الحسين مع الثائرين .. والثائرون مع الحسين ..

الحسين مع الثائرين ..
والثائرون مع الحسين ..

ا.د.ضياء واجد المهندس

سجاد شاب عراقي في العشيرينات من عمره ، انتقل بالعمل من اعمال البناء والكهرباء الى المطاعم والمخابز ، والتحق بالحشد الشعبي لاشهر ،لكنه اصيب بذات الرئة فسرحوه.
سمعت ان سجاد جرح في التظاهرات ، فكان لابد من زيارته و الاطمئنان عليه ..كان الحديث معه مربكا” ، لانه يدعي ان جرحه بسبب سقوطه بعد هروبه من منطقة ساحة التحرير على اثر رمي الغازات المسيلة للدموع .. كان سجاد في محرم لايتواجد في بيته ، بل يسكن ( الموكب ) ، ممارسا” كل الشعائر من اللطم و الزنجيل الى المشي و ركضة طوريج ، معتقدا” انها تجعله من اصحاب الحسين و من الداخلين الى الجنة …
قلت لسجاد : ارتاح حتى زيارة الاربعين .
قال :سنكمل بعد الاربعينية هذه المرة في ساحة التحرير .. ضحكت طويلا وسألته :هل نزلت بها تعليمات او فتوى ؟.
قال سجاد : الحسين (ع) و العباس (ع )و زينب (ع) كانوا معنا في ساحة التظاهرات..
ضحكت مستفسرا ” : هل تركو الجنة لياتوا معكم ؟! ، قل قولا” اخرا” ياسجاد !!!..
قال سجاد : والله عندما كنت اسرع الى التحرير ، كان بجانبي رجل في الخمسين ذو لحية سوداء مطرزة بشيب ابيض، ابيض البشرة ذو ثغر باسم ، يهرول امامه رجل طويل ضخم عريض الاكتاف ، ذو لحية سوداء و شعر طويل سرح ،ظاهر من كوفيته الخضراء يصد عن الحسين (ع) الرصاص والقنابل المسيلة للدموع .
قلت : ياسجاد من قال لك انهما الحسين (ع) والعباس (ع)؟!.
قال سجاد : كان الحسين يقول: بصوت جهور و مرعب ( هيهات ) ،و كان خلفه شاب يهتف ( هيهات منا الذلة ، الحسين منهو يخذله ) ،و كنت اهتف هيهات ..هيهات ..
وكان صديقي يقول : خلينا نهتف على التعيينات ،ليش احنه رايحين للزيارة و نهتف للحسين ؟!
قال سجاد : قلت لصديقي : من يكون الحسين (ع ) ينتفض بجانبه ، يهتف للتعيينات يا اغبر ؟!!!!
قلت له : وكيف كانت زينب معكم ؟!
قال سجاد : كانت امراة تسير خلفنا و على جنب الطريق ، و رايت نور من وجهها يتبع الحسين (ع) ، كيفما تحرك ، ومعها امراة تهتف :
( الله و ياكم والرسول ، و آله وبنته البتول )..
و وجدت اخر يهتف :
( ثرنه و يه الحسين ..والحسين مولانه )..
و لكن قنبلة مسيلة للدموع سقطت بقربي ، جعلتني ابتعد بعد ان اختنقت و فقدت الوعي، و نقلوني جماعتي بسيارة اجرة بعد ان حملوني لمسافة للمضمد بمنطقتي لانهم لا يريدون ان اذهب للمستشفى خشية من الاعتقال …
قلت لسجاد : هذه تهيؤات ، ربما التعب و الغازات الكيمياوية التي استنشقتها ،جعلتك تتصور و تتخيل اشياء …يا سجاد انا سمعتها منك ، لكن لا تقولها لغيري ، لكي لا يسخر منك الناس ؟!!
قال سجاد: وذات الله، و رسول الله، وعلى، و الحسن، والحسين ابو عبد الله، و العباس ابو فاضل ، كان الحسين (ع ) ، و العباس (ع ) معنا ، وعندما كنت اهتف : هيهات ..هيهات ، التفت علي الحسين (ع ) وابتسم .
ترك سجاد وانا في داخلي على يقين ان الحسين (ع) والعباس (ع ) و زينب ( ع ) كانوا مع المتظاهرين ..
وكأن لسان حالهم يقول : ايها المتظاهرون ، انتم معنا.. و ليسو القائلين ياليتنا كنا معكم و هم عن الظالمين ساكتون ، و عن الفساد غافلون.!!
اللهم احفظ العراق واهله المؤمنين المتقين ..
و انصرنا ،ونزل لنا ،لتكون معنا، رسلك وملائكتك واوليائك الصالحين ..
انت ناصرنا و مولانا وانت خير الناصرين ..

البروفسور .د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار