إحذروا .. !!

إحذروا .. !!

بقلم : د. محمد ابو النواعير.

 

 

مع أنني اعتبر نفسي اكثر شخص انتقد بنية ومناهج التفكير والالتزام العشائرية وانتقدت العشائر بطرق علمية واخلاقية ودينية شرعية محكمة.

ومع ذلك فانا أُحَذِّر كثيرا من مثل هذا الطرح الذي يطرحه هذا الsفيه المتعلمن. !

هذا الشخص كلامه فيه الكثير من الاخطاء والمغالطات العلمية المستندة الى مبادئ الكارزما وعلم القيادة من فروع علم الاجتماع.

واعتقد إن لم اكن مخطأ، فهو يسير بحسب البرنامج الذي وضع لتسفيه الرموز والقادة، لزيادة الشرخ في تكسرات البنية القيمية والاخلاقية في مجتمعاتنا، ومحاولة استأصال اي جذور واسس للعلاقات الاجتماعية التي ينضبط عرفنا الاخلاقي والاجتماعي بموجبها، لكي تأتي اجيال منزوعة الوثاق، منزوعة الالتزام، منزوعة الانضباط، منزوعة الفهم والادراك، بكل ما يحيط بها من محركات وفواعل اجتماعية واخلاقية ودينية.

هناك فرق بين امتلاك مؤهلات القيادة، وبين الحصول على شهادة جامعية عالية، فالشهادة الجامعية العالية، تؤهلك لتكون عالما فاهما متبحرا في تخصص معين، والاختصاصات القريبة من هذا التخصص، وليست بالضرورة هي من تجعلك قيادة اجتماعية، فهذه الأخيرة لها اشتراطات كثيرة أخرى تختلف عن اشتراطات تلك، بعضها يأتي بالممارسة والاكتساب، وبعضها يأتي فطريا من الله.

الوجاهة الاجتماعية، مع كل ما يطلق عليها من نقودات، الا انها تعتبر إحدى اهم عوامل تثبيت الجذور الاخلاقية والقيمية في تربة المجتمع، بل وتقف مصدا ضد كل عوامل التعرية التثقيفية التي تحاول مسخ الشعوب.

بمعنى آخر، تعتبر الوجاهات الاجتماعية، احدى الفواعل التي تكون حلقة وصل اخلاقي قيمي تراثي، بين جيل سابق، وجيل لاحق، وهذا اختصاص لا يملكه صاحب العلم والشهادة العليا.

ثانيا، وهي الاهم، صاحب الوجاهة الاجتماعية، يملك قدرة كبيرة في ايجاد حالة توازن في التعامل مع ايقاعات العلاقات الاجتماعية بحسب موازين سيكيولوجية (نفسية) وظرفية دقيقة لا يستطيع ادراكها الا من قضى سنين طويلة في هذا المجال، وهذا امر لا يمكن تحققه (أبدا) لشخص العالم او الطبيب او المهندس او غيره، ممن يفني عمره في عزلة عن المجتمع، منهمكا في تخصصه، بطريقة تحقق له الابداع بمجال تخصصه، وفقط.

الى ذلك، نحذر من هذه الاصوات النشاز التي تسير رويدا رويدا من اجل تحطيم البنى الاساسية للفواعل الاجتماعية والاخلاقية والدينية في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار