الخلود والأثر

الخلود والأثر

بقلم: محمد فخري المولى

التاريخ السومري في بلاد الرافدين قبل خمسة آلاف سنة دوّن أعظم ملحمة إنسانية خالدة تحمل معاني الخصوصية البشرية في أسمى مراحلها وقلقها وارتباكها وتناقضها الفسيولوجي والروحي .
إنها ملحمة كلكامش الميزوبوتامية التي عالجت الربوبية والقيم والخلود ومواضيع الديمقراطية بتلك البقعة من الكون .
خلاصتها الملك بعد العزاء الذي أقامه أمام حقيقة الفناء والموت عندما يرى صديقه متعفن البدن ينخر الدود جسمه .
يبدأ كلكامش رحلة البحث عن الخلود والبقاء ويصف له جده عشبة للحياة الأبدية ، وبعد رحلة بحث مضنية يجدها في قاع البحر، وعندما يغفو على الشاطئ تسرقها الحية بأمر من الآلهة التي لا تسمح بالبقاء سوى لذاتها .
ويعود كلكامش فاضي الوفاض متحسرا فينصحه حكماء أوروك بأن الطريق الوحيد للخلود هو في العمل والعدل والبناء .
وهنا يسلك طريقا آخر ونهجا جديدا في الحياة وفي طريقة تعامله مع المواطنين .
لذا للخالدين ومحبي الخلود
في الأحلام وعقولكم الصغيرة
يمكن تحقق ذلك فقط .
أما على أرض الواقع الحقيقي فأثركم خطاكم ومسعاكم بالخير والمحبة والعمل الصالح وخدمة المجتمع
وخير مثال جنازة الملكة إليزابيث الثانية .
التشييع والجنازة هي الأعلى تكلفة بتاريخ لندن بمشاركة نحو 500 من قادة ومسؤولي العالم، منهم أكثر من 10 من الزعماء ورؤساء الحكومات العرب ونحو ثلاثة ملايين مواطن ، لكن من سيبقى معها ؟
لن يبقى سوى العمل والأثر.
اعترضوا يا أولى الألباب
ولا تتقاتلوا على الدنيا.
تقديري واعتزازي
#محمدفخريالمولى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار