الجيش الأمريكي الجبان … طاال أنتظارنا…

الجيش الأمريكي الجبان … طاال أنتظارنا…

✍ عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
كاتب وباحث سياسي
11/8/2023

بعد ان فشلت الولايات المتحدة الامريكية في إخضاع الشعب اليمني بالعدوان الذي شنته بالوكالة عبر أذيالها – المملكة السعودية وعيال زايد – وما تلاه من تحريك لعبيدها من المرتزقة في داخل اليمن في كل الاتجاهات، ودعم لأبواقها الإعلامية الضخمة ، والحصار الضارب الذي نفذته على اليمنيين على أمل أن تقلب الوضع على الحراك الثوري الذي حرر اليمن من الوصاية والتبعية ، فأطبقت الحصار الإقتصادي بكل جوانبه ، وأغلقت الموانئ و مطار صنعاء ، وقطعت المرتبات ، ونهبت منابع الإيرادات ، واستخدمت كل الأساليب المنافية للقوانين والشرائع والأعراف الإنسانية والدولية ، حتى وصلت مرحلة اليأس ، وانكشف ضعفها للعالم …

وفي خضم المتغيرات الدولية الهائلة ، ونمو محور المقاومة ، وتنامي وعي الشعوب في كل العالم شعرت دول الإستكبار وعلى رأسهم أمريكا بأن زمام الأمور بدأت تفلت من أيديها ، خاصة بعد هزيمتهم في وجه روسيا ، وظهور حركات التحرر في قارة أفريقيا ، والحراك السياسي الفعال من قبل دول أمريكا اللاتينية ، وانهيار منظومة ما يسمى بالأمم المتحدة التي لم يعد لها وجود خلال الأحداث الأخيرة … والكثير الكثير من المتغيرات والخسائر التي منيت بها دول الإستكبار ..

يقابل هذه المتغيرات اليوم شعب يمني ثابت ينعم بالكرامة والعزة ، بينما يتجرع أعدائه الويلات التي أرادوه أن يتجرعها ، فهاهم محاصرون ، ومنهارون اقتصاديآ ، وقد تغيرت حياتهم جذريآ ، وحتى المنظمات الدولية التي شرعنت لهم عدوانهم على اليمن لم تستطع اليوم دعم دول الاستكبار عبر تجريم أي أحداث دولية إكتسحت من بعد عدوانهم على اليمن وإلى اليوم – حكمة الله -.

فأحست أمريكا بضعفها الشديد مما دفع بها إلى أستعراض عضلاتها عند من تبقى من عملائها ( وكأنها تقول أنا لا زلت هنا ) فقامت بعرقلة مساعي إنهاء العدوان على اليمن ، ومنعت صرف المرتبات ، وأعادت مظلومية فتح مطار صنعاء إلى الصفر بعد الإنفراجات التي بدأت ، ومؤخرآ إغلاق القنوات الوطنية المجاهدة على مواقع السوشل ميديا ، وكل هذا نعتبره تصعيدآ واضحآ في عدوانهم على اليمن …

وكان آخر هذا الاستعراض هو وصول القوات الأمريكية إلى البحر الأحمر ، والذي يدل دلالة قاطعة بمرحلة الضعف والخوف الذي وصلت اليه امريكا ، ولكن هذا لا يعني أن هذه الخطوة جاءت دون أهداف مرحلية تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقها والتي هي في معظمها رسائل – العبيط – التي تحاول إرسالها للعديد من الأطراف والجهات والتي تتلخص في الآتي :
1 – بعد حركات التحرر التي إجتاحت أفريقيا من يد الفرنسيين ، تسعى أمريكا إلى تثبيت ولاءآت عملائها في الشرق الأوسط عبر توسيع تواجدها العسكري في المنطقة.
2 – التحركات الصينية التي تعزز وجودها في المنطقة وبدأت تطيح بالهيمنة الأمريكية في دول الشرق الأوسط أرعب الشيطان الأكبر مما دفعها إلى تعزيز وجودها تفاديا للنتائج التي حققتها روسيا في أفريقيا
3 – ومن أهم أهدافها هو تحقيق الشرط السعودي الأول الذي إشترطته المملكة الهالكة لإستكمال عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ( ضمان الأمن السعودي ) ( معاهدة أمنية أمريكية – سعودية ) ..
ومن ضمن هذا الأمن محاولة إفزاع الشعب اليمني الذي يسعى لإنتزاع حقوقه واستكمال انتصاره على العدوان الغاشم وخاصة المملكة السعودية التي وضعت نفسها رأس حربة في هذا العدوان .
4 – محاولة إثبات التواجد الأمريكي الذي يزرع الطمأنينة في نفوس عبيدها من جهة ، والرهبة التي تبقيها مهيمنة عليهم.
5 – محاولة فرض الرقابة – قدر الإمكان – على الدعم العسكري الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران للمقاومين في لبنان وفلسطين ، وأيضآ تصدير السلاح إلى روسيا – إن وجد -😉
6 – والهدف الاساسي هو توطيد أركان ربيبتها الكيان الصهيوني الذي بدأ يتهاوى من الداخل ، وبدأ اليهود يفرون منه بالهجرة إلى خارجه في حين توقفت الهجرة والاستقطاب إلى داخل الكيان في الأراضي المحتلة
وبالتالي: بالنسبة لنا كيمنيين لطالما أنتظرنا مواجهة الشيطان الأكبر بفارغ الصبر فقد مللنا من مقاتلة العبيد حتى أصبحنا نقاتلهم ونحن مغمضي أعيننا ، او ونحن متكئون على جنوبنا ، واليوم نشعر بالنشاط والعنفوان ، متعطشين أن نذيق الأمريكان البأس اليماني بعد أن نكلنا بوكلائهم او بالأصح ( عملائهم وعبيدهم ). ونحذر الجيش الأمريكي من التدخل ، او محاولة عرقلة مسار الشعب اليمني في الدفاع عن ارضه وعرضه ودينه ، وسنظل نحمي ثرواتنا من النهب والعبث بها ، وواجب علينا أن نحذر المملكة السعودية من الركون إلى هذا التواجد الأمريكي فإذا كان الشعب اليمني قد رحمها فيما سبق فلن يرحمها هذه المرة – وقد اعذر من أنذر -.
– بالنسبة للمسار العربي والإسلامي فلتعلم أمريكا وأذنابها أن محور المقاومة جاهز لأي تصعيد ، وأن الشعب اللبناني الشقيق لن تجره خططهم الخبيثة إلى أي نقطة يريدونها مهما حضرت جيوشهم وتعددت اياديهم ، وعلى السعودية أن ترفع أياديها عن الشعوب فلا كارثة تستعر ، او قتل يحدث إلا وتفوح منها رائحة العفن السعودي ، والجرثومة الأمريكية .
– وبالنسبة للوضع الدولي فلن يعود كما كان مهما حشدت أمريكا التي أذلها الشعب اليمني وأيضآ سيمرغ أنفها في التراب ، حتى النظام العالمي لن يعود عالم القطب الواحد .. بل متعدد الأقطاب وسيكون لمحور المقاومة فيه كلمة عليا.

– بالتأكيد ستكون متغيرات دولية كبرى في المستقبل القريب ، سيغير الوجه السياسي والإقتصادي في العالم كله ، والشعب اليمني جاهز لذلك بقوة الله ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )..
وما ستراه دول الإستكبار أفضل مما تسمعه .. والله المستعان.
……تم…….
عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
11/8/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار