إسرائيلي . . تنتقد . . إسرائيل . . والخطر الوجودي !!

إسرائيلي . . تنتقد . . إسرائيل . . والخطر الوجودي !!

٣١ / ١٠ / ٢٠٢٣

فارس الطالب ✍️

النقد الإسرائيلي قبل الحرب
إن النقد الإسرائيلي لإسرائيل كان قبل الحرب في ذروته ولم يتوقف أثناءها . وهو نقد ناجم عن التناقض الكامن في إسرائيل منذ إقامتها قبل 75 عاما . بين كونها دولة يهودية أو دولة ديمقراطية كما بين كونها دولة دينية أو دولة علمانية . ويشمل نمط علاقتها مع الفلسطينيين كدولة أستعمارية وعنصرية . وكلها أمور باتت غاية في الوضوح بعد تشكيل حكومة نتنياهو ألتي ضمت حزب ( الليكود ) والأحزاب الدينية المتطرفة، والتي جمعت بين أنتهاج سياسات متطرفة ضد الفلسطينيين / وسياسات تفضي إلى تأكل الديمقراطية الإسرائيلية بفرض أجندة اليمين القومي والديني المتطرف إلى حد أن بعض أصحاب الرأي الإسرائيليين باتوا يصفون إسرائيل بأعتبارها دولة نازية وفاشية ودولة ( أبارتهايد ) . وقد جمع النقد بين شخصيات يهودية مؤثرة في إسرائيل وخارجها كما ظهر ذلك في تقارير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية ( بتسيليم ) وما أكدته تقارير صادرة عن منظمات دولية مثل ( هيومان رايتس ووتش ) و( أمنستي ) والأمم المتحدة .
وهذا أبراهام بورغ ( رئيس كنيست وأحد قادة حزب العمل سابقا ) يقول . .
( نحن نتصرف بالفعل في المناطق التي قمنا بإحتلالها في الضفة وغزة . كما تصرف النازيون في المناطق التي أحتلوها في الغرب ) .

المغزى من تشبيه بورغ هو أن التمييز العنصري ضد الفلسطينيين من النهر إلى البحر بات سياسة للدولة في مركبها القانوني والسياسي والأقتصادي والأجتماعي والثقافي سيما بعد أن تم ترسيمه بسن الكنيست عام ( 2018 ) ( قانونا أساسيا ) ( دستوريا ) .
يعتبر إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي ما يجعل فلسطينيي 48 / من مواطني إسرائيل في درجة دنيا إذ ليهود إسرائيل فقط حق تقرير المصير فيها بأعتبارها دولتهم ! وعن خواء وتناقض الأدعاء بأن إسرائيل يهودية وديمقراطية

يرى ( يوسي كلاين ) أن ذلك ( هدف خيالي . . دولة يهودية . . دولة شريعة . . ليست ديمقراطية . . فجوة بين اليهود العلمانيين والليبراليين وحفنة الفاشيين المتدينين . . السيطرة والأحتلال ليست وسيلة بل غاية . . الفاشية اليهودية تضع الدولة فوق الفرد ) .

ولعل ما تقدم يفسر صعود أصوات لشخصيات يهودية تقرن معارضتها أي تغيير في النظام السياسي في إسرائيل بفضحها سياسات إسرائيل العنصرية المتطرفة ضد الفلسطينيين سيما مع تصريحات عديدة عنصرية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بقوله إن تنقله مع زوجته وأطفاله ( أهم من حرية حركة العرب في الضفة ) ولوزير المالية ( بتسلئيل سموتريتش ) الذي دعا إلى محو قرية حوارة الفلسطينية ( قرب نابلس ) وعرض ( خريطة إسرائيل ) تضم الأراضي الأردنية . ولوزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت الذي شبه الفلسطينيين بالحيوانات .
فهذا تامير باردو ( الرئيس السابق لجهاز الموساد )
مثلا . يعتبر أن ( إسرائيل تطبّق نظام فصل عنصري في الضفة الغربية . . يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني ) وكان النائب السابق لرئيس الموساد ( عميرام ليفين ) صرح بأن ( ما تشهده الضفة الغربية بعد 57 عاما من الأحتلال . . هو ( أبارتهايد ) وأن الجيش الإسرائيلي بدأ بالتورط في جرائم حرب . . تذكر بالعمليات التي حدثت في ألمانيا النازية . . لدى القيام بجولة في مدينة الخليل . ستصادف شوارع لا يستطيع العرب السير فيها .

أما ( إيريس ليعال ) فوجه أنتقاده لبعض الشخصيات المسؤولة التي تنبهت مؤخرا فقط لواقع الآبارتهايد . بعد أن بات يمسّ بها بقوله /
( ما الذي يحدث مؤخرا لكبار المسؤولين في جهاز الأمن الذين على الفور بعد تقاعدهم ينضمون إلى اليساريين ؟
لأن هذا هو أحتلال ( سموتريتش وبن غفير ) . . وليس مثلا أحتلال بني غانتس ؟! وعنده إسرائيل تمارس الآبرتهايد وجرائم ضد الإنسانية . . الأن . . ومن قبل . .

وهناك مشكلات الخطاب النقدي الإسرائيلي / لإسرائيل . .
يستنتج من كل ذلك أن النقد الإسرائيلي لإسرائيل الاستعمارية والأستيطانية والدينية والعنصرية والعدوانية غني وعميق ومؤثر . مع شخصيات مثابرة .

ومن المهم الأستثمار به لكن مشكلته تكمن . .
أولا / في أفتقاده لعوامل
ضغط عربية ودولية على إسرائيل .
ثانيا / في أفتقار الخطاب السياسي الفلسطيني لمقاربات مماثلة تتقاطع معه. ثالثا / أفتقاد الفلسطينيين لرؤية نقدية مسؤولة لتجربتهم الوطنية الغنية والمديدة والباهظة ما يسهم في إضعاف تأثير النقد الإسرائيلي .
رابعا / نفاق الدول الغربية المسؤولة عن الهولوكوست / وعن اللاسامية / والتي تحاول تفريغ ذلك أو التكفير عنه بدعمها اللا محدود والأعمى لإسرائيل في سياساتها الأستعمارية والعنصرية والوحشية ضد الفلسطينيين وأعتبارها العداء لتلك السياسات عداء للسامية التي هي مسؤولة عنها أصلا . وفي تحويلها المعتدي ( ضحيتها ) إلى ضحية وتحويلها ضحية ضحاياها إلى معتد مع ما في كل ذلك من تقليص لحرية الرأي والتعبير في مجتمعاتها .

ويأتي ضمن ذلك أعتبار حرب إسرائيل الوحشية ضد الفلسطينيين حربا مشروعة ودفاعا عن النفس علما أنها تحتل أراضيهم وتصادر حقوقهم وتمعن في أمتهانهم وكأن الفلسطينيين ليسوا بشرا ولهم حقوق على ما ذكر ذلك إسرائيليون يهود كثيرون . .

والحقيقة ستبقى على حالها . . لا توجد ديمقراطية مع الفصل العنصري . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار