الحرب على غزة . . هي حرب عالمية وليست مكانية !

الحرب على غزة . . هي حرب عالمية وليست مكانية !

28 / 11 / 2023

فارس الطالب ✍️

من الممكن أن نقرأ من تدافع الرؤساء الغربيين إلى الكيان الصهيوني أن الحرب على غزة هي حرب عالمية وليست مكانية ؟
هل المواقف ( المخزية ) للأنظمة العربية وحتى الإسلامية من الحرب على غزة مواقف مناصرة للكيان الصهيوني ؟
كيف ستكون عليه مواقف الأنظمة العربية في حال أستمرت اسرائيل في تدمير غزة وقتل أطفالها ؟

بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي حزم فيها الغرب كله عزائمه وإنخرط فيها بكل إمكانياته لم تعد الحروب مكانية / أو إقليمية / مهما كانت صغيرة بل باتت حروباً عالمية بكل المعايير فلكل دول العالم دور فاعل أو مشجع فيها فلا حياد بعد اليوم وهذا واقع الحرب على غزة الأبية .
فالقطب الغربي كله أعتبر نفسه شريكاً فيها . .

وما تدافع الرؤساء الغربيين إلى الكيان وإعلان الجميع أستعدادهم لتقديم العون له ( المادي والعسكري ) وأقله المعنوي والنفسي والبعض حرك بوارجه وفرقاطاته باتجاه الشرق مع التهديد والوعيد إلا إقراراً بأن الحرب ليست حرباً ( مكانية ) بين العرب الفلسطينيين وبين ( الكيان الغاصب ) بل هي حرب القطب الغربي بكل دوله ومؤسساته ضد قوى المقاومة . .

وذلك . لأن القطب الغربي يعتبر الكيان أمتداداً له بل ذراعه الذي أستخدمها عبر قرن لتدمير الدول العربية وإشغالها عن تقدمها وعن لعب أدوارها التأريخية التي تهيؤها لها الجغرافيا والديموغرافيا . ومن خلال هذه الأداة تمكن الغرب من إخضاع الدول العربية لوصايته . .

ولا ريب أن القطب الشرقي بجناحيه الروسي والصيني ومعهما كل دول العالم الثالث التي لا تدين بالولاء للغرب ولا تقدم له الطاعة هي تتابع بقلق ما يجري وهي في الضفة الأخرى من الحرب وتناصر القضية الفلسطينية على الأقل في المحافل الدولية أو في المواقف ( السياسية والإعلامية ) ولكنها لم تصل بعد إلى تقديم العون المادي أو العسكري كما فعلت الدول الغربية . .

يبقى التساؤل هنا والأهم بالنسبة لكل عربي يعادي الكيان ويناصر القضية الفلسطينية ويتعاطف مع محور المقاومة أو ينتمي إليه ؟

ألا يمكن أن نقرأ مواقف ( الممالك والأنظمة العربية ) من القضية الفلسطينية ومن محور المقاومة غير ( المؤيد أو الناصر ) من مواقفهم المشبوهة والمترددة . وحجم التبعية لأمريكا وقطبها ؟ والتي تؤكد أن التبعية لا تزال قائمة وهذا يفرض بالضرورة موقفاً غير معاد على الأقل للكيان ؟

في الوقت الذي تقف فيه بعض الدول غير العربية في أمريكا اللاتينية وفي إفريقيا موقفاً مناصراً للقضية الفلسطينية وحتى الشعوب الغربية تظاهرت ضد عمليات القتل الجماعي والمذابح التي تجري في غزة العربية الفلسطينية في الوقت الذي كانت فيه مواقف الأنظمة العربية وحتى الإسلامية محزن بل ومخز ويعبر أحياناً عن مدى حقدهم على المقاومة ومحورها . .

ولقد عبرت هذه الممالك والأنظمة العربية عن مواقفها ( المتعاطفة ) بل ( المناصرة ) للكيان الصهيوني وذلك من خلال مساهماتها الفعلية عسكرياً ومالياً وحشد مئات الآلاف من الإرهابيين لتدمير العراق / وليبيا / وسورية / واليمن . .
وأعلنت مواقفها المعادية دائماً لإيران لأنها تقف ضد أمريكا وضد الكيان الصهيوني .

تبقى ( ومضة ) احتمالية في تعديل بعض الأنظمة العربية مواقفها من القضية الفلسطينية في حال تابعت إسرائيل عمليات القتل والذبح والتدمير في غزة عندها (قد) نلمح تغيراً مهماً في مواقفها وهذا أيضا تساؤل أخر . .

والله المستعان . .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار