراعاة ان الجيش العراقي منفتح ومنتشر لمحاربة ومواجهة الارهاب وعمليات الامن الداخلي منذ ١٩ عام بحرب مباشرة وغير مباشرة مع حالة استنزاف لموارده
‏٦.يواجه العراق تحديات كبيرة في مصادر السلاح وخاصة العقوبات المالية المفروض على روسيا ومنع نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة من بعض الدول لرفع قدرات الجيش مع وجود معاضل في ايجاد التمويل اللازم لصفقات مهمة للقوة الجوية والدفاع الجوي وبناء البنى التحتية لمسارح العمليات الخاصة بالدولة العراقية من اعادة تأهيل المطارات العسكرية وسكك الحديد والمخازن والمستودعات ومصادر المياه والوقود والمستشفيات والمدن الصناعية العسكرية الحربية
‏٧.مما تقدم علينا الاستعانة بالقادة الوطنيون الشجعان واصحاب المواقف والحكمة والخبرة والدراية لبناء منظومة عسكرية وطنية متكاملة واخراج الجيش من المحاصصة بجميع انواعها وتخصيص ميزانية سرية غير معلنة مع اعتماد تنويع مصادر التسليح والتجهيز وتشجيع التصنيع الحربي و بناء قدرات الردع الصاروخيه ودون تردد واعادة النظر في تنظيم الجيش والقوات الامنية وتوحيد منظومة القيادة والسيطرة وتقسيم ساحات العمل وتوزيع الصلاحيات واعادة مسك الحدود الوطنية
‏٨. ان وجود معايير دقيقة لاختيار منتسبي الجيش ضباطا ومراتب مع منظومة تدرج للضباط والمراتب وتشريع قانون الخدمة الالزامية وقانون وزارة الدفاع واعادة النظر بالانفتاح والانتشار وبناء الاحتياط العزوم للتعامل مع هذه الازمات والخروقات على العراق وسيادته وامنه القومي واعادة النظر بالتحالفات والعلاقات الدفاعيه هو خطوة اولى بالاتجاه الصحيح لتعديل وتصحيح الاخطاء التي وقعنا فيها
‏وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه ورحم الله الشهداء وحفظ الله الشرفاء والمخلصين من المؤمنين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار