أليس فيكم رجل رشيد

أليس فيكم رجل رشيد

د. فاطمة الزيداوي

الإلحاح بتشريع قانون، يسحق أمومة المرأة وطفولتها، يبعث على التساؤل: هل بقي تعذيب سادي لم تنتهجه القوى المسيطرة على عراق 2003؟
تجريد المطلقة من حضانة أبنائها وزواج القاصرات، إهانة لحرمة الأنوثة المبنية على الإحترام وليس الحرمان.. حرمانها من أبنائها ومرح طفولتها.
أي وعي ناضج تمتلكه بنت التسع سنوات.. ولا حتى العشرين؛ كي تختار وتقرر مصيرها، بل لا تقدر على إدارة بيت وإنجاب أطفال تحسن تربيتهم وتبادل زوجها ما يشده الى المنزل ودفء العائلة… هل تجيد طفلة ملأ عين رجل بإنوثتها!؟ فاقد الشيء لا يعطيه؛ فهي تكون قد ووئدت قبل الشعور بتضاريس الأنثوة ولذة البلوغ…
ما لم تنضج عقلاً وترتوي جسداً وتتمكن من إحتراف فطرة الزوجية، لن يقتنع بها حتى الملتاث جنسياً الذي سعى الى طفلة.. فقد الدهشة الأولى بالتعود؛ فأصبحت عبئاً عليه!
وربما وراء الأكمة ما وراؤها؛ لأنهم يراؤون بالدين لتمرير ساديتهم القاهرة لرقة المرأة وتحويل رهافتها الى ضعف يستغلونه، بدلاً من إتخاذ جمالها وعقلها ووعيها وحيويتها، نسغاً صاعداً يرتقي بالمجتمع؛ فـ “الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق” كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي.
فإذا إستجاب المشرِّع لنزوات الشواذ؛ وأد الحاضر وقضى على المستقبل؛ لأن طفلة ذات تسع سنوات، بحاجة لأم.. لن تكون أماً مؤتمنة على أطفال؛ إنها مهمة لا إنسانية.. فوق طاقة إستعداداتها؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ فهل تتسع ذات التسع سنوات للإمومة، وهل تصبر والدة على فراق ولدها.. كم من فاقدة جنَّت!
هل ستشرعون قانوناً يحلل أسباب الجنون وإغتصاب القاصرات وإستلاب إرادة القوارير اللواتي أوصى الرسول بهن رفقاً.
فإتقوا الله يا… أولي الألباب، ولا تحجبوا الإجابة عن سؤال النبي صالح: أليس فيكم رجل رشيد؟ الذي أعاده الحسين، في واقعة: أليس فيكم رجل رشيد؟ ولما لم يلق السؤال جواباً لا رداً على صالح ولا الحسين.. عليهما السلام؛ ظل دائراً في حومة الضلال حيث ما ذر الشيطان قرنه.
أعيد السؤال بأكاديميتي: أليس فيكم رجل متوازن يعقِّل المهووسين، ويمنع إندفاعهم في الغي سادرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار